الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

استعادة هيبة «الزعيم» أهم من حصد بطولة الدوري

استعادة هيبة «الزعيم» أهم من حصد بطولة الدوري
29 ديسمبر 2011 17:29
هناك نوعية من اللاعبين الذين يخطفون القلوب والعقول معاً، ومنهم من يملكون قلباً يفيض بالحيوية، وثلاث رئات، ويقدمون الأداء الممزوج بالتضحية والوفاء والانتماء لقميص النادي، فمن السهل جداً أن تلعب كرة القدم، ولكن من الصعب أن تضحي وتبذل العرق والدم من أجل الفريق، ورغم أن دورينا “يعج” بالنجوم والأسماء اللامعة، بمن فيها الأجانب، إلا أن لاعباً واحداً، أصبح حديث “القاصي والداني”، لما يملكه من إرادة حديدية على الإبداع والتألق، إنه هلال سعيد نجم العين، الذي تألق وسطع في سماء التوهج، وقدم عروضاً أقل ما توصف بأنها رائعة، وقاد “الزعيم” من نصر إلى آخر، ليحتل “البنفسج” زعامة الدوري عن جدارة، وكانت آخر “ومضات هلال” ما قدمه أمام الجزيرة، وقاد العين إلى فوز قوامه ثلاثة أهداف لهدف، مع أداء رفيع. وبعد أن أمضى هلال “المتوهج” 12 موسماً مع العين، حقق خلالها 14 بطولة، رحل إلى الجزيرة ليقضي مع “الفورمولا”” ثلاث سنوات، حافلة بالعطاء، يكفي أنه حقق مع الفريق ثلاثة ألقاب غالية، منها الثنائية التاريخية بالجمع بين الدوري والكأس في الموسم الماضي، بخلاف لقب كأس “اتصالات” ، إلا أنه عاد مجدداً إلى بيته الأول، ليؤكد أنه يعشق العين. وأجرت “الاتحاد” حواراً مطولاً مع هلال سعيد الذي تحدث بكل صراحة وشفافية، وقال الشيء الكثير والمثير، وأبدى رأيه في العديد من قضايا الساحة الرياضية، ولأول مرة يكشف النقاب عن أسباب رحيله من “دار الزين”، والدوافع وراء عودته مرة أخرى، ووضع الحروف فوق النقاط، حول ما يتعلق بمستقبله الكروي عقب الاعتزال، كذلك توقعاته لسباق المنافسة نحو الدرع. في البداية كشف هلال سعيد أسباب رحيله من العين، قائلاً: عندما انتهى عقده مع النادي قبل ثلاثة مواسم، أخطرته الإدارة بأنها لا ترغب في تجديده، لأنها كانت على قناعة، بأنه لن يستطع أن يقدم أكثر مما قدمه مع الفريق خلال مشواره معه، وأنه حان الوقت لكي يفسح المجال للاعبين الشباب، وتلك كانت سياسة إدارة النادي، حيث إنها كانت تسعى لبناء فريق جديد يعيد “الزعيم” إلى مكانته الطبيعية ويحصد له الإنجازات. وأضاف: أن الكثيرين لا يعرفون الحقيقة، ولا يدرون بـ”السالفة” من أساسها، مما جعلهم يتهمونه بأنه رفض عرض العين، وطلب “فلوس” زيادة، وقالوا إن هلال من سعى لترك العين وليس العكس، في الوقت الذي لم تكن هناك أي مفاوضات بينه وبين إدارة النادي، وهؤلاء كانوا بعيدين كل البعد عن واقع القضية، وكانوا يتناقلون أحاديث عارية تماماً من الصحة، ولكن ما حز في نفسه وأصابه بالقهر، ما وجده بعد رحيله من معاملة لم يكن يتوقعها من بعض جماهير العين الذي أعترف بأنه حمله في حدقات عيونه لسنوات طويلة، وكان طوال مشواره مع الفريق أحد أسباب تألقه ونجاحه، وأحد العوامل التي ساعدته على الإبداع الكروي، ولهذا فهو مدين له بالكثير، ولكنه وفي الوقت ذاته عاتب علي بعض جمهور “البنفسج” بدرجة كبيرة، لأنه يشعر في داخله أنه ظلمه كثيراً، ولولا عشقه وحبه لكرة القدم لابتعد عن الساحة نهائياً، وما زالت تلك “القصيدة” التي يغنى بها بعض جمهور “الزعيم” في أول مباراة خاضها الجزيرة على ملعب العين في بداية انتقاله عالقة بذهنه، ولن يمحوها الزمن مهما طال أو قصر، لأنها تركت جرحاً عميقاً في نفسه، رغم أنه لم يشارك في تلك المباراة وكان يتابعها فقط من المدرجات، بالفعل غضب إلى حدٍ بعيد، ولكنه دائماً ومهما أبلغ درجة من الغضب يقول الحمد لله. وقال: جاء انتقاله إلى نادي الجزيرة من مصلحته حيث حقق معه ثلاث بطولات، دوري وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، ثم كأس “اتصالات”. وحول شعوره وهو يغادر “قلعة الزعيم”، قال: بالطبع أي شخص يشعر بالحزن عندما تصل العلاقة بينه وبين ناديه إلى نهاية المطاف، وكان وقتها في بداية عصر الاحتراف، وهي المرة الأولى التي يجد نفسه فيها في وضع لم يعهده من قبل، مما أثر كثيراً في نفسيته، مشيراً إلى أنه أخيراً وبعد قرار العودة إلى “دار الزين”، لمس الناس “كبد” الحقيقة وتأكدوا أنهم ظلموا هلال ظلماً قاسياً، ولكنه ما زال يشعر بالمرارة، ويقوم بواجبه تجاه الفريق، دون أن يشعر الآخرين بـ”القهر” الذي يعيش في داخله، والآن وبعد عودته من جديد إلى بيته الأول وتألقه مع الفريق حسب ما قاله الآخرون من نقاد ومحللين وجماهير، جاء هؤلاء وأشادوا بأدائه وأثنوا على جهوده مع الفريق وكثرت الاتصالات من هنا وهناك وغمرت الجميع سعادة لا توصف. وأشار هلال سعيد إلى أنه بصراحة يقول لكل هؤلاء: الصديق وقت الشدة والضيق، وإذا انت ما وقفت معاي، وأنا زعلان مش محتاجك وأنا فرحان”. وأرجع هلال عدم مشاركته مع الجزيرة خلال الثلاث سنوات التي أمضاها في صفوفه، إلا في مباريات قليلة، إلى الإصابة التي حرمته لفترة طويلة، ومنعته من الظهور، مشيراً إلى أنه كان يلعب كبديل بعد عودته من الإصابة، والإصابة أيضاً حرمته من الدخول في تشكيلة العين في بداية هذا الموسم، حيث غاب عن أول مباراتين أمام أمام النصر والوحدة، قبل أن يبدأ مشواره من الجولة الثالثة أمام فريق دبي، ولم يكن أحد في الفريق يتوقع أن يكمل مباراته أمام “أسود العوير”، وقد وجد يومها تشجيعاً قوياً من وليد سالم وياسر القحطاني. طموحات الموسم وحول طموحات نادي العين في هذا الموسم قال هلال سعيد: الشيء الوحيد الذي يفكر فيه المسؤولون بـ”القلعة العيناوية” في هذا الموسم، هو استعادة هيبة النادي وأن بطولة دوري المحترفين في حد ذاتها ليست مطلباً ملحاً، ولا هي من الأولويات التي يركز عليها فريق العين، وذلك خوفاً من أي ضغوطات، قد يواجهها اللاعبون والتي ربما تحدث هزة بالفريق، والعين قدم مستوى فنياً طيباً منذ بداية هذا الموسم والكثيرون ما زالوا يستغربون، ويقولون كيف نهض الفريق بهذه السرعة، وعاد من كبوته في الموسم الماضي قوياً مهاباً، واستطاع أن يعتلي الصدارة بجدارة حتى الجولة الثامنة هذا الموسم وقال: ليس مهماً أن يحصد الفريق بطولة الدوري هذه المرة، ولكن الأهم من ذلك أن تعود إلى النادي