عرض «رد» في «عالم فيراري» هدية العيد للعائلات

لا توفر مدينة عالم فيراري - أبوظبي فرصة تفاجئ بها جمهورها إلا وكانت السباقة في مواكبة الأحداث، وها هي اليوم مع الاحتفال بعيد الأضحى المبارك تطلق عرضها الجديد«رد»، بطابع كلاسيكي مستوحى من حقبة الستينيات في إيطاليا، وذلك في تجسيد حي لشغف عبقري السباقات إنزو فيراري بالسرعة والتشويق، وبالنجاح نفسه الذي حققته اللوحة الفنية «لاجارا» التي استضافتها قبل أسابيع. وأجواء مدينة عالم فيراري في العيد أكثر إشراقا من أي وقت آخر، حيث تشكل فقراتها الرياضية والترفيهية المنوعة ملاذا للعائلات. ومع الدخول في إجازة المدارس التي تفسح المزيد من الوقت للاستمتاع بالفعاليات التي تنظمها أكبر مدينة ألعاب مسقوفة من نوعها في العالم، يكتمل المشهد التفاعلي. عشاق السرعة وبحماس يخطف الألباب أعلنت مكبرات الصوت الموزعة في أرجاء عالم فيراري - أبوظبي عن بدء العرض المثير «رد» والذي يأتي بمثابة هدية العيد لأفراد الأسرة. وما أن صدحت عبارات البشارة السارة حتى بدأ موظفو المدينة بإرشاد الزوار الراغبين بمتابعة العرض من الأطفال وأهاليهم. وسرعان ما توجه الجميع إلى صالة العرض ليسيروا على سجادة حمراء فاخرة تقودهم إلى المدخل الفسيح. وهناك نصبت لوحات ضخمة تشرح طبيعة الفقرة الحية من خلال صور مبهرة جذبت المئات إلى التدافع باتجاه المقاعد التي غصت بالمهتمين. والأكثر اندفاعا وانفعالا هم دائما صغار السن الذين يعجبهم كل ما له علاقة بتلك السيارة الرياضية الحمراء التي تشغل بالهم على الدوام. ومع أن الاستعراض الفني «رد» لا يتحدث بشكل مباشر عن «فيراري»، غير أن الأمر بمطلق الأحوال في غاية الأهمية لعشاق السرعة. وكان ذلك واضحا من وقع التصفيق الذي ملأ المسرح حتى قبل بدء العرض بنصف ساعة. فقرات مضحكة حقبة الستينات تعود اليوم لتحضر من جديد بوهجها الكامل من خلال عرض «رد» الذي تنفرد به عالم فيراري - أبوظبي، ولم يشاهده أي جمهور آخر من قبل. إذ أن الفقرات المقدمة للموسم الحالي قد تم تصميمها خصيصا لعاصمة الإمارات التي استحوذت بهذه المدينة الترفيهية العالمية، والتي بدورها انتقت إمارة أبوظبي لتكون الحاضنة لنسخة «عالم فيراري» الثانية خارج إيطاليا. ومنذ اللحظة الأولى لرفع الستارة، بدا الطابع الكلاسيكي واضحاً للعمل. بدءا من الأزياء المختارة إلى ألوانها وديكور المسرح وحتى الحركات المفتعلة على المنصة الخشبية. ساعد على ذلك المضيف المتخصص في إضفاء أجواء المرح والذي افتتح العرض بفقرة مسلية نجح من خلالها في جذب تفاعل الجماهير. وهو أراد بذلك أن يوجد حالة من الاستعداد لباقي فقرات البرنامج إلى حين جهوزية زملائه في الفرقة خلف الكواليس. وشكلت رقصاته الطريفة على أنغام موسيقى الستينيات حالا من الرضا لدى الأمهات والآباء ممن يتذكرون الرموز الفنية لتلك الحقبة. وكان كلما أطل من على المسرح ارتفعت