كيف يمكن لمزيد من الغابات أن يحقق المزيد من الأرباح؟ في هذه الصورة يقوم عمال برش المبيدات الحشرية المضادة لبعض الآفات التي تصيب الأشجار في منطقة ماراكاكومي على أطراف غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، تمهيداً لإعادة تشجيرها بعد أن تعرضت لأعمال جائرة تسببت في إزالة كثير من أشجارها. وفي ظل اتجاه العديد من الشركات إلى العمل على تجميع الكربون وتخزينه، منعاً لانبعاثه في طبقات الجو العليا، أصبحت الأشجار حلاً آخر تلجأ إليه هذه الشركات، لقدرة الغابات على اختزان الكربون وامتصاصه. إنها صناعة جديدة بالكامل يمكنها جعل الأشجار الدائمة، التي تحتجز الكربون الذي يسبب الاحتباس الحراري، أكثر ربحيةً من تربية الماشية التي تعد السبب الأكبر لزوال الأشجار في غابات الأمازون بالخصوص. وتخطط شركات عاملة في منطقة ماراكاكومي لاستعادة الأشجار المحلية في المناطق التي أزيلت منها، ولبيع أرصدة تتوافق مع كمية الكربون الذي تحتفظ به. وستستخدم الشركات هذه الاعتمادات لتعويض غازات الدفيئة الخاصة بها في أنظمة حساب الانبعاثات. ويتوقف هذا الرهان على تخطي بعض التحديات الكبيرة، وعلى رأسها إقناع السكان المحليين بأن الأشجار أعلى أهميةً للبيئة من الأعشاب التي تتغذى عليها مواشيهم. ويبدو أن رد الفعل العنيف من الطبيعة يساعد شركات استعادة الغابات على كسب القلوب والعقول في منطقة تتجذر فيها ثقافة تربية الماشية، حيث أدى الجفاف الشديد الذي يفاقمه تغير المناخ وإزالة الغابات في الأعوام الأخيرة إلى تجفيف الكثير من العشب الذي يستخدمه مربو الماشية كعلف. وقد أصاب التدهور ملايين الأفدنة في المنطقة، إلى حد أنها لم تعد قادرة حتى على تغذية المواشي التي تشكل تربيتها العمود الفقري لاقتصاد المنطقة. ويعتقد الخبراء أن الاضطرابات البيئية، إلى جانب الاهتمام المتزايد بأرصدة الكربون، خلقت فرصةً لتحدي سيطرة إمبراطورية لحوم البقر على مساحات شاسعة من غابات الأمازون، كما يتوقعون أن تصل قيمة أسواق الكربون إلى تريليون دولار بحلول عام 2037، أي ضعف قيمة سوق لحوم البقر العالمية في وقتنا الحالي. ومعنى هذا أن انقلاب المعادلة بين تجارة المواشي وتجارة الكربون في الأمازون سيجعل زراعة الأشجار مربحةً أكثر من تجارة المواشي واللحوم. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)