هيبته، وهو ما تطالب به الإدارة بعيداً عن أي ضغوطات سعياً لعودة العين إلى مكانه الطبيعي، وبالفعل ما يحدث حالياً أراح الجميع. أحلى أيام وتحدث النجم العيناوي عن التغييرات التي لاحظها على العين بعد عودته مجدداً مقارنة بالفترة التي أمضاها في صفوفه قبل رحيله إلى الجزيرة، مشيراً إلى أنه عاش أحلى أيامه مع فريق العين، ولفترة امتدت لعشر سنوات، وضم فيها العين مجموعة من لاعبي الجيل الذهبي، وقال: تلك أيام لن ينساها، حيث كان فيها الاهتمام بالنادي كبيراً، ولكن في المواسم الأخيرة تغيرت أشياء كثيرة تأثر بها الفريق، وانخفض مستواه، مما أبعده عن منصات التتويج، ولكن بدأ الفريق يعود حالياً من جديد. كما أن الجماهير عادت أيضاً بقوة، ورافقت الفريق بأعداد كبيرة أكدت بها أنها الرقم الصعب بين كافة أندية الدولة. وصف هلال سعيد الجزيرة فريقه السابق الكبير والذي يحمل طموحات بلا حدود مؤكداً أنهم جميعاً من إداريين ولاعبين يتمتعون بالصبر، ولا يستعجلون الأمور. وقال: بقدر ما فرح لعودته لبيته الأول العين، بقدر ما شعر بالحزن لرحيله من الجزيرة، لأن لاعبيه يحبون نادي العين، بالرغم من التنافس الميداني الشرس بين الفريقين، وكان يشعر بأن عدداً كبيراً منهم تفوح منهم رائحة العين، ولذا أحببهم وأحبب ناديهم، وبالرغم من قصر الفترة التي أمضاها بينهم، إلا أنه شعر كأنه يلعب معهم من قبل عشرة سنوات، حيث أصبحت علاقته وطيدة بجميع اللاعبين. مزاح ما قبل «الكلاسيكو» وأضاف: قبل مباراة “الكلاسيكو” الأخيرة التي حقق فيها العين الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف، كانوا يمازحونه من خلال اتصالاتهم الهاتفية المتكررة، حيث تلقى قبل يومين من اللقاء مكالمات من سبيت خاطر وعبد الله موسى وإبراهيما دياكيه وعبد الله قاسم، حيث دخلوا معه في تحديات وتوعدوه بالخسارة أمام فريقهم، ولكنه قال لهم: أعرف أن الجزيرة فريق كبير ولكنه كلاعب دائماً يعشق اللعب أمام الكبار. «الفورمولا» ممتع وقال: بصراحة الجزيرة فريق ممتع، من حيث الأداء والمستوى الفني العالي، واللعب أمامه بلا شك أمر ممتع، لأنه من الفرق التي تلعب كرة قدم هجومية ومفتوحة، مما يجبرك على تقديم كل ما لديك، وأن تلعب بمزاج عالٍ، ويعتبر الجزيرة فريقه المفضل، ويضم بين صفوفه لاعبين كباراً، من أصحاب الخبرة الميدانية الطويلة من مواطنين، وأجانب متميزين يبذلون جهداً كبيراً لرفعة ناديهم، وكانوا قبل حصولهم على البطولات يعاتبون أنفسهم كثيراً على عدم تحقيقهم أي إنجاز يحسب لهم، بالرغم من الأموال الطائلة التي تصرفها الإدارة في سبيل تطوير مستوى الفريق، وبكل تأكيد يقول إنه لا خوف على الجزيرة في هذا الموسم، رغم ابتعاده عن العين بأربعة نقاط، ومن الممكن أن يعود إلى قمة المنافسة في أي لحظة. التخطيط للاعتزال وأكد هلال سعيد أنه كان يخطط أن ينهي مسيرته الكروية بنادي الجزيرة، وأن يعتزل في “بيت العنكبوت”، لافتاً إلى أن مسؤولي النادي فاوضوه بعد انتهاء عقده وطلبوا منه تجديده، وكانت رغبتهم كبيرة في أن يبقى معهم لموسم آخر، خاصة أن علاقته معهم