الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باسل الخطيب يفضح مخططات اليهود في «أنا والقدس»

باسل الخطيب يفضح مخططات اليهود في «أنا والقدس»
5 ابريل 2010 21:00
في الوقت الذي تشهد فيه مدينة القدس محاولات إسرائيلية مستمرة لتشويه هويتها العربية، وفي الوقت الذي كشفت فيه سلطة الآثار الإسرائيلية وشركة تطوير الحي اليهودي بالبلدة القديمة عن مخطط صهيوني لبناء كنيس يبعد حوالي مئتي متر فقط عن المسجد الأقصى، تتواصل جهود الفنانين العرب، لرفع أصوات الاحتجاج عبر الغناء والموسيقى والدراما التلفزيونية ضد الممارسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة، ودق ناقوس الخطر لما تتعرض له، لتنبيه الوعي العربي إلى ما يجري على الأرض، من محاولات لفرض سياسة الأمر الواقع، وسلب المدينة التي يعتبر مسجدها الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وفي هذا الإطار بدأ المخرج الفلسطيني باسل الخطيب منذ أيام بتصوير عمله الجديد «أنا والقدس» في مدينة دمشق، وهو مسلسل تلفزيوني من ثلاثين حلقة، كان قد أنجز كتابته بمشاركة شقيقه تليد الخطيب منذ سنوات، لكن تصويره تأخر لعدم توفر التمويل الكافي. وسيكون باكورة إنتاج شركته الفنية الجديدة «جوى» بالتعاون مع «أفلام محمد فوزي» المصرية، في أول تعاون للخطيب منتجاً مع الدراما المصرية، وثالث تعاون له كمخرج. ويشارك في العمل الجديد نخبة من الفنانين السوريين والمصريين والأردنيين منهم، فاروق الفيشاوي، وعابد فهد، ونضال نجم، ومنذر رياحنة، وصباح الجزائري، وأسعد فضة، وأمل عرفة، وعبد المنعم عمايري، وريم علي، وكاريس بشار، وصبا مبارك، وتاج حيدر، وأمانة والي، ووضاح حلوم. ويقول الخطيب إن أحداث العمل تبدأ في عام 1917 قبل الاحتلال البريطاني للقدس خلال الحرب العالمية الأولى، ويروي تاريخ المدينة مروراً بثورة عز الدين القسام ونكبة 1948 وحتى حرب يونيو 1967، مستعرضاً مواقف أهلها تجاه المخططات الصهيونية وتصديهم لها خلال هذه المرحلة المريرة من تاريخ المدينة، ويجسد الممثلون في العمل مجموعة من الشخصيات الوطنية التي كان لها تأثير بارز في سير الأحداث من سياسيين ومثقفين وأدباء وشعراء. ويضيف الخطيب أن التصوير سيجري في عدة مدن ومواقع سورية بالإضافة إلى العاصمة دمشق، منها اللاذقية وصافيتا والدريكيش. تعاون سوري مصري يعد هذا التعاون الثالث للمخرج الخطيب مع شركات إنتاج مصرية خلال السنوات الأربع الماضية، فقد سبق له أن أخرج مسلسلين مصريين سوريين مشتركين، فقدم «ناصر» عام 2008 و»أدهم الشرقاوي» عام 2009، ويقول إن مصر تمثل تاريخاً طويلاً وغنياً من الإنتاج الفني، والدراما المصرية قدمت نماذج مهمة جداً من المسلسلات التي مازلنا نذكرها جميعاً، ونتذكر كم كان تأثيرها قوياً وحاضراً في وجداننا وذاكرتنا كجمهور سوري متابع. وأعتقد أن التعاون مع الفنانين والمنتجين في مصر مغر لأي فنان طموح، لأن هناك النصوص الجيدة والإنتاج المتمكن وتقاليد العمل الراسخة، وهذا كله يخلق مناخاً يتيح للفنان أن ينوع في تجربته ويغنيها. ويوصف الخطيب بأنه مخرج القضايا الكبرى في الدراما السورية، ويمثل روح الفنان الملتزم، فهو يأخذ على عاتقه تقديم أعمال تحمل الكثير من الهموم السياسية والفكرية والاجتماعية التي تمس المواطن العربي بشكل عام، فهو مخرج صاحب موقف، ومن النادر أن تجد له عملاً ليس مرتبطاً بموقفه ووجهة نظره، لكنه يرفض اتهامه بتغليب السياسي على الإنساني والاجتماعي، ويضيف أن السياسة تحكم كل جوانب