السبت 25 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..مستقبل الاتحاد الخليجي

غدا في وجهات نظر..مستقبل الاتحاد الخليجي
29 أكتوبر 2012
مستقبل الاتحاد الخليجي يقول د. أحمد يوسف أحمد: كانت القضية الثانية في جدول أعمال "منتدى الاتحاد" السابع متعلقة بمستقبل الاتحاد الخليجي، وقد ترددت كثيراً في الكتابة عنها، فأهل مكة أدرى بشعابها، غير أنني انتهيت إلى أن مساهمة العرب غير الخليجيين بالفكر ووجهات النظر في الطريق إلى إنجاز تاريخي بحجم قيام اتحاد بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي قد تكون لها فائدة ما على أساس أن المراقب الخارجي قد يرى أحياناً ما لا يراه المنغمس في القضية موضع التحليل، وتذكرت أن تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 1981 لم يلق حماساً عربياً كبيراً على أساس الخشية من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لعزلة الخليج عن الوطن العربي، مع أن تأسيس المجلس لم تكن له مبررات داخلية فحسب وإنما كان الإطار الخارجي المحيط بدول المجلس يحمل كثيراً من نذر الشر، مثل الأثر السلبي الممكن حدوثه على استقرار دول المجلس بسبب الثورة الإيرانية، واشتعال الحرب العراقية- الإيرانية وتصاعدها المستمر، واقتراب "الخطر السوفييتي" من الخليج بعد تدخل الاتحاد السوفييتي في أفغانستان. غير أن عقد الثمانينيات من القرن الماضي لم يكد ينتهي حتى نشأ تجمعان فرعيان آخران لتسقط بذلك تهمة العزلة عن مجلس التعاون الخليجي. فرنسا و"الناتو"... تبعية أم استقلال؟ أشار باسكال بونيفاس إلى أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، طلب من وزير الخارجية الأسبق، إيبير فيدرين، إعداد تقرير مفصل يقيم حصيلة إعادة اندماج فرنسا في الهياكل العسكرية لحلف شمال الأطلسي والتداعيات المحتملة لذلك على قضايا الدفاع الأوروبية. هذا التقرير الذي سيشرف عليه سياسي فرنسي معروف بميوله الديجولية وامتداداتها التي رسخها فرانسوا ميتران بالنظر إلى اشتغاله الطويل إلى جانب ميتران وتوليه رئاسة الدبلوماسية الفرنسية بين 1997 و2002، لا شك أنه سيؤثر على الكتاب الأبيض الذي يجري الإعداد له حالياً، ومن المتوقع صدوره مطلع السنة المقبلة. لكن وقبل الخوض في تفاصيل عودة فرنسا إلى الهياكل التنظيمية لـ"الناتو"، لا بد من تسليط الضوء على السياسة الديجولية ومعانيها الحقيقية، فقد دأب اليسار الفرنسي منذ بداياته على تأييد هذا التوجه الذي لا يعني في الواقع سوى السياسة الخارجية للجمهورية الخامسة منذ انطلاقها والمعتمدة أساساً على التمسك بنوع من الاستقلالية الفرنسية في مقاربة القضايا الدولية والحفاظ على هامش من المناورة بعيداً عن الولايات المتحدة. وترجع بداية هذا التوجه إلى الرئيس ديجول، ومن بعده ميتران، اللذين عارضا العقيدة الأطلسية في السياسة الخارجية وابتعدا عن المواقف الغربية التقليدية في التعامل مع المستجدات الدولية لتسلك فرنسا طريقها المتفرد والخاص في معالجة التطورات الدولية والتعاطي معها على الساحة العالمية، بيد أن ساركوزي عندما جاء إلى السلطة وتولى الرئاسة قرر إعادة إدماج فرنسا في الهياكل المؤسسة لحلف شمال الأطلسي، وهو القرار الذي لاقى معارضة شديدة من قبل اليسار، لا سيما فرانسوا هولاند، ورئيس الكتلة الاشتراكية في الجمعية العامة وقتها ووزير الخارجية الحالي، لورن فابيوس. والمفارقة العجيبة أن ساركوزي الذي اعتبر نفسه الوريث الشرعي لتركة ديجول كان هو من قطع معها فيما يتعلق بـ"الناتو"، وقرر ضم فرنسا إلى هياكله. الشرق الأوسط...والصراع مع سيادة الدول يقول حميد المنصوري إن العامل الرئيسي لحالات عدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو الصراع بين سيادة الدولة والجماعات العرقية والدينية وقدرة الدولة على تماسكها يعتمد بشكل دراماتيكي على بناء شرعية لأنظمتها الحاكمة حتى تكون ملبية لمتطلبات الشعب والتنمية ومانعة للإنزلاق في زعزعة تلك الشرعية الممنوحة من الشعب، وهذا سيكون على درجات مختلفه بين دول المنطقة، باختلاف القدرات المادية والاقتصادية والقدرة على الإصلاح والحفاظ على المنجزات. مرحلة شكوك وتساؤلات يرى عبدالوهاب بدرخان أن التشاؤم يسود حيال مسارات "الربيع العربي" بين المثقفين المصنفين "ليبراليين"، تمييزاً لهم عن "الإسلامين"، ولأن وصفهم بـ "العلمانيين" ليس دقيقاً خصوصاً إذا كانوا في معظمهم مسلمين ولا يستلهموا الدين أو يستخدمونه في مقاربتهم للسياسة. هذه مرحلة الشكوك والتساؤلات، وربما التراجع أيضاًَ عن الحماس العارم للثورات والانتفاضات أثناء وقوعها وبعده ... إلى أن حصلت الانتخابات فأخرجت من صناديق الاقتراع حكاماً جدداً مسلحين بفكر أو أفكار غير جديدة. هنا انفتح المشهد على إشكاليات حالت أولوية الخلاص من الأنظمة السابقة دون توقعها، كما أن حالات التضامن والوحدة لاسقاط الأنظمة موّهت الانقسامات الراسخة. الانبهار بين المطلوب والمذموم أشار حميد المنصوري إلى أن تقليد الضعيف للقوي وانبهاره به عادة إنسانية قديمة، وهو ليس بسلوك ينحصر في مجتمع ما أو في زمن ما... فقد يصبح الضعيف المنبهِرُ بالآخر قويّاً منبَهَراً به! هذا ما حصل للعرب من الغساسنة والمناذرة الذين كانوا منبهرين بالفرس والروم. وبعد أن جاءت رسالة الإسلام وقويت شوكتهم وأسسوا حضارة إسلامية بلغت المشرق والمغرب، انقلبت الآية فأصبح المسلمون محطّ إعجاب وانبهار الأمم الأخرى، حتى كان الملوك في أوروبا يبعثون بأبنائهم إلى بغداد ودمشق وقرطبة لتعلم العربية والتزود بما توصل إليه المسلمون من علوم وفنون وحضارة. ثم دارت الأيام وانقلبت الأحوال فنهض الغربيون من ظُلمتهم، بينما تراجع المسلمون، فتولّوا هم قيادة قطار الحضارة البشرية، في الوقت الذي تخلفنا فيه نحن عن الركب.. وهذا ما يُعرف بمنحنى ابن خلدون لتداول الحضارات. إن الإعجاب والانبهار بما عند القوي من تطور علمي وتكنولوجي وحضاري مطلب ضروري. سياسة "رومني" الخارجية يقول جيمس زغبي: خلال الأسابيع القليلة الماضية من الحملة الانتخابية كنت أشعر بالحيرة التامة وأنا أستمع إلى المرشح الجمهوري ميت ورمني وهو يتناول مختلف تحديات السياسة الخارجية الأميركية. وفي الحقيقة أنني كنت أتابع كل كلمة نطق بها رومني في هذا المجال خلال العامين الماضيين. وما أستطيع قوله ببساطة هو أنني لم أتمكن من معرفة هل الشخص الذي ألقى كلمة في معهد فرجينيا العسكري في الثامن من أكتوبر هو نفس الشخص الذي ظهر في المناظرة الرئاسية الثالثة والأخيرة مع الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي، أم أنه كان شخصاً آخر؟ حول "توقيت الثورة" يقول د. طيب تزيني: يكثر الحوار في هذه الأيام القاسية في سوريا حول توقيت اندلاع الثورة السورية، فتبرز حالات من الاستقطاب بين الجمهور السوري الواسع لصالح هذا الموقف، أو لصالح موقف آخر يرى في ما حدث منذ سنة وما يقترب من ثلاثة أرباع السنة، أمراً لم يكن تأجيله محتملاً. ونلاحظ أن أحد أسباب نشوء هذا الحوار، الذي يبلغ أحياناً صيغة صراع بين أطرافه، تحدد في اتساع النكبة السورية وتعمقها من خلال تعاظم مظاهر التخريب والتدمير والقتل والتهجير والخطف.. الخ ها هنا، وأصحاب الرأي يعلنون بلغة الندم والتوبيخ أن تسرعاً قد ظهر في لجوء "الشباب وغيرهم إلى الخروج إلى الشارع"، وكان أحرى بهم أن "يضعوا ملحاً على الجرح" وأن يسعوا إلى رأب الصدع بنوع من المصالحة مع الآخرين، بل إن رأياً آخر يقوم على القول بأن مواجهة النظام، على نحو مباشر، ستعقد الموقف، ذلك أنه رأي النظام، ظل يعلن - على امتداد أربعة عقود - أن استراتيجيته المبدئية تقوم على الشعار الماورائي المغالب للتاريخ والذي هو القائل بـ "الأسد إلى الأبد"، بل ذلك الذي رفع مع أحداث الانتفاضة الراهنة، نعني "إما الأسد، وإما حرق البلد" أو الأسد أو لا أحد...
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©