السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كابول: تحذيرات من مزاعم التزوير

كابول: تحذيرات من مزاعم التزوير
22 أغسطس 2009 23:54
حذر مسؤولون انتخابيون ودبلوماسيون غربيون مقيمون في العاصمة الأفغانية كابول، المرشحين الرئاسيين من التسرع والمبادرة إلى إعلان أي فوز مزعوم لأي منهما بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أُجريت هناك يوم الخميس الماضي. وقد جاءت هذه التحذيرات على إثر مسارعة بعض مستشاري الرئيس حامد كرزاي إلى القول بأنه الفائز على ما يبدو بنتائج الانتخابات. ومن ناحيته، صرح المرشح الرئاسي الذي يعتقد أنه يأتي في المرتبة الثانية بعد كرزاي، وهو وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، قائلاً إنه، وفيما لو حصل كرزاي على نسبة من الأصوات تزيد على 50 في المئة، وهو الحد الأدنى المطلوب لتفادي كرزاي خوض جولة انتخابية ثانية، فإن معنى ذلك حدوث عملية تزوير كبيرة في نتائج الانتخابات على أيدي مؤيدي الرئيس كرزاي في السلطة وجهازه البيروقراطي الحاكم. ويخشى المراقبون الغربيون لسير العملية الانتخابية الأفغانية الأخيرة من أن تمهد المزاعم المتصاعدة التي يطلقها كل من كرزاي ومنافسه عبدالله عبدالله، المناخ السياسي لمواجهات ومشاحنات بين مؤيدي الطرفين، ومن ثم تدخل البلاد كلها في مرحلة جديدة من التوتر وعدم الاستقرار، بينما لايزال الفرز الرسمي لنتائج الانتخابات مستمراً حتى صبيحة الأمس. هذا، ولا يتوقع الإعلان النهائي الرسمي عن النتائج في أي وقت قبل حلول شهر سبتمبر المقبل. وكان من المتوقع أن يتم الإعلان أمس السبت عن النتائج الأولية لفرز الأصوات، إلا أن هذا الإعلان المبدئي نفسه تأجل حتى يوم الثلاثاء المقبل. ويذكر أن الناخبين الأفغان تحدوا موجة من العنف «الطالباني» سبقت موعد الاقتراع، وتوافدوا نحو صناديق الاقتراع بالملايين يوم الخميس الماضي. وعلى رغم ذلك، يعترف مسؤولو الانتخابات بأن إقبال الناخبين كان أقل مما هو متوقع؛ لأنه بقي دون نسبة الـ50 في المئة من إجمالي عدد المسجلين ممن يحق لهم التصويت. ويلاحظ أن النسبة أعلاه تعد أقل بكثير من نسبة الـ70 في المئة التي سجلها مستوى مشاركة الأفغان في أول انتخابات مباشرة تجرى في بلادهم في عام 2004 عقب الإطاحة بحكومة «طالبان». هذا، وتعد انتخابات يوم الخميس الماضي استثماراً حقيقياً للجهود الطويلة التي بذلتها كل من الولايات المتحدة الأميركية وبقية حلفائها في «الناتو». بل تعتبر الانتخابات محوراً رئيسياً في استراتيجية إدارة أوباما الجديدة إزاء أفغانستان. والفكرة التي تقوم عليها هذه الاستراتيجية هي؛ أنه كلما كانت الحكومة الأفغانية شرعية في نظر غالبية الأفغان، كلما أمكن تحقيق قدر أكبر من الاستقرار السياسي الأمني، وكلما أصبح ممكناً تحقيق نصر على التمرد الطالباني المتنامي. بيد أن سير العملية الانتخابية كان بطيئاً إلى حد ما. فقد بدأت تصل إلى العاصمة كابول صناديق الاقتراع من نحو 6500 مركز انتخابي موزعة في مختلف أنحاء البلاد. ومن أجل ذلك الهدف، كان لا بد من استخدام الحمير والسيارات وطائرات الهليكوبتر... لنقل المواد الانتخابية من وإلى المراكز النائية. وبدافع الخوف من أن تؤدي التصريحات المتعجلة حول الفوز إلى نشوب اشتباكات قبلية، فقد أصدر «نور محمد نور»، الناطق الرسمي باسم «لجنة الانتخابات الأفغانية المستقلة»، تحذيراً مشدداً من إقدام أي مرشح على إعلان فوزه بالانتخابات، قبل صدور نتائجها الرسمية. ويذكر أن قبائل البشتون الموالية لكرزاي هي المجموعة الإثنية الأكبر في البلاد. لكن المشكلة أن الحزام الجغرافي الذي تقطنه هذه القبائل يمتد في جنوب البلاد وشرقها، حيث يهيمن العنف الطالباني الذي منع الكثير من المؤيدين لكرزاي من الوصول إلى مراكز الاقتراع. وفي المقابل، يعتمد منافسه عبدالله عبدالله على دعم قبائل الطاجيك المهيمنة على الجزء الشمالي من أفغانستان. وبالنظر إلى الاستقرار النسبي الذي يتمتع به شمال أفغانستان، فقد كانت نسبة إقبال الناخبين أكبر هناك، ما يعطي عبدالله عبدالله دفعاً انتخابياً أكبر مقارنة بمنافسه الرئيسي حامد كرزاي. ويذكر أن «ريتشارد هولبروك»، المبعوث الخاص للرئيس أوباما إلى كل من باكستان وأفغانستان، علق على سير العملية الانتخابية يوم الجمعة الماضي، عقب إطلاعه على نتائجها الأولية، بالقول: «لا أستغرب تصاعد مزاعم الفوز من قبل الطرفين المتنافسين، وتبادل الاتهامات بالتزوير أيضاً خلال الأيام القليلة المقبلة. غير أن الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي يلتزمان باحترام نتائج الانتخابات، أياً كانت». لورا كنج وبول ريشتر: كابول - أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©