حياتنا، وهي حاضرة في أوجه نشاطاتنا الثقافية والفنية والاقتصادية والحياتية، وبالتالي لا يمكن أن نغفل السياسة في الفن، فهما شأنان مترابطان. لكنني لا أقحم السياسة إقحاماً في أعمالي، وإنما تجدها على خلفية الحدث الإنساني، الذي أحرص دائماً على أن يكون النسيج الأساسي لأي عمل أقدمه. رهان على المضمون بالإضافة إلى مسلسل «أنا القدس»، فإن في جعبة الخطيب مشاريع عديدة، منها فيلم يتحدث عن النكبة، ويتناول فيه شخصية فتاة فلسطينية شهدت الكارثة السياسية والعسكرية المعقدة، مما حول حياتها مئة وثمانين درجة، وحطم طموحاتها بأن تعيش حياتها وتمارس إنسانيتها بشكل طبيعي. ولديه أيضاً مشروع مسلسل عن حرب تشرين، وآخر عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان. ويقول: إن الدراما السورية منذ عدة سنوات، وهي تدور في الحلقة نفسها من المواضيع الاجتماعية والتاريخية والكوميدية، ولا تقدم الجديد، مع أننا شهدنا خلال السنوات العشر الماضية أحداثاً كبيرة في المنطقة، على المستوى السياسي والاجتماعي والإنساني. فأين الدراما من كل هذه الأحداث؟. وأين هي من المعاناة اليومية الحقيقية للإنسان؟. ويضيف: الخطيب: من خلال التمعن في تطور المشهد التلفزيوني السوري، يتبين أنه ليس مرتبطاً بالأشكال الفنية التي يقدمها، وإنما بجدية وراهنية المواضيع التي يتناولها. لأن تقنيات الديجيتال والغرافيك أصبحت في متناول أي شخص، وإمكانية تقديم صورة جميلة ومبهرة لم تعد صعبة. ويبقى التحدي الحقيقي في طبيعة الموضوعات المطروحة. وانطلاقاً من الطموح والحرص على الدراما السورية أقول إنه يجب أن يكون في المستقبل شيء أهم بكثير مما تم تقديمه حتى الآن. التلفزيون بلا ذاكرة باسل الخطيب مخرج سينمائي في الأساس، لكنه متورط في التلفزيون، نظراً لندرة الإنتاج السينمائي السوري، ويعترف بأن الدراما التلفزيونية صادرت جزءاً كبيراً من وقته واهتمامه وحالت دون تفرغه لمشروعه السينمائي، غير أنه لا يبدو متفائلاً كثيراً بمستقبل السينما السورية والعربية، ويرى أن الإنتاج السينمائي في كل المنطقة العربية ما يزال ضعيفاً، ولا يجوز أن نسميه سينما، وإنما تجارب متوزعة بين سورية ومصر والمغرب والخليج العربي، وهي لا تشكل حركة سينمائية وتياراً سينمائياً مؤثراً. ويرى الخطيب أن تجارب بعض المخرجين السوريين السينمائية خطوات إيجابية، وتذكر بأمر مهم. وهو أن العمل السينمائي يدخل في التاريخ أكثر من العمل التلفزيوني. فالسينما لها ذاكرة أما التلفزيون فلا ذاكرة له، مع بعض الاستثناءات طبعاً. وعندما تجد توجهاً لدى بعض المخرجين للعمل بالسينما، فهذا يدل على أننا نعيد اكتشاف حقائق قديمة، وهي أن السينما هي الفن الأول. ولكن عندما تريد أن تقدم سينما، فإما أن تقدمها بشروطها الكاملة، أو تقلع عن الفكرة. فأنا لست مع أن يتم تصوير الفيلم السينمائي على شريط فيديو، ليتم بعد ذلك تحويله إلى شريط سينمائي. يذكر أن باسل الخطيب قدم خلال سبعة عشر عاماً من تجربته الفنية عشرة أفلام سينمائية، هي «الروح الثانية، أمينة، اللعنة، قيامة مدينة، الرسالة الأخيرة، جليلة، مذكرات رجل فاشل، الأسوار، يوم بيوم، موكب الإباء». أما في التلفزيون فقد أخرج عدداً من المسلسلات لاقت متابعة واهتماماً من قبل المشاهد العربي، منها «أيام الغضب، نساء صغيرات، هوى بحري، ذي قار، هولاكو، أنشودة المطر، عياش، عائد إلى حيفا، نزار قباني، ناصر، رسائل الحب والحرب، أدهم الشرقاوي، بلقيس».
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©