الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدريس أول من كتب بالقلم وخاط الثياب

إدريس أول من كتب بالقلم وخاط الثياب
20 مايو 2019 03:21

القاهرة (الاتحاد)

سيدنا إدريس، أول نبي بعد أبي البشر آدم عليهما السلام، ذكره الله في القرآن الكريم، أعطاه الله النبوة ووصفه بالصدق، فقد مدحه وأثنى عليه، قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً)، «سورة مريم: الآيات 56 - 57»، وقال: (وَإِسْمَاعِيل وَإِدْرِيس وَذَا الْكِفْل كُلّ مِنْ الصَّابِرِينَ)، «سورة الأنبياء: الآية 85».
واختلف العلماء في مكان ولادة إدريس، بعضهم قال في فلسطين، والبعض قال بمصر، والبعض قال ببابل، كلفه الله بالنبوة لإنهاء المخالفين عن شريعة آدم وشيث، وتبعه نفر قليل، وكانت مدة إقامته في الأرض حوالي 800 عام.
ويقال إن اسمه أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، قال القرطبي، كان إدريس صديقاً نبياً، أوَّل من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبس المخيط، وأول من نظر في علم النجوم والحساب وسيرها، وأول من عرف الطب ودرس الكتب، وأول من اتخذ السلاح والسيف، وسمي إدريس لكثرة درسه لكتاب الله تعالى، وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، فيها تعاليم الله إلى أهل ألأرض، يدعوهم فيها لعبادته وحده لا شريك له ويحذرهم من الوقوع في الشرك والكفر.
والنبي إدريس، هو أول من تعلَّم كيفية خياطة الثياب من صوف وشعر الحيوانات وعلمها لقومه، حيث كانوا قبل ذلك يضعون جلد الحيوان على أجسامهم، وقد قال عنه ابن اياس الحنفي في كتابه «بدائع الزهور»: وهو أوَّل من خاط الثياب ولبس المخيط، وكان إذا خاط يسبح الله عند كل غرزة من الإبرة، فإذا غفل وخاط يفتق ما خاطه بغير تسبيح، فكان يمسي حين يمسى وليس في الأرض أحد أفضل منه عملاً.
قد بعثه الله إلى ولد قابيل، ثم رفعه إلى السماء، وقد قيل إنه أدرك من حياة آدم ثلاث مئة وثماني سنين، وقد ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة، وهي المكان العلي، واختلف العلماء في طريقة الرفع، قال أنس رضي الله عنه: «فلما مر جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم على السماء الرابعة على النبي إدريس، قال جبريل: «مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح»، فقلت من هذا قال هذا إدريس، وذكر ابن إسحاق أن إدريس التقى آدم وعاش في عصره حوالي ثلاث مئة عام، ثم توفي آدم وعهد بولده شيث.
كان إدريس قليل الكلام كثير الصمت والحكمة، دعا إلى وحدانية الله، ولمكارم الأخلاق وحض على الزهد، وأمر بالصلاة والصيام، وروي أنه كان في عهده إناس يتحدثون 72 لغة، فعلمه الله لغاتهم ومنطقهم حتى يستطيع أن يفرق بينهم ويتعامل معهم، وهو أول من تكلَّم في الهندسة، وأول من اتخذ الموازين والمكاييل، وأول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة.
أطاعه نفر قليل، وخالفه جمع غفير، فنوى الرحيل، ويقال إنه هاجر ومن معه إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف عليه وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه فيها يدعو الناس إلى الله، وكانت له مواعظ وآداب، وحض على الزهد في الدنيا، وحرم المسكر من كل شيء وشدد فيه، اشتهر بالحكمة والتأني ومن مواعظه، الصبر مع الإيمان يورث الظفر، إذا دعوتم الله فأخلصوا النية، تجنبوا المكاسبَ الدنيئة، حياة النفس الحكمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©