الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«اقتصادية رأس الخيمة» تنفذ 107 دورات تدريبية خلال 2009

31 ديسمبر 2009 22:38
في كل مرة يعصف بالوطن العربي حدث جلل كما يحدث اليوم في قطاع غزة ، وكما حدث سابقا في لبنان ، يصير لزاما أن يسقط كل الوطن في متاهة أزمات تتوالد من رحم الحدث الجلل ، وبينما يتوجب على رجال الحكم والسياسة محاصرة النيران في أرض غزة اليوم ، نرى أن ألسنة النيران والدخان قد امتدت الى عواصم ومدن أخرى ، وبدل أن نواجه أزمة نجدنا في قلب طاحونة من الأزمات فلا ندري أنطفئ لهيب غزة ، أم نصب الماء على الهجمة ضد مصر ،أم نوقف السباب في وجه الجامعة العربية ؟ أم نعالج هياج الشارع المحتقن بأزماته اليومية التي جاء عبر عباءة غزة ليفجرها عبارات نارية في وجه أنظمته السياسية ؟ هذا الواقع العربي المحتقن والمبتلى بالكثير يحتاج وقفة طويلة وجادة تنبش في اشكالاته الكثيرة ، لأن ترك المركب يسير بلا بوصلة أمر ليس في مصلحة أي نظام عربي ، كما أن نزول قوات الأمن في شوارع المدن العربية في كل مرة تخرج فيها الجماهير للتعبير عن غضبها لا يقدم الصورة المشرقة التي نرجوها لداخلنا العربي سياسيا وثقافيا وغير ذلك ، إن نزول الأمن بهذه الكثافة لا يدل على قدرة أي نظام على ضبط الأمور جيدا فقط ، لكنه أيضا يبعث برسالة سلبية الى العالم الغربي الذي يطالبنا عبر المنظمات الدولية بتطبيق الديمقراطية والشفافية وتفعيل الميثاق الدولي لحقوق الانسان ، وهنا فإن النظام العربي بشكل عام يحتاج لأن يعيد التفكير في آلية جديدة للتعاطي مع أزماته الكبرى بوجود جهاز عربي لإدارة الازمات ومحاصرتها عبر كافة القنوات والمسارات : إعلاميا وعسكريا وعلى صعيد كسب وحشد الرأي العام العالمي ! ليس هناك مبرر لأن يذهب العرب الى الاعلام الاسرائيلي بحثا عن الحقيقة ، وليس هناك مبرر لترك البعض يخوضون حسب اهوائهم في المياه العكرة وما أكثر هذه المياه عندما تنفجر أنابيب السياسة العربية ، عندها يشمر الجميع عن سواعد الجد وتبدأ كتائب بث الفتن عملها بهمة ونشاط ، وهنا فإن النظام العربي الرسمي لا يكسب شيئا بقدر ما يخسر من قاعدته الشعبية أكثر وأكثر لصالح جهات أخرى تعرف كيف تستغل الظرف وتوجهه لصالح أهدافها ! جميل جدا ذلك القول الذي جاء على لسان الرئيس حسني مبارك '' ان مصر لا تلتفت للصغائر '' نعلم جيدا أن مصر كبيرة دائما وعظيمة دائما ، لكننا نعلم أيضا أن هناك من يتلهف لهذه الازمات ليلعب فيها كما يشاء ، ونعلم أن هناك من ينقصهم الوعي وهناك من تؤثر فيهم بلاغة الخطباء الثوريين ، وهناك من يعاني عسر فهم شديد لتعقيدات الظروف السياسية المحيطة ، وهناك من يفتقد للرشد السياسي الذي يؤهله لفهم مواقف هذا الطرف أو ذاك ، وهنا فإن الترفع عن الصغائر قد يكون شبيها بحسن النوايا الذي لا يقود إلا لما لا تحمد عقباه ، إن هناك صغائر يجب مواجهتها وتفنيدها عبر قنوات اعلامية صحيحة وعلمية ونافذة · إن الطبيعة تكره الفراغ ،هذا المبدأ علينا أن نتعلم كيف نعبر من خلاله لقاعدة حل الازمة بشكل عام وكلي ،فإذا تركنا الساحة فلن تبقى فارغة سيأتي حتما من يملؤها بالتفاهات دائما ، ومعروف ان أغلب الازمات العربية لها أكثر من وجه ،كما أن للصراع أكثر من جبهة ، وجامعة الدول العربية مثلا تحتاج لإعادة تقوية أجهزة ادارة الازمات فيها أما تركها لإعلان هنا وتصريح هناك بينما الشوارع العربية تهدر بالشتائم والسباب فلا يخدم الجامعة ولا يجلب سوى المزيد من الاستياء · ayya-222@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©