مشرف ينحاز إلى التفاوض أولاً لإنهاء أزمة المسجد الأحمر

قرر الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس إنشاء لجنة للتفاوض مع المتشددين المتحصنين داخل المسجد الاحمر المحاصر في إسلام آباد ، في الوقت الذي تدخلت فيه أكبر محكمة بالبلاد في الصراع بهدف إنقاذ حياة النساء والاطفال الموجودين داخل المسجد· وتقرر إنشاء هذه اللجنة أثناء اجتماع رفيع المستوى حضره عدد من كبار المسؤولين والشخصيات في الدولة من بينهم رئيس الوزراء شوكت عزيز ورئيس الرابطة الاسلامية الباكستانية الحاكمة تشودري حسين· ووجه مشرف لتأمين سلامة النساء والأطفال وتخليصهم من الإرهابيين الذين سيطروا على مجمع المسجد، كما كلف لجنة من سبعة أعضاء تضم علماء الدين وحسين بالتوسط بين الحكومة والمتشددين، ومن المقرر أن تجري اللجنة اتصالات مع زعيم المتشددين عبد الرشيد غازي حيث تحمل عدة اقتراحات من بينها احتجازه في إحدى الاستراحات التابعة للدولة مع توفير الحماية له بدلا من السجن مقابل استسلامه· وقال رئيس الوزراء شوكت عزيز ''ان الفريق سيفاوض عبر مكبرات الصوت لكي يسمع كل اعضائه ما يقوله غازي''· واضاف ''لن نرسل مفاوضين الى داخل المسجد'' لانه على حد قوله ''لا يمكن التكهن برد فعل المتحصنين فيه''· وادلى عزيز بتصريحاته اثر اجتماع مع حسين وقادة دينيين بينهم السبعة الذين ذكرهم المتطرفون، من اجل تحديد تفاصيل وساطة الفرصة الاخيرة هذه· وكان متحدث باسم المتطرفين المتحصنين داخل المسجد اوضح أمس أنهم نقلوا الى السلطات اسماء سبعة لمسؤولين دينيين يمكن للامام غازي التباحث معهم· وكان مشرف دعا إلى عقد هذا الاجتماع رفيع المستوى بعد أن ناشده ''وقف المدارس'' وهي مؤسسة تتولى الاشراف على الحلقات النقاشية الدينية في البلاد، التحلي بالمرونة في رسالة نقلها إليه حسين سوجات· كما حذرت هيئة علماء الدين، التي أدانت بالفعل أنشطة المتشددين بالمسجد الاحمر، الحكومة من احتمال أن يؤدي الحصار إلى اندلاع حرب أهلية· وتأتي هذه المبادرة عقب توتر الموقف الليلة الماضية عندما وجهت قوات الامن إنذارها الاخير للمتشددين من أجل الاستسلام مستخدمة طائرة مراقبة بدون طيار مهداة من الولايات المتحدة لباكستان الامر الذي أثار المخاوف من شن عملية واسعة النطاق على المسجد· وقررت محكمة باكستانية عقد جلسة استماع في وقت لاحق لتقرر ما إذا كانت ستصدر تعليمات للحكومة بخصوص الإجراءات الأمنية لتجنب وقوع مجزرة إذا اقتحمت القوات المسجد مثلما هدد الرئيس برويز مشرف· وأثير احتمال تدخل المحكمة لتخطي السلطة التنفيذية ، في غمرة استنكار المواطنين لتطورات الاحداث بخصوص المسجد من منطلق قلقهم على أرواح الاشخاص داخله بالاضافة إلى المقيمين بالقرب منه والذين يعانون من الحصار وحظر التجوال· وعين القائم بأعمال رئيس المحكمة العليا رانا باجوانداس لجنة تضم قاضيين للتحقيق في هجوم القوات الامنية على المسجد وعواقبه· وقال القاضي محمد نواز عباسي الذي جرى تعيينه مع القاضي فقير محمد خوخار إن معاناة السكان الذين يعيشون بالقرب من المسجد خلال الايام السبعة الماضية لاسيما بسبب حظر التجوال، يعد انتهاكا للدستور· وأضاف أن المحكمة العليا قلقة بشأن حياة مئات الاشخاص الموجودين داخل المسجد والذين قد يتخذ المسلحون المتشددون منهم دروعا بشرية· من جهة أخرى قام حوالي 20 ألف من أنصار المتشددين ومعضمهم كان مسلحا براجمات الصواريخ والاسلحة الالية في مناطق القبائل بالبلاد المتاخمة لافغانستان، بعقد لقاء جماهيري احتجاجا على حصار المسجد الاحمر· وحضر العديد من زعماء ''طالبان'' المحليين محذرين من إعلانهم الجهاد ضد الحكومة في حالة عدم وقف العملية الامنية ضد المسجد، كما اضرم المتظاهرون النار في تماثيل رمزية لمشرف وهتفوا بشعارات ضد الولايات المتحدة والقوات بقيادة حلف شمال الاطلسي ''الناتو'' في أفغانستان· كما قام متشددون مجهولون بإطلاق أربعة صواريخ على قوات الامن في نفس المنطقة في إطار سلسة الهجمات التي بدأت في أعقاب حصار المسجد·