كانت قوية، وقال: ولكن رغبة الجزيرة جاءت متأخرة، بعد أن دخل العين على الخط من قبله، وأبدى أيضاً رغبته في العودة إليه مرة أخرى وقدم لي عرضاً لمدة سنتين. وأوضح أنه سيكمل عقده مع العين إلا أنه سيودع أجواء الرياضة بشكل نهائي، ولن يفكر في التحول إلى التدريب أو الإدارة، مهما كانت المغريات، وقال: يكفي ما عاشه من ضغوط طوال الـ15 عاماً الماضية. العاطفة تكسب وأشار هلال إلى أنه لم يلعب أمام فريق العين على مدى الثلاثة مواسم الماضية التي أمضاها في الجزيرة سوى مرتين فقط، انتهت واحدة بالتعادل 2 - 2 وفاز العين في الثانية بأربعة أهداف مقابل هدفين، وكانت الأخيرة في نهاية دوري الموسم الماضي الذي فاز به الجزيرة قبل تلك المواجهة، وقال: لم يشارك في بعض مباريات الفريقين بسبب الإصابة، ومرة واحدة بسبب مرافقة والدته المريضة للعلاج خارج الدولة ووقتها كان قد اعتذرت أيضاً عن عدم الانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني. وأضاف: في المباراتين اللتين واجه فيهما العين، لعب تحت تأثير العاطفة ورغم ذلك قدم كل ما في وسعه ولم يقصر في واجبه، صحيح أننا نعيش عصر الاحتراف ولكننا بشر لا نستطيع أن نتحكم في عواطفنا، وضرب مثلاً بالبرازيلي كاكا عندما انتقل من ميلان إلى ريال مدريد لم يستطع أن يقدم مستواه المعرف رغم انتقاله قبل فترة طويلة، وقدم مستوى متواضعاً في لقاء الفريقين، لا ينكر أنه يشعر بالعاطفة تجاه فريقه السابق العين عندما لعب ضده، وقد سبق أن انتقده أحد المحللين معترضاً على كلامه عندما صرح يوماً قبل لقاء العين والجزيرة بأنه يتمنى أن لا يسجل في شباك الزعيم، ورغم ذلك بذل جهداً كبيراً ولكن لو قدر أن أتيحت له فرصة للتسجيل ما كان يتردد في إيداع الكرة الشباك، ولكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث في ذلك اللقاء. قلت له: لكنك قدمت مستوى رائعاً أمام الجزيرة في مباراة “الكلاسيكو” في الجولة الثامنة من بطولة دوري المحترفين فهل كنت تسعى لإثبات قدراته أمام الجزيرة أم أنه عشق العين الذي فرض عليك التألق بدرجة كبيرة فقال: لم يكن يسعى لإثبات وجوده، وإنما اللعب أمام الجزيرة يمنحك الدافع القوي للتألق وتجويد الأداء. تقييم النسخة الرابعة وفي تقييمه للنسخة الرابعة لبطولة دوري المحترفين، حتى الجولة الأخيرة، أوضح هلال سعيد أن الأمور كانت تمضي على خير نسق، في ظل وجود اسم كبير في قامة الأرجنتيني مارادونا مدرب الوصل، ولاعبين محترفين على مستوى عالٍ، ولكن وضع الأهلي وما قدمه من مستوى متواضع “أفسد” البطولة، وما شاهده من مستوى لـ”الفرسان” أحزنه كثيراً، وأصابه بالصدمة، حتى أن رئيس مجلس إدارته عبد الله النابودة تفاجأ بالمستوى الذي قدمه فريقه، ولو كان الأهلي في وضعه الطبيعي لاختلف مستوى البطولة تماماً، وكانت تشتعل ناراً وإثارة، ومن كل قلبه يتمنى أن يعود الأهلي في الأسابيع المقبلة. وصنف هلال النسخة الرابعة بأنها الأفضل، منذ بداية عصر الاحتراف، وأنجح من النسخ الثلاث الماضية، لافتاً إلى أن استقالة محمد خلفان الرميثي، هي أبرز سلبيات هذه