السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صغار بين أحضان أسرية دافئة بمركز رعاية الأحداث

صغار بين أحضان أسرية دافئة بمركز رعاية الأحداث
31 أكتوبر 2012
أحدث دخول مركز رعاية أحداث المفرق، التابع لشرطة أبوظبي، في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، العام الماضي، نقلة نوعية في مفهوم عمل المركز وتعزيزه لدى أفراد المجتمع، لتمكينهم من التعرف إلى مجهوداته في رعاية الأحداث. ويفتح المركز ذراعيه لاحتضان النشء في أجواء أسرية، ويمنحهم فرصة الإبداع، بتوفير الرعاية الكاملة لهم، ومواكبة أحدث التطورات في هذا الشأن، كما يلتحق الأحداث في مدرسة خاصة يحتضنها المركز، تابعة لمجلس أبوظبي للتعليم، وتهيئتهم في برامج ونشاطات مختلفة على نحو يمكنهم من العودة إلى حياتهم تدريجياً، والمشاركة الفعالة الإيجابية لتحقيق رؤية أبوظبي 2030. دخل مركز أحداث المفرق موسوعة جينيس عن مبادرته التربوية التي أقيمت تحت شعار«معاً نرتقي بسلوك أبنائنا»، وتم فيها تبادل أكثر من 2000 كتيب، من الكتيبات التربوية بين أولياء الأمور وأبنائهم، من مواطنين ومقيمين، في زمن قياسي لا يتعدى الثماني ساعات. ولم تتوقف مجهودات المركز عند ذلك الإنجاز، حيث يتطلع القائمون عليه إلى تحقيق مزيد من من التطور في استثمار البناء الإنساني للأحداث، إذ كشف العميد أحمد محمد بن نخيرة المحرمي، مدير إدارة حقوق الإنسان، مدير مركز رعاية أحداث المفرق، عن استحداث برامج متعددة تعزز الأبعاد الدينية والاجتماعية والنفسية والعلمية، وتغرس الروح الوطنية لدى النشء. الرعاية اللاحقة وحول استراتيجية وزارة الداخلية، التي تتضمن تقديم الدعم المعنوي والاجتماعي والأكاديمي للأحداث أثناء تواجدهم بالمركز، وبعد خروجهم من خلال برنامج الرعاية اللاحقة، أرجع العميد المحرمي تطور المركز إلى الدعم الذي توفره القيادة الشرطية لتمكينه من مواكبة أعلى معايير التطوير العالمية، واستحداث أفضل الخدمات، والاطلاع على أحدث برامج التعليم، بهدف إعادة التجديد لحياة الأحداث، على نحو يمكنهم من العودة إلى حياتهم تدريجياً، والمشاركة الفعالة الإيجابية لتحقيق رؤية أبوظبي 2030. أما عن الإضافة الجديدة التي أحدثتها الخطة التطويرية لوزارة الداخلية، قال إن الخطط التنفيذية التي وضعتها وزارة الداخلية، خصوصاً لرفع كفاءة البرامج التأهيلية المقدمة للأحداث، أدت إلى فروقات جوهرية، تقوم على تعديل سلوك الحدث، من خلال قاعدة البيانات المرتبطة، بكل ما يتصل بالحدث وتركيبته الأسرية، وبنائه النفسي والاجتماعي والتعليمي، ودراسة تاريخه الإنساني، من خلال تنشئته الاجتماعية، والدوافع التي أدت به إلى الجنوح، ودور الأسرة والبيئة المحيطة به، وهو ما يمكّننا من وضع خطة علاجية شاملة على أيدي أمهر الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين والمشرفين في هذا الاختصاص، تمهيداً لإعادة دمجه في مجتمعه وتكيّفه مع بيئته الاجتماعية. خطة تطوير انتقالاً إلى المحاور التي ترتكز عليها الخطة التطويرية لوزارة الداخلية للارتقاء بمركز رعاية الأحداث، أوضح أن خطة وزارة الداخلية التطويرية ترتكز على محاور متعددة الجوانب، إيماناً منها بأن التطوير لابد أن يعمل على احتواء أبنائنا الأحداث في مناحي الحياة كافة. ويضيف: نرى أن محاور الخطة التطويرية تتجلى عملياً في تحسين البيئة اللوجستية والمعرفية باستمرار في المركز، مشيراً إلى تقديم خدمات نوعية وحصرية للحدث، مثل البرامج التدريبية العسكرية التي تم توظيفها لأبنائنا الأحداث بهدف تأصيل روح الانضباط والالتزام، وواجب الوطنية الحقة في نفوسهم جميعاً، في ما يوجد تنسيق حيوي وتعاون بناء مع جميع مؤسسات المجتمع المحلي، لإثراء المنظومة القيمية لدى أبنائنا الأحداث في أطر التكامل المجتمعي ورد الجميل لوطننا الغالي. فريق العمل وبخصوص أولويات هذه الخطة وآليات تنفيذها، أوضح أن مركز رعاية الأحداث يعمل ومنذ إنشائه وفق آليات تنفيذية ترتكز على حسن استقبال الحدث فور وصوله المركز، من خلال منحه الشعور بالأمان والاحتواء، مما يسهم في التخفيف من حالة الاضطراب والخوف والتوتر التي يشعر بها، وذلك ليتمكن من تقبل التعامل