الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كثير من الأفكار وغياب مثقفي الإمارات

كثير من الأفكار وغياب مثقفي الإمارات
11 مايو 2008 03:25
برزت الرواية العربية قبل ما يقارب مئة عام من الآن كنوع أدبي يحاكي الذات والمجتمع في آن معا، ولعله من أكثر الأنواع الأدبية التي استطاعت أن تكون مرآة للمجتمع في سلبياته وإيجابياته ومتغيراته، وفي الوقت الذي تشهد فيه الرواية تطورا لافتاً وسريعا على صعيد الإنتاج والبنى السردية بالإضافة لمواكبتها للأحداث الطارئة والتحولات الاجتماعية والسياسية والإنسانية في العالم العربي كان لابد للمنابر الثقافية والجهات المعنية أن تنظر لهذا التطور فتواكبه وتناقشه وتعيد البحث في التحديات التي تواجه الرواية العربية من وجهة نظر كتابها ونقادها· وانطلاقا من ذلك ناقش ملتقى الشارقة للرواية في دورته الثالثة، التي انتهت مؤخرا تحت عنوان '' صورة الأنا والآخر في الرواية'' مشكلة '' الأنا والآخر '' بالإضافة لطرحه العديد من الإشكاليات الأخرى للتحدث بشأنها في الدورات الأخرى لهذا الملتقى السنوي · حول شمولية صورة الأنا والآخر وتعدد جوانبها في الرواية، وعن القدرة على تحديد من هو الأنا ومن هو الآخر؟ ما هي جدوى مثل هذه الملتقيات ؟ ما هو دور الكتاب والنقاد في حل مشكلات الرواية ؟ ومدى الاستفادة التي قدمها الملتقى وطبيعة مشاركة ومساهمة المثقف الإماراتي فيه؟ هذه أسئلة وجدنا إجاباتها في السطور التالية: الدكتورة إيزابيلا كامرا دفيلينو مستعربة من ايطاليا، وهي أستاذة الأدب العربي المعاصر في كلية الدراسات الشرقية بجامعة روما قالت: المهم أن نكتشف من هو الآخر بالنسبة للأدب العربي أي أن الآخر مرتبط بالجنسية العربية أم هو خارج الجنسية العربية، هل هو شخص من المجتمع نفسه، ربما من العائلة، ربما آخر في داخلنا، كل هذا مقبول في الرواية، حاولنا في هذا الملتقى أن نلقي الضوء على العديد من الجوانب التي تندرج تحت هذا العنوان، وبدون شك أن مثل هذه الملتقيات تعطينا أفكارا جديدة من اجل رسم الصورة المطلوبة عدا أنها تعزز العلاقات بين الروائي والناقد وبين الروائيين أنفسهم مما يكرس التواصل الذي بدوره يرقى بمستوى الرواية والنقد في نفس الوقت· أما الدكتورة اعتدال عثمان أستاذة بجامعة زايد تقول الملتقى فرصة لالتقاء المتخصصين ولتبادل الرأي حول الموضوعات المهمة ولاسيما أن ظروف الحياة العملية لا تسمح بالتبادل الدائم للأفكار الثقافية مثل تلك التي أمامنا الآن، إذا نظرنا إلى خمسين عاما مضت نجد أن نفس الإشكالية مطروحة بدون الوصول إلى إجابة محددة، إعادة الأسئلة دون الوصول لإجابات لها بدون شك يجعلنا نتساءل لماذا لا نستطيع حل هذه الإشكاليات للنظر في إشكاليات أخرى؟ إن هناك عدة صور للذات وعدة صور للآخر وهناك إمكانية للقاء والتفاعل الثقافي، لكن علينا أن نتبين حقيقة الذات أولا ولا نسقط في الأوهام سواء التي نصنعها نحن أو التي يصنعها الآخر لنا، كما أتمنى أن تأخذ بعض التوصيات طريقها للتنفيذ علها تساهم في تطوير الرواية العربية · وتقول الروائية أسماء الزرعوني إن ملتقى الرواية قدم لنا كمثقفين إماراتيين فرصة كبيرة للقاء أسماء كبيرة في مجال النقد الروائي بالإضافة لكتاب لهم إنتاجهم الروائي الهام وقد استفدت كثيرا من تلك الجلسات التي طرحت الكثير من الأفكار، وطبعا لابد لنا هنا أن نشكر دائرة الثقافة على هذه الملتقى، لكن ما لفت انتباهي وربما ما أساءني هو العزوف الغريب للمثقف الإماراتي عن الحضور ولم أجد مبرر لهذا، حتى بعض الزملاء الذين كانوا مكلفين بتقديم أوراق عمل، كانوا يتغيبون في الأوقات الأخرى عن الحضور فلا يحضرون إلا أثناء تقديمهم لأوراقهم، مع أن الملتقى قدم فائدة كبيرة من خلال وأوراق العمل المقدمة والمناقشات التي أثيرت خلالها · ويقول محمد جبريل روائي مصري : بلا شك إن هذا الملتقى يتيح لنا التواصل مع بعضنا كمثقفين نعنى بالثقافة الجادة فالمناقشات التي جرت خلاله كانت جادة والأبحاث وأوراق العمل كانت جيدة لكنني بصراحة كنت أتوقع حضورا مكثفا أكثر من ذلك لمثقفي الإمارات، كنت أتمنى لو استطعت أن أتعرف على عدد منهم لا سيما أنني أقرأ ما يكتب على الساحة الإماراتية، كنت أتمنى أن أناقشهم وأتبين أفكار بعضهم، لكن مع ذلك الملتقى قدم طروحات كثيرة تخص الرواية العربية وتمت مناقشتها بشكل دقيق · أما الدكتور يوسف عايدابي ·· مستشار ومدير إدارة التخطيط بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة فقال:إن مثل هذه المنتديات ضرورية جدا لا سيما أن كثير من المبدعين يكتبون ولكن لا يلتقون وربما لا يعرفون بعضهم، لذلك تثمر مثل هذه اللقاءات بين النقاد والمبدعين فائدة كبيرة جدا في تبادل الأفكار وطرح المشاكل والبحث عن حلول لها، بالنسبة للعنوان الذي عملنا عليه في هذه الدورة هو عنوان مهم وإشكالية كبيرة لا يمكن حلها بشكل نهائي بعدة جلسات، لكن اللقاء وطرح الحلول والتنسيق هي أحد أهم السبل للحد من الإشكالية بحد ذاتها ومحاولة فهمها للحؤول دون تفاقمها في مجتمع سادت فيه الثقافة الاستهلاكية بالإضافة لكونه يقدم فائدة كبيرة لما نسميه الناقد العضوي، أي غير الأكاديمي، ذلك بحضور نقاد أكاديميين ومهمين · وبالنسبة للتوصيات لا شك بأننا في الدائرة الثقافية مهتمين بتنفيذ كل ما يمكن منها على أرض الواقع من أجل الارتقاء بمستوى الرواية العربية وتقديم حلول لبعض مشكلاتها
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©