النسخة، بجانب قلة الحضور الجماهيري التي شكلت السلبية الثانية. وقال: الرميثي حقق إنجازات كثيرة لكرة الإمارات، وقدم لها الكثير واستقالته فاجأت الشارع الرياضي، ويعترف بكل صراحة، أنه لولا الرميثي لما انضممت إلى صفوف “الأبيض”، فهو الذي شجعه ودفعه للتألق، ويرى أن إخفاق المنتخب الأول في التصفيات القارية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، ومن بعده المنتخب الأولمبي ليس للرميثي أي ذنبٍ فيه، ولكنه دائماً ما كان يتحمل مسؤولية كل إخفاق لأنه رجل بمعنى الكلمة، فقد كفى ووفى. سباق القمة والقاع وفي إجابة له على سؤال فيما إذا كان يرى أن التنافس على لقب الدوري سوف يتواصل بين العين والجزيرة، حتى الأمتار الأخيرة، أم أن أطرافاً أخرى ستدخل دائرة الصراع، قال لاعب ارتكاز العين إنه لا يعتقد أن المنافسة ستكون ثنائية، بل أن فرقاً أخرى تنضم في الدور الثاني من مسابقة الدوري، الذي من المنتظر أن يشهد العديد من النتائج الإيجابية لبعض الفرق والسلبية للبعض الآخر. وقال إن الوصل سوف يعود قريباً إلى صلب المنافسة، لكنه يرى أن الوحدة لن ينافس في هذا الموسم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن “العنابي” ستكون له بصمة في البطولة من منطلق سجله وتاريخه وشخصيته. وأشاد هلال بفريق الشباب مؤكداً أنه يتمتع بالاستقرار الكامل وصاحب مستوى فني عالٍ، ولو كانت ميزانيته كبيرة، وعلى مستوى الطموح لاختلف وضعه، وقال: لا يمكن نسيان فريق النصر الذي يتميز بمستوى فني رائع، ولكنه يتوقع أن تكون المنافسة بين الجزيرة والوصل والشباب والأهلي، بجانب العين الذي من المنتظر أن يحتل موقعاً بين الأربعة الكبار، وكما قال إن عودة هيبة النادي ستظل شغلهم الشاغل، إلا أنهم لن يتوقفون عن القتال وسوف يحاربون حتى الجولة الأخيرة من أجل اللقب، وإذا حققوا البطولة “خير وبركة”، وإذا أخفقوا لن يندموا كثيراً، ولكن على لاعبي “الزعيم” أن يضاعفوا من جهودهم ودرجة عطائهم، وأن يتركوا المحصلة النهائية للظروف. وبالرغم من قناعته بأن الوقت ما زال مبكراً في شأن ترشيح الفرق التي تصارع لتفادي شبح الهبوط، إلا أنه يرى أن فريقي الإمارات ودبي هما الأقرب حتى هذه اللحظة، لافتاً إلى أنهما ربما يعودان أكثر قوة في الدور الثاني، لما يضماه من لاعبين متميزين. وأبدى هلال استغرابه لعدم تقديم الفريقين مستواهما الطبيعي منذ بداية المسابقة، بينما ينصلح حالهما دائماً في الدور الثاني، وحالة فريق دبي في الموسم الماضي أكبر دليل على صحة هذا الكلام. الإعلام يثلج صدره العين (الاتحاد) ــ أشاد هلال سعيد بوسائل الإعلام المختلفة، لما وجده منها من اهتمام في هذا الموسم، مشيراً إلى أن اللاعبين الأجانب ينالون دائماً الحظ الأوفر من الإعلام، من دون زملائهم المواطنين، وإنه يتابع دائماً ما تتناوله الملاحق الرياضية اليومية، وما تكتبه المواقع الإلكترونية المختلفة، وينتهز الفرصة لكي يتوجه بالشكر إلى كل من كتب عنه كلمة حق أو خصه بالإشادة، وما قرأه مؤخراً في “الاتحاد” من أعمدة الرأي أثلج صدره وترك في نفسه راحة