مع فريق العمل بفرع التدريب والتطوير. وعرج مدير مركز رعاية أحداث المفرق، على الخطة التي استحدثت لبناء علاقة أسرية متكاملة، تحت ظل مركز أحداث المفرق، قائلاً إن وحدة التنسيق الأسري أعدت برنامج الملتقيات الأسرية المنتجة، التي تعتبر من أهم أولويات هذه الوحدة، والتي تعمل على تكثيف هذه الملتقيات في جميع المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية، مشيراً إلى تضاعف أعداد هذه الأسر خلال المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك، حيث تتضمن هذه الملتقيات الاحتفال بتفوق أبنائنا الأحداث، واحتضان أولياء الأمور لأبنائهم المفرج عنهم. قنوات الحوار وعن طبيعة العلاقة بين الحدث وأسرته بعد دخوله المركز، فقال إن الأسر تهتم كثيراً بالأبناء، من خلال الزيارات والاستفسار عنهم، حيث بلغ عدد الاستفسارات الأسرية من خلال الاتصالات والمقابلات 3.328 استفساراً عام 2011، ما يعطي بُعداً غاية في الأهمية لفريق العمل القائم على أداء هذه المهام المتميزة، إضافة إلى ذلك ينفذ المركز ورش عمل لفتح قنوات الحوار بين الآباء والأبناء، وإرشاد الأسر إلى كيفية التواصل البناء مع الإدارة. وأوضح أن حزمة البرامج التدريبية المقدمة لأبنائنا الأحداث تتسم بتنمية المهارات، وإطلاق الطاقات الكامنة في جو من التعلم باللعب والمرح، متسمة بمهارات التفكير العليا التي نسعى من خلالها إلى تغيير الأفكار السلبية لديهم نحو التفكير والتأمل؛ والتغيير الإيجابي الذي يركز على تقدير الذات والرقي بها نحو الشخصية السوية التي نرجوها لأبنائنا الأحداث. وحول الدراسة الأكاديمية، وانقطاع الطالب الحدث عن فصول الدراسة أثناء أدائه لمحكوميته قال إن وزارة الداخلية حريصة على تعليم الأحداث، وفقاً لتطلعات دولتنا الغالية في إلزامية التعليم تحت كل الظروف، كحق من حقوق الإنسان على أرضنا الطيبة، مشيراً إلى وجود مدرسة خاصة في المركز تابعة لمجلس أبوظبي للتعليم، يلتحق بها الأحداث للدراسة، في ما يوفر المركز العديد من الأنشطة والفعاليات التعليمية، مثل الأنشطة الفنية والرياضية والإذاعية، ووجود قاعة مجهزة بالحواسيب والسبورة الذكية لاستخدامها في إثراء نشاط التقنيات لدى أبنائنا الأحداث. ولفت إلى تنظيم المسابقات الثقافية المتنوعة التي تسهم بدورها في إذكاء روح المنافسة بين الطلبة، وزيادة وعيهم الثقافي من خلال توسيع مداركهم، مؤكداً سعي المركز إلى تطوير أساليب طرح الأفكار والنقاش مع الأحداث من خلال الجلسات الحوارية، وذلك بطرح مجموعة من المواضيع التي تشغل تفكيرهم بطريقة جاذبة وممتعة. وأجاب العميد المحرمي عن سؤال حول متى يعتبر الحدث جانحاً؟ وهل يعتبر جنوحه خطأ جسيماً لا يمكن إصلاحه، أو معالجته؟ بإن الحدث يعتبر جانحاً إذا ارتكب سلوكاً يخترق القانون والأعراف المجتمعية اختراقاً يعاقب عليه القانون، مشيراً إلى أن مخالفة بعض الأحداث للأنظمة واللوائح والقوانين قد لا تكون متعمدة في بعض الظروف، إنما تأتي وليدة المفاجأة. وتابع، لاسيما وأن الحدث الذي يرتكب مخالفة من نوع ما يكون في أغلب الأوقات بحاجة ماسة إلى رعاية واهتمام مكثف، من قبل الأسرة والمجتمع، حتى لا يكون فريسة للانحراف السلوكي، وهذا ما ركزت عليه وزارة الداخلية في خططها التطويرية لعلاج جنوح الأحداث، والارتقاء بالخدمات كافة التي يقدمها المركز. مبادرة «معاً نرتقي بسلوك أبنائنا» مركز رعاية الأحداث بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، نجح في الحصول على شهادة جينيس للأرقام القياسية، من خلال المبادرة التربوية التي أقيمت تحت شعار «معاً نرتقي بسلوك أبنائنا» وتعتبر هذه المبادرة الحصرية الأولى من نوعها في العالم بالنسبة لمراكز الأحداث. ويعدّ حصول المركز على هذه الشهادة تتويجاً للخدمات والفعاليات والبرامج كافة، التي يقدمها المركز للأحداث، وما يوفره لهم من مستلزمات الرعاية والعناية التي تشعر الحدث بأنه يقيم في مركز إصلاحي يجدد حياته، ويؤهله ويسعى لإبراز مواهبه وصقلها، وترجمة أفكاره في بيئة تتسم بالصحة والسلامة، حتى يعود لمجرى حياته الطبيعية يوماً ما وهو في أحسن حال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©