حسن رجب: الأرض المسرحية لا تزال خصبة وتربتها حمراء قابلة للغرس

استضاف منتدى الشارقة المسرحي، الذي تقيمه مساء كل اثنين إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، مساء أمس الأول في سوق العرَصِة بالشويهين في منطقة التراث بالشارقة القديمة المخرج والممثل المسرحي حسن رجب في ندوة تحدث فيها عن تجربته، وذلك بحضور أحمد بو ارحيمة مدير الإدارة وعدد من الفنانين والمهتمين. تحدث أولا الناقد محمد سيد أحمد الذي أدار الندوة فأشار إلى أنه بناء على توصيات المشاركين في الندوة الأخيرة من الملتقى التي عقدت الأسبوع الماضي فإنه تمّ الانتقال من وسط سوق العرصة إلى الساحة الخلفية له، كما تمّ تحديد برنامج للملتقى ضمن محاور متعددة بحيث يكون لقاء اليوم مع المخرج حسن رجب ضمن محور الإخراج. بدأ حسن رجب مداخلته بالقول: “إن حاجتنا إلى مثل هذا الملتقى هي حاجتنا إلى أن نطوّر من أنفسنا ومن أدائنا”، ثم تعرض إلى مراحل في تجربته المسرحية ليخلص إلى أن “المهم في الأمر بعد كل هذه التجارب، التي ترقى إلى ثلاثين عاما حاولت خلالها الخوض في الإخراج المسرحي في ضوء العديد من الاتجاهات المسرحية الحديثة كالتجريب وسواه، هو أن أجيب على هذا السؤال: ماذا بعد وما الجديد الذي يمكن أن أقدمه على صعيد الطرح الفكري والشكل الفني؟ إن الإجابة مؤرقة بالفعل؟”. وأضاف: “لقد تنوعت تجربتي البسيطة بين أعمال جيدة وجميلة وأخرى جديرة بتوجيه الملاحظات إليها، وهنا أقول إن استمراريتنا في العمل هي من استمرار أيام الشارقة المسرحية التي أوصلتنا إلى هذا المستوى من النضج الفني على المستوى الخليجي أقلّها، مع ذلك ما زالت الأرض خصبة لحراثتها وتربتها حمراء وقابلة للغرس”. ولفت إلى أن أغلب الأعمال يعانون من النقص الفني لأسباب مفهومة ومعروفة، حيث تمّ اقتحام مهرجان مسرح الطفل من قبل بعض المخرجين والفنانين الذين ما زالوا في أول الطريق بل إن البعض منهم تجرأ وخاض غمار أيام الشارقة المسرحية دون أنْ يدرك انه يقوم بمغامرة؛ فهذا المهرجان له وزن كبير والمغامرة بالدخول إليه تحتاج إلى ثقل معرفي في التجربة المسرحية الشخصية وليس إلى الخفّة، خاصة وان لهذا المهرجان سمعة عربية ومَنْ يشارك فيه فإنه تُحسب له هذه المشاركة مقارنة بمهرجانات شبيهة تُعقد في المنطقة العربية إجمالا”. وقال إن كل أعماله مهمة بالنسبة إليه كمخرج، بغض النظر عن التفاوت في ما بينها على صعيد الطرح أو الشكل الفني، و”كل منها تمثل تجربة مستقلة نقلتني من مرحلة إلى أخرى”. وتحدث عن الصعاب التي تحول دون إنتاج الأعمال المسرحية وفقا لما يريد لها المخرج، وعلى رأسها مسألة التمويل التي رآها مسألة مزمنة، وقال إنه أوكل الأدوار، في أغلب مسرحياته وليس كلها لممثلين آخرين وليس للممثلين الذين يعتقد أن بوسعهم أن يعطوه النتائج التي يريدها هو على وجه التحديد. ورأى أن إيجاد الحلول الإخراجية عبر حلول تقنية هي أيضا مشكلة تواجه المخرج عندما يريد حلا من هذا النوع في مسرحيته، مؤكدا أن الأعمال التي تتوفر على شخصيتين أو ثلاث شخصيات مسرحية قد تكون متعبة لأن على المخرج مواجهة تحد، في ما جعل الفضاء المسرحي مشغولا باستمرار، لكن العمل مع المجاميع له متعته الخاصة فنياً بيد أن ارتفاع التكلفة الإنتاجية يجعله أميل إلى النوع الأول. ثم دار حوار مع الجمهور تناول فيه حسن رجب عددا من القضايا الأخرى المتعلقة بتجربته المسرحية ورؤيته لواقع الحراك المسرحي الإماراتي الراهن، كما تحدث الكاتب أحمد بوارحيمة والمخرج محمود أبو العباس عن تجربتهما معه مخرجا مسرحيا وممثلا له قراءة الخاصة للنص والدور والشخصية.