تامة. «الأبيض» خارج دائرة التفكير العين (الاتحاد) ــ أكد هلال سعيد أنه سمع من المقربين أنه سوف يكون ضمن القائمة الجديدة للمنتخب الأول لكرة القدم، إلا أن “الأبيض” خارج حساباته، لأن هناك لاعبين أجدر منه، يمكنهم أن يقوموا بالواجب وأكثر، وهم “يستاهلون”، ومن طبعه لا يحب المعسكرات الطويلة، لأنها لا تفيد كثيراً، وغالباً ما تؤثر سلباً على لياقة اللاعبين، إذا كانت في مناطق باردة، وتجده الآن في قمة لياقته البدنية، على الرغم من أنه لم يشارك مع العين في معسكره الخارجي قبل بداية الموسم الحالي. هذا هو سر العودة إلى العين العين (الاتحاد) ــ قال هلال سعيد إن العين فاجأه، عندما طلب منه العودة إلى صفوفه، لافتاً إلى أن الحيرة التي تملكته في تلك اللحظة، منعته من إبداء رأي فوري، بل منح نفسه فرصة للتفكير في الأمر بجدية قبل أن يقول كلمته النهائية. وأشار النجم العيناوي إلى أنه كان متردداً في بادئ الأمر، ولكن ما جعله ينسى همومه، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس نادي العين، والذي يعتبره المعلم الأول، ولا ينسى كلماته وتوجيهاته التي ما زالت موجودة في ذهنه، عندما ذهب لمصافحة سموه بعد البطولات التي حققها الجزيرة في الموسمين الماضيين. وقال: إن كلمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جعلته يشعر بالراحة نفسياً، ويحيطه دائماً باهتمامه كلما التقاه، ويشجعه على الدوام، ويوجه له كلمات مؤثرة، ويتمنى له كل الخير، وفي كل مرة يلتقيه كان سموه يحدثه بطريقة تجعله ينسى كل همومه، وحديثه عبارة عن محاضرات فيها الكثير من الفوائد والعبر والمواعظ، ومن أجل سموه قرر العودة إلى نادي العين، بالرغم من أن الجزيرة طلب بقاءه والاستمرار في صفوفه، وقدم له عرضاً مساوياً تماماً للعرض الذي تقدم به العين. وقال: إنه يود هنا أن يشيد أيضاً بالاهتمام والتشجيع الذي وجده من الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة نادي العين ومحمد عبيد حمدون عضو مجلس الإدارة. وأكد النجم العيناوي أن إدارة العين حددت وجهته بعد الرحيل، حيث أخبرته بأن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس نادي الجزيرة يرغب في انتقاله إلى “الفورمولا”. وقال هلال سعيد: بالطبع لم يتردد لحظة، لأنه يرى أن العين والجزيرة يكملان بعضهما البعض، ويكفيه شرفاً أن يلبي رغبة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ويفتخر بذلك، وما رآه في نادي الجزيرة طوال السنوات الثلاث التي أمضاها هناك غمره بالسعادة، وهم من عوضوه عن كل شيء، ولا يذيع سراً إذا قال إنه وجد اهتماماً كبيراً من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية الرئيس الفخري لنادي الجزيرة، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مما أشعره بالارتياح التام، وساعده على البقاء، وقاده إلى اللعب بأريحية كبيرة، ولا ينكر أن الجزيرة جعله يلعب بنفسية مرتاحة ومعنويات عالية وعوضه عن كل ما فقده في الفترة التي سبقت رحيله إليه. من عشق «اليد» إلى نجومية «القدم» العين (الاتحاد) ــ كان