الشركات العالمية تستهدف زيادة إنتاج السيارات الأقل استخداماً للوقود

تدرك شركات صناعة السيارات أن انتهاجها للخطط الرامية إلى التوسع في صناعة السيارات الصغيرة وتلك التي تتميز بكفاءة استهلاك الوقود، بالإضافة إلى التصميمات قليلة التكلفة، ستساعدها على تحمل أي صدمة أخرى تنتج عن ارتفاع أسعار الوقود. ويقول دون جونسون رئيس عمليات البيع الأميركية في “جنرال موتورز”: “نحن في وضع آمن لتحمل كل الصدمات التي تنتج عن ارتفاع أسعار الوقود”. ويبلغ متوسط أسعار البنزين في أميركا نحو 3,08 دولار للجالون الواحد، مقارنة بنحو 2,95 دولار للجالون قبل شهر وبنحو 2,67 دولار في أول يناير من العام 2010. ومع ذلك، تعتبر الأسعار أقل من الرقم القياسي التي بلغته في منتصف 2008 عند 4,11 دولار للجالون. وتأمل “تويوتا” في الاستفادة من حالة الانتعاش الأخيرة وذلك من خلال كشفها عن نسخة جديدة من نوع واجون من موديلها المعروف “بريوس” الهجين في معرض السيارات الذي أقيم مؤخراً في مدينة ديترويت الأميركية. ويقول دون إسموند نائب رئيس عمليات السيارات في قسم مبيعات “تويوتا” بأميركا “يعتبر التوقيت مناسباً جداً لطرح نسخة أخرى من “بريوس”، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الوقود لعامين على التوالي مع احتمال المزيد من الارتفاع في الشهور المقبلة”. ومع ذلك، تشير الدلائل إلى أن الأسعار في حاجة لمزيد من الارتفاع لتقود إلى تغيير أنماط الشراء التي يتبعها أفراد الشعب الأميركي. وأصبح طلب سيارات نصف النقل في ارتفاع غير مسبوق في الشهور الأخيرة حيث شكلت نحو 13% من إجمالي مبيعات السيارات في أميركا في ديسمبر الماضي وهي أعلى نسبة منذ ثلاثة أعوام. ووفقاً للتقرير الذي أعدته مؤسسة “كونسيومر ريبورت”، وهي شركة مستقلة تعمل في رقابة المستهلك، هناك نحو 28% من مشتري السيارات الذين يضعون عامل البيئة ضمن اعتباراتهم عند إقدامهم على شراء سيارة ما، قياساً مع نسبة 40% التي كانوا عليها في العام 2008. ويختتم التقرير قوله “ربما يعزى هذا التراجع إلى الأيام التي عانى فيها الاقتصاد من الضعف وعدم الرغبة في أنفاق المزيد من الأموال على السيارات التي تتمتع بتقنيات الطاقة النظيفة”. لكن عملت قوانين استهلاك الوقود الصارمة والتخوفات من ارتفاع أسعار البنزين، على تحفيز شركات صناعة السيارات للمضي في صناعة السيارات التي تتميز بكفاءة الاستهلاك. وتقول ربيكا ليند لاند المحللة لدى مؤسسة “آي أتش أس أوتوموتيف” الاستشارية “تطرقت كل حلقة من حلقات النقاش التي جرت في “معرض ديترويت للسيارات”، للحديث عن كفاءة استهلاك الوقود”. واتخذت بالفعل شركات صناعة السيارات الثلاث الكبيرة في ديترويت – “جنرال موتورز” و “فورد” و “كرايزلر”، خطوات فعلية نحو التخلي عن السيارات التي تتصف بزيادة استهلاك الوقود. وأطلقت “جنرال موتورز” مؤخراً سيارتها من طراز “شيفروليه كروز” الجديدة في أميركا. وبالاستفادة من امتيازات الاتحاد، ستقوم الشركة بتصنيع موديل “شيفروليه سونيك” الأصغر حجماً، بالإضافة إلى “بويك فيرانو” الصغيرة أيضاً، في أحد مصانعها في مدينة ميتشجان، لتكون بذلك أول مجموعة سيارات صغيرة يتم تجميعها في أميركا في غضون ثلاثة عقود. وكشف مسؤولو “فورد” مؤخراً عن ارتفاع معدل المبيعات في موديلها الجديد “إكسيبلورور” الرياضية، التي يتميز محركها الجديد (V6) بكفاءة تصل إلى توفير 20% من استهلاك الوقود مقارنة مع موديلها الذي طرح في 2010. وبالرغم من ذلك، ذكر كريس سيراسو المحلل لدى “كريديت سويس”، أن الموديلات اليابانية والكورية ربما تستحوذ على النصيب الأكبر في الأسواق في حالة بلوغ أسعار البنزين 4 دولارات للجالون الواحد. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب