100 ألف مركبة كل 6 أشهر!

خلال الفترة من الأول من يناير وحتى 30 يونيو الماضي أصدرت إدارة ترخيص الآليات والسائقين التابعة للإدارة العامة للعمليات المركزية في شرطة أبوظبي 91 ألفا و509 رخصة لمركبات جديدة في إمارة أبوظبي·· المقدم محمد معيوف الكتبي مدير إدارة ترخيص الآليات والسائقين الذي كشف عن هذا الرقم، صرح أيضا بأنه تم إصدار أكثر من 28 ألف رخصة سياقة جديدة خلال الفترة ذاتها·· الأرقام السابقة تفيد بدخول عدد يقترب من مائة ألف سيارة جديدة إلى شوارع أبوظبي كل ستة أشهر!!·· وإذا افترضنا أن الذين حصلوا على رخص القيادة الجديدة من بين الثمانية والعشرين ألف شخص قرروا شراء سيارات خاصة بهم، فإن العدد الإجمالي للسيارات التي سوف تضاف إلى الأعداد الحالية الموجودة يزيد على 120 ألف سيارة·· ولأننا نتكلم عن فترة ستة أشهر فقط (من بداية يناير وحتى نهاية يونيو) فإن المتوقع أن تصل أعداد السيارات التي سوف تدخل الخدمة مع نهاية العام (أي بعد مضي ستة أشهر أخرى) في إمارة أبوظبي، إلى حوالي 240 ألف سيارة إذا استمر معدل الزيادة على ما هو عليه! إدارة تسجيل المركبات تبذل جهودا خارقة لتذليل كافة العقبات أمام المراجعين، وتسعى إلى تطبيق كل جديد من تقنيات وبرامج وأجهزة وخبرات بشرية من أجل تذليل العقبات وتسهيل أمور المراجعين·· فالمعاملة التي كانت تستغرق مدة لا تقل عن أسبوع، صارت تنجز اليوم خلال بضع دقائق، وهذه النقلة النوعية، بالإضافة إلى التميز في أسلوب وطريقة تقديم الخدمة للجمهور، تحسب لصالح المسؤولين عن الإدارة بصورة خاصة ولوزارة الداخلية بصورة عامة·· فالإدارة فتحت مكاتب في عدد من وكالات السيارات وكبرى الشركات في أبوظبي، تقوم بتقديم كافة خدمات ترخيص وتسجيل السيارات الجديدة، وتخليص كافة الأمور المتعلقة بالمركبة وتحصيل الرسوم وتسليم الملكية ولوحات الأرقام بالمكاتب دون الحاجة إلى مراجعة إدارة الترخيص أو أي جهة أخرى ذات علاقة، إلى جانب توفير خدمات التأمين والتمويل للمركبات الجديدة· هذه النقلة ساهمت في تدفق المئات من السيارات إلى الطرق الداخلية والخارجية لإمارة أبوظبي·· ما أود الإشارة إليه هنا هو السؤال الذي يدور في أذهان الجميع عن حجم تزايد السيارات مقارنة بطاقة تحمل الشوارع··· فهل تستطيع الطرق في الإمارة استيعاب تزايد أعداد المركبات بمقدار 100 ألف سيارة كل ستة أشهر و200 ألف سيارة تقريبا كل عام؟·· من المهم أن يتدارس الإخوة المسؤولون في أجهزة ''الداخلية'' التناسب بين أعداد السيارات وقدرة الطرق على استيعابها، ومن المهم طبقا لهذه الدراسة، أن تتحكم إدارة ترخيص وتسجيل المركبات في أعداد السيارات بحيث لا تتجاوز رقما معينا سنويا إذا أردنا المحافظة على سهولة وانسيابية الحركة داخل شوارع العاصمة·· وإلا فإن كارثة الاختناقات المرورية سوف تتفاقم أكثر فأكثر