لابد من التطرق إلى مشواره، حيث قال هلال سعيد إنه كان شغوفاً بكرة اليد التي تعتبر هوايته المفضلة عندما كان طالباً في المرحلة الابتدائية، ومن بعدها الإعدادية، بجانب ممارسته لكرة القدم مع أصحابه وأقرانه بالمدرسة، والتحق بفريق ناشئي العين لكرة اليد، ولعب العديد من المباريات الرسمية، إلا أنه لم يحصد معه أي بطولة. وأضاف: كان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، في ذلك الوقت نائباً لرئيس نادي العين، ونما إلى مسامعه أن مستوى هلال في كرة القدم يرشحه ليكون أحد أفضل اللاعبين، وطلبوا من سموه ضمي إلى فريق الناشئين، وبالفعل تم ذلك، ولولا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لما عرف هلال طريقه إلى عالم كرة القدم ونجوميتها التي أصبحت فيما بعد عشقه الأوحد. وواصل هلال حديثه وقال: كان من المفروض أن يتوقف عن ممارسة نشاطه لستة أشهر قبل أن يبدأ مشواره مع ناشئي كرة القدم، وذلك وفقاً للقانون الذي يطبق على كل من يريد الانتقال من لعبة جماعية إلى لعبة جماعية أخرى، ولكن تدخل سمو الشيخ عبدالله بن زايد خفف عنه فترة الإيقاف التي تم تخفيضها لشهرين فقط، ومن يومها لم يستطع مقاومة سحر “الساحرة المستديرة”. إدارة الجزيرة والنابودة ومارادونا عقليات احترافية العين (الاتحاد) ــ اعتبر هلال سعيد أن إدارة نادي الجزيرة وعبد الله النابوة رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، والأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا مدرب الوصل يتمتعون بفكر احترافي في ساحة الكرة الإماراتية. وقال: أعجبته الطريقة الاحترافية التي تفكر بها إدارة الجزيرة وعلى رأسها شيوخنا الكرام، ومحمد ثاني الرميثي رئيس مجلس الإدارة، والذين عادة ما يرفعون أي ضغوطات عن اللاعبين، ويحرصون على تهيئتهم نفسياً، قبل المباريات، وهم من يتحملون دائماً المسؤولية في حالة حدوث أي إخفاق، وكانوا يطالبون اللاعبين دوماً باللعب بأريحية، دون أن يضعون في أذهانهم ضغط المباريات والبطولة. وتحدث هلال سعيد عن عبد الله النابودة مؤكداً العلاقة القوية التي تربطه به مما جعله يتعرف عليه عن قرب، مشيراً إلى أن النابودة إداري ناجح بمعنى الكلمة، ويفهم في كرة القدم إلى حدٍ بعيد، وفي رأيه هو أفضل مسؤول في أنديتنا، ويتمتع بعقلية احترافية ويحب عمله كثيراً. وعن مارادونا قال إنه صاحب فكر احترافي رائع وأضاف للمنافسة بعد جديد وزادها حماساً وإثارة، مما جعل الدوري الإماراتي موضع اهتمام العديد من الصحف العالمية، والقنوات الفضائية في شتى بقاع العالم. وشخصياً يعتبر أن مارادونا من أكثر المدربين الذين يفهمون في الاحتراف، ويذكر أنه واجه نقداً عندما قرر أن يعسكر بفريقه في بداية الموسم في رأس الخيمة، وإنه كان على حق، إذ من الأفضل أن تقيم معسكراً في أجواء شبيهة بالأجواء التي تواجهها في المنافسات، بدلاً من الذهاب إلى مناطق باردة قد تعطي نتائج عكسية عند العودة من هناك. «البنفسج» يحتاج إلى الدعم بأصحاب الخبرة العين (الاتحاد) - فيما إذا كان العين في حاجة إلى الدعم في بعض