مستشفى الكورنيش يفتتح عيادة متخصصة لـ «البطانة المهاجرة»

منى الحمودي (أبوظبي)

افتتح مستشفى الكورنيش في أبوظبي مؤخراً عيادة متخصصة لعلاج الحالات المستعصية لدى النساء المصابات بالبطانة المهاجرة.
وأوضح الدكتور جورج بطرس، استشاري جراحة المناظير ورئيس قسم النساء في المستشفى أن مرض بطانة الرحم المهاجرة أو ما يُعرف بانتباذ بطانة الرحم، من الأمراض المُزمنة التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي، ويحدث أن بعضاً من خلايا بطانة الرحم وأنسجتها تنمو في أماكن وأعضاء أخرى ليس من الطبيعي أن تنمو فيها كقناتي فالوب والمبيضين، وقد تنمو في المثانة أو في المستقيم أو في الأمعاء لذلك أتت تسميتها ببطانة الرحم المهاجرة.
وأشار إلى أن نسبة السيدات اللاتي يتم تشخيص إصابتهن بالبطانة المهاجرة من 7 إلى 10% من الحالات في العيادة، واللاتي يراجعن العيادة بسبب الأعراض، منها وجود التكيس في المبايض بسبب البطانة المهاجرة أي كيس دموي على المبيض، وبالتالي تصاب السيدة بالآلام، لافتاً إلى أنه في هذه الحالة يتم عمل أشعة تلفزيونية للكشف عن وجود الكيس الدموي على المبيض وأثناء العملية يرى الأطباء البطانة المهاجرة منتشرة على الحوض أو المبايض.
وأكد أن التشخيص المبكر أهم مرحلة في العلاج والذي يبدأ مبكراً يغني عن مراحل طويلة ومضاعفة منه، موضحاً أن العرض الأساسي الذي تسببه البطانة المهاجرة هو الألم، وكلما كان الألم مزمناً وعلى مدى سنين طويلة، فإنه عند العلاج يؤثر ذلك على الأعصاب في الحوض، وبالتالي يؤدي إلى تلفها، حيث يمر المرض بمراحل حتى يصل إلى مرحلة التصاقات في الأمعاء والحوض والمثانة.
ولفت إلى أن أخطر الحالات تلك التي تصل للمستشفى تضطر الفريق الطبي لإزالة كل ما في الحوض، مثل الرحم والمبيض بسبب التلوث بالبطانة المهاجرة، ويمكن أن يصل الأمر إلى إزالة جزء من الأمعاء والمثانة ومن المهبل للمريضة، مشيراً إلى أن 30% من حالات العقم لدى السيدات سببه البطانة المهاجرة.
وقال: «يجري مستشفى الكورنيش حالياً جميع أنواع الجراحات للبطانة المهاجرة بدءاً من المرحلة الأولى للمرض حتى المراحل المستعصية الأخيرة، وذلك بوجود فريق متخصص يضم جراحي البطانات المهاجرة، واستشاريي النساء، والأمعاء وجراحة المسالك، بالإضافة لطبيب التخدير وإدارة الألم المزمن».
وأضاف: «في السابق، كانت السيدات يتجهن لخارج الدولة لإجراء هذا النوع من العمليات، واليوم مستشفى الكورنيش بدأ في إجرائها منذ 3 أشهر، خصوصاً للحالات المستعصية للبطانة المهاجرة التي تعاني من التصاقات شديدة في الحوض، وأمعاء مصابة بها».
وتابع: حالياً لدينا 15 مريضة تم تشخيصهن وعلاجهن سابقاً خارج الدولة، ووصلن لمراحل متأخرة من التشخيص، وتم علاجهن متأخراً.
من جانبها، قالت الدكتورة فاطمة الهاجري، استشارية أمراض النساء والولادة بمستشفى الكورنيش: خصص مستشفى الكورنيش شهر مارس الحالي ليكون شهراً للتوعية بمرض البطانة المهاجرة من كل عام، كون أغلب النساء لا يمتلكن الخبرة أو العلم الكافي عن بطانة الرحم المهاجرة، واللاتي قد يكن مصابات بأعراضها مثل الآلام المزمنة، آلام الطمث غير طبيعية.
وأضافت: أغلب هذه الحالات يتم علاجها من قبل الأطباء العامين بمسكنات وهرمونات، لذلك يأتي دور الحملة والعيادة بهدف أساسي للاكتشاف المبكر والعلاج المبكر لهذه الحالات.