الأربعاء 22 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

به مفتاح للكعبة ومصحف نادر.. "الفن الإسلامي" منارة للحضارة على مر العصور

به مفتاح للكعبة ومصحف نادر.. "الفن الإسلامي" منارة للحضارة على مر العصور
15 مايو 2019 00:43

أحمد شعبان (القاهرة)

لا تخلو دولة في العالم إلا وبها متحف يضم آثاراً ومقتنيات من الزمن القديم، وخاصة الدول العربية التي تزخر بالتحف والمقتنيات التاريخية والأثرية ذات الطابع الإسلامي والفرعوني والبيزنطي والروماني، والتي يعود بعضها إلى آلاف السنين، ومن هذه المتاحف متحف الفن الإسلامي بالقاهرة.
افتتح متحف الفن الإسلامي بالقاهرة العام 1903م، وكان الهدف من إنشائه جمع الآثار والوثائق الإسلامية من العديد من أرجاء العالم مثل مصر، وشمال أفريقيا، والشام، والهند، والصين، وإيران، وشبه الجزيرة العربية، والأندلس.
ويُعد متحف الفن الإسلامي أحد أكبر متاحف الفنون الإسلامية في العالم، حيث يضم حوالي 100 ألف قطعة أثرية متنوعة، مما يجعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية على مر العصور، ويضم مقتنيات تتجاوز مئة ألف تحفة تغطي ما يقرب من 12 قرناً هجرياً، ويزخر بالتحف الإسلامية مختلفة المنشأ، ابتداء من الهند والصين وإيران وسمرقند، مروراً بالجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا، وانتهاء بالأندلس وغيرها.
كما يضم المتحف مكتبة تحوي مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة باللغات الشرقية القديمة وباللغات الأوروبية الحديثة، إضافة لمجموعة كتب في الآثار الإسلامية والتاريخية، ويبلغ عدد مقتنيات المكتبة أكثر من 13 ألف كتاب، يضم أيضاً أقدم مصحف يرجع إلى العصر الأموي في القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني، وهو مكتوب على عظم الغزال ومن دون تشكيل أو تنقيط، ويضم المتحف كذلك أنواعاً مميزة من الخزف والفخار منذ العصر الأموي.
وتوجد بالمتحف مجموعات مميزة من الخشب الأموي الذي زخرفه المصريون بطرق التطعيم والتلوين وبأشرطة من الجلد والحفر، ومنها «أفاريز» خشبية من جامع عمرو بن العاص ترجع إلى العام 212 هـ، وأخشاب من العصر العباسي بمصر، وخاصة في العصر الطولوني الذي يعرف بزخارفه التي تسمى «طراز سامراء»، وهو الذي انتشر وتطور في العراق، بالإضافة إلى المنابر الأثرية من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي.
كما يوجد في المتحف أيضا مفتاح الكعبة الشريفة المصنوع من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف شعبان، بالإضافة إلى مجموعة متميزة من المكاحل والأختام والأوزان تمثل بداية العصر الإسلامي الأموي والعباسي، وقلائد من العصر العثماني وأسرة محمد علي.
ويزخر المتحف بالزجاج الإسلامي الذي انتشر في مصر والشام وخاصة في العصرين المملوكي والأيوبي، ويضم مجموعة نادرة من المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا، إلى جانب الزجاج المعشق الهندي المعبر عن علاقة الروح بالعقيدة. كما يضم المتحف مجموعات قيمة من السجاد مصنوعة من الصوف والحرير ترجع إلى الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية المغولية في فترة القرون الوسطى.
ويحتوي على أسلحة السلاطين والخلفاء الذين أدوا أدواراً مهمة في الحفاظ على الحضارة والديانة الإسلامية، كالسلطان محمد الفاتح وسيفه الذي تقلده عند فتحه القسطنطينية، كما يضم مجموعة من الأدوات التي تعكس براعة المسلمين في الطب ومعرفتهم له، مثل أدوات علاج الأنف والجراحة وخياطة الجروح وعلاج الأذن وملاعق طبية وضاغط للسان.
وفي العام 2017 افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، متحف الفن الإسلامي بعد ثلاثة أعوام من تعرض المتحف ومقتنياته للضرر بشكل كبير عقب حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة في يناير 2014، وأدى التفجير إلى تحطيم واجهة المتحف، ولم تقتصر أعمال ترميم متحف الفن الإسلامي التي تمت بدعم كبير من دولة الإمارات العربية المتحدة على ترميم المبنى معماريًّا وما يحويه من مقتنيات، بل شمِلت تطوير منظومة التأمين من خلال تزويده بكاميرات مراقبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©