المراكز، مع بداية التسجيلات القادمة حسب رؤيته قال هلال سعيد: “الزعيم” يضم في الوقت الراهن لاعبين من أصحاب القدرات والإمكانات العالية، إلا أنه يرى أنهم ما زالوا في حاجة للثقة بأنفسهم، وأن ينزعوا الخوف من قلوبهم، ولابد أن يكون لديهم الطموح، وبعدها سيكون العين أفضل بكثير من الوقت الحالي. وقال: في رأيه الشخصي إن فريق العين يحتاج إلى بعض اللاعبين من يتمتعون بالخبرة الميدانية الطويلة للدفع بهم في المباريات الكبيرة، شريطة أن لا يتعدى عددهم اثنين فقط، ولا يضير أن يجلسا على دكة الاحتياط، والاستعانة بهما وقت الحاجة، ليصنعان الفارق لحظة مشاركتهما كبديلين. عقلية جديدة العين (الاتحاد) - قال هلال سعيد إن من أهم ما لاحظه عند عودته إلى فريق العين، هو أن عقلية جماهير “الزعيم” قد تغيرت، بعد أن حصرت نفسها في كيفية زيادة عدد الحضور في المباريات، بأساليب جديدة ومبتكرة، بدلاً من الانشغال بأمور أخرى، كما كان يحدث في السابق. وأضاف: هذه واحدة من الأسباب التي ساعدت في تجويد الأداء في ظل حضور جماهيري كبير، والذي لم يتوقعه، كما أن الروح القتالية العالية التي يتمتع بها جميع لاعبي العين، تعتبر أيضاً من العوامل التي قادت إلى النجاح الذي تحقق حتى الجولة الثامنة، وهناك لاعبون يحتاجون إلى الدعم والمساندة الجماهيرية ليرتفع مستواهم ويقدموا أفضل ما عندهم. وقال: إنه كلاعب تجده الآن مرتاحاً نسبياً في فريق العين، بعد أن لمس وجود جوانب إيجابية جديدة، ولكن ما زالت هناك بعض النواقص يتمنى أن تكتمل الصورة في السنوات المقبلة. إداريون يتعاملون مع اللاعبين بـ «الأوامر» براجا يتفوق على ميتسو بـ «التهيئة النفسية» العين (الاتحاد) ــ يرى هلال سعيد أن البرازيلي السابق آبل براجا من أفضل المدربين الذين تدرب على أيديهم، مشيراً إلى أنه يضع مدربه الأسبق الفرنسي برونو ميتسو على قمة الترتيب، أثناء قيادته للعين، وحصد معه بطولة الأندية الآسيوية في 2003، إلا أنه غير رأيه، بعد أن انتقل إلى الجزيرة، وتدرب تحت إشراف براجا. وقال: براجا يتفوق على ميتسو، من حيث تهيئة اللاعبين نفسياً، حيث يحرص على هذا الجانب، مما يجعل اللاعب يؤدي، وهو في أريحية كاملة، والتهيئة النفسية يعتبرها قمة الاعتراف، وهذا ما تفتقده أندية كثيرة، وهناك إداريون للأسف الشديد، لا يدركون هذه الحقيقة، ويتعاملون مع اللاعبين بالأوامر، كأنهم في الجيش أو الشرطة، مثل التوصية المستمرة بالتغذية السليمة، والنوم المبكر، وغيرهما الكثير من الأمور، وهذا التعامل بالطبع لا يفيد، لأن اللاعب المحترف يجب أن يكون رقيب نفسه، وهنا لا بد أن يشيد بمدير فريق الجزيرة عايض مبخوت الذي تعلم منه الكثير، وعلى النقيض تماماً هناك إداريون لا يعرفون معنى الاحتراف. وفي النهاية يتمنى هلال سعيد أن تكون كل الأندية مثل الجزيرة، من حيث تطبيق الفكر الاحترافي، لأن ذلك يصب في مصلحة كرة القدم، وبالتالي الارتقاء بمستوى اللعبة، فمن المعروف أن النهوض بالكرة يتطلب أن يكون الاحتراف مطبقاً بحذافيره.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©