الهتافات في الصالة لما يتمتع به من كاريزما أضحكت الحاضرين في الفترات الفاصلة بين الفقرات المتنوعة. الريف الإيطالي سكوت تام وحبس أنفاس سبق موعد بدء «رد» بدقاق، وذلك لشدة الإبهار الذي يتمتع به إخراج العرض. وسرعان ما تشكل خلف المضيف مجسم مستطيل الشكل تحول بفعل الانعكاسات الضوئية والخدع البصرية إلى سيارة كلاسيكية مكشوفة تقودها فتاة شقراء. وهو مشهد لطالما انطبع في الذاكرة مع الأفلام الإيطالية بالأبيض والأسود، والتي مازالت حتى اليوم تحصد أرقاما عالية من المشاهدات. ولا تكتمل اللقطة الفنية إلا مع توافد الفتيان وتتبع الشقراء التي لا تكترس لا لهذا ولا لذاك. بعضهم يلاحقونها على دراجات هوائية وآخرون يسرعون إليها مشيا على الأقدام أو مستعينين بالزلاجات. وفجأة يظهر خلفها مشهد من الريف الإيطالي بأشجاره الخضراء الباهتة، والتي تعود لتختفي عن الأنظار مع تلاشي السيارة. وذلك إيذانا بترك المسرح يموج حنينا على نغمات أغنية شعبية إيطالية قديمة. عروض بهلوانية فعالية «رد» المنوعة والتي تستمر على مدى نصف ساعة وتستضيفها مدينة عالم فيراري هذه الأيام لا تقتصر على المشاهد التمثيلية. وإنما تزينها صور منوعة في مزيج من الأداء المسرحي الإيمائي، وفقرات السيرك البهلوانية. وتتضمن استعراضات بأدوات متفاوتة كالدولاب الألماني و»الترامبولين»، والأدوار الشاعرية الممزوجة بالطرافة والتقنيات البصرية التي تمزج بين الظل والضوء بإتقان. وكل ذلك بالتزامن مع خلفيات موسيقية منتقاة بعناية، حيث يختتم العرض بظهور المضيف داخل سيارة سباقات الـ»فورمولا -1» ومعه باقي الفريق الاستعراضي. 15 مؤديا عالميا يتحدث آندي كيلينج مدير عالم فيراري أبوظبي عن حرصه على تزويد المدينة الترفيهية دائما بكل جديد ومشوق. ويذكر أن عرض «رد» تم إنتاجه بشكل حصري لصالح عالم فيراري - أبوظبي، وهو مستوحى من أسلوب المخرج فريدريكو فيليني في مزج الواقع بالخيال. ويورد أن عملية الانتاج استغرقت 4 آلاف ساعة من التدريبات المتواصلة حتى يتمكن فريق العمل من الوصول إلى هذا المستوى من الإبهار الحركي. ويقول آندي كيلينج إن فريق العمل يجمع 15 مؤديا عالميا. بينهم بطلات العالم في فنون الأكروبات الثلاثي وأبطال أوروبا في التزلج على المنحدرات المائلة ومحترفون في فنون التوازن والاستعراض على الدراجات الهوائية والدولاب الألماني و»الترامبولين» والقضبان المعلقة. ويؤكد أن مدينة عالم فيراري تهدف من خلال عرض رد إلى زيادة تنوع العروض الترفيهية العائلية لجذب البالغين والأطفال على حد سواء. وتضم مدينة عالم فيراري أبوظبي أكثر من 20 لعبة ومرفقا ترفيهيا، إضافة إلى 30 من سيارات فيراري الكلاسيكية والحديثة. وتحتضن المدينة ألعابا مثيرة تجتذب عشاق المغامرات ومرافق ترفيهية غنية بالمعلومات للضيوف من كافة الأعمار، وهي من أبرز المعالم في جزيرة ياس حيث تبلغ مساحتها 2,500 هكتار.