ولي عهد رأس الخيمة يشيد بدور «الثقافة» في حماية الهوية الوطنية

عماد عبدالباري (رأس الخيمة) - أشاد سمو الشيخ محمد بن سعود القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، بدور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في المحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها، ودعاها لمواصلة جهودها في هذا الإطار لدى فئات المجتمع كافة، خاصة النشء عبر تعريفهم بتراث الآباء وتحفيزهم على حب الوطن، مثمنا دور الوزارة في التركيز على المناطق البعيدة. وقال سموه عقب افتتاحه مساء أمس الأول فعاليات القافلة الثقافية الرابعة والأخيرة للعام الجاري بمنطقة شعم، تحت شعار «مجتمعنا أمانة»، والتي تستمر لمدة يومين بمشاركة 97 جهة اتحادية ومحلية وخاصة من بينها وزارات الداخلية، والصحة، والشؤون الاجتماعية، والتربية والتعليم، والأشغال العامة، بجانب الهلال الأحمر ومؤسسة الإمارات للمواصلات والهيئة العامة للرياضة والشباب، إضافة للشركاء من الدوائر المحلية في إمارة رأس الخيمة، «إن انطباعي عن القوافل الثقافية جميل»، مثمنا سموه التعاون الذي تبذله كافة الجهات لإنجاح وإبراز هذا الحدث الثقافي التراثي الذي ساهم في إقبال الكبار والصغار من المواطنين والمقيمين، معتبرا سموه أن احتفالات القافلة واصلت أفراح إمارة رأس الخيمة بعرس اليوم الوطني الـ40 وجسدت الهوية الوطنية لدى الحاضرين. وأضاف ولى عهد رأس الخيمة أن إطلاق وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع فعاليات القافلة في منطقة شعم والمناطق المجاورة ومنها الجير وغليلة ووادي شعم ووادي غليلة وخور خوير بإمارة رأس الخيمة يأتي ضمن برنامج مبادرة القوافل الثقافية الذي يستهدف تحقيق التنمية الثقافية، كما أن ذلك يأتي تجسيداً لرؤية ودعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لتعزيز التلاحم المجتمعي. وتقام فعاليات القافلة في إطار استراتيجية وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع التي تستهدف المحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها، وحرص الوزارة وشركاءها من المؤسسات الاتحادية والمحلية والخاصة، على التواصل والتفاعل مع كافة أبناء الوطن ونشر الوعي الثقافي والمجتمعي بينهم، كما تعد جزءا من الحراك المجتمعي لتشجيع التواصل بين الأجيال وإطلاع الشباب على تراث الأجداد. وبدأ اليوم الأول من القافلة بكلمة افتتاحية موجزة للقافلة الثقافية بشعم قدمها الإعلامي عبدالله إسماعيل من خلال مسرح عروض القافلة، والذي خصصته الوزارة للفعاليات والعروض الفنية والترفيهية، كما تضمنت الفعاليات جلسة شعرية ومحاضرات لتوعية أهالي المنطقة ومسابقات ثقافية وتراثية، ثم قدمت طالبات مدرسة أم القرى للتعليم الأساسي أوبريتا فنياً بعنوان «أحبك يا وطن»، كما اشترك مركز شباب الغيل وبرنامج (عطاء) رأس الخيمة في تقديم عدة فقرات منها؛ فقرة العرس الشعبي وعرض أزياء تراثي، تبعهما عرض للجالية الهندية قدمته المدرسة الهندية بشعم، إضافة إلى المسابقات المتنوعة والتي يشترك فيها أغلب الشركاء. وفي مقابل المسرح الذي أعد للفعاليات استوعبت خيمة العروض تسجيل بطاقات الهوية وفحوص الهلال الأحمر الإماراتي وفعاليات القرية التراثية والأستوديو التراثي، ومعرض للمؤسسات الإصلاحية والعقابية وأجنحة الشركاء جميعها، وفي خيمة أخرى جهزتها الوزارة للطفل، شملت على عدة أنشطة منها؛ مرسم حر واستعراض شخصيات حمد وميرة الكرتونية، ومسرحية للأطفال ومسابقات وهدايا وفعاليات التاجر الصغير وأنشطة أخرى متنوعة. أما خارج الخيمة فقدمت بعض جمعيات الثقافة والتراث بالمنطقة عروضا لفرق العيالة والحربية، إضافة للسوق التراثي وركن الأكلات الشعبية، الذين اجتذبا جمهور القافلة، كما شاركت وزارة الداخلية ممثلة في شرطة رأس الخيمة بمجموعة من المحاضرات التوعوية الأمنية والمرورية وعرض للفرقة العسكرية وعرض لفرقة الخيالة، بالإضافة إلى تنظيم المسابقات للجمهور. وقدم الهلال الأحمر فرع رأس الخيمة مجموعة متنوعة من الخدمات لأهالي المنطقة ضمن برنامج القافلة والتي تشمل إجراء الفحوص الطبية وإلقاء مجموعة من المحاضرات حول الوقاية والتوعية الصحية من الأمراض الشائعة، وتوزيع بعض المطبوعات والأجهزة الطبية مثل جهاز فحص السكر والدم وغيرها لسكان المنطقة، بينما تقوم وزارة الصحة ومنطقة رأس الخيمة الطبية بتقديم برنامج شامل في التوعية الصحية، بالتنسيق والتعاون مع الهلال الأحمر. وقال محمد إبراهيم الحمادي نائب الأمين العام للشؤون المحلية في الهلال الأحمر إن مشاركة الهيئة في القافلة الثقافية تجسد التجاوب العملي مع دعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بتعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي، كما تأتي انطلاقاً من اهتمام ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر. وأضاف الحمادي أن هيئة الهلال الأحمر تهتم بتنفيذ برامج ومشاريع صحية طموحة للمستهدفين من خدماتها الإنسانية تعمل على تحقيق شعارها الإنساني «العناية بالحياة» على أرض الواقع، وبالرغم من تحركات الهيئة الميدانية في جميع الاتجاهات ومساعداتها الممتدة للمستضعفين في كل مكان، إلا أنها لم تغفل متطلبات ساحتها المحلية، لذلك تضطلع بدور هام في مساندة ودعم الجهود المبذولة على المستوى الوطني في مجال التوعية والتثقيف الصحي والإسعاف الأولي المجتمعي وكل ما من شأنه أن يساهم في سلامة المجتمع وحمايته من مخاطر الأمراض والأوبئة الفتاكة ومحاربة العادات الضارة والدخيلة. ولفت الحمادي إن من أهم أهداف هذه الحملة لفت الانتباه للتحديات الصحية على الساحة المحلية والمتمثلة في ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة في الدولة كالسكري وضغط الدم والبدانة وغيرها من المهددات الصحية.