رجع الصدى

لو عرف الرجال فوائد الدموع، لانخرطوا في البكاء بمناسبة وبدون مناسبة، والأهم من ذلك لعرفوا أن المرأة عندما تجود بدموعها، إنما تمارس أعلى درجات الذكاء في مواجهة ''الجنس الخشن''، فهي تضيف إلى عمرها، بدموعها، وتأخذ من عمره، بما تسببه له من تعاطف وإحساس زائف بالقوة· الدراسات العلمية تؤكد أن دموع النساء تطيل أعمارهن، وأن ''الذكور'' عندما يحرمون أنفسهم من ''نعمة'' البكاء، يتخلون مع سبق الإصرار والترصد عن سبب مهم من أسباب الصحة والقوة وطول العمر، وان الترويج لمقولة أن دموع الرجل دليل ضعف لا يتناسب مع الرجولة والفحولة، قد يكون ''مؤامرة نسائية'' للاستئثار بالمعدلات القياسية في طول العمر، وهو ما أكدته دراسات تناولت متوسط أعمار البشر في العديد من دول العالم· المرأة أكثر بكاء من الرجل، حقيقة نعرفها، ولكن ما لا نعرفه أن سبب ذلك هو هرمون ''البرولاكتين'' أو الهرمون الذي ينظم إفراز الحليب وينشط نمو أنسجة الثدي، وهذا الهرمون يفرزه الجسم أيضا كرد فعل للتوتر والأحزان ولمشاعر الاكتئاب، وعندما ترتفع نسبته في الجسم، يسبب البكاء لأتفه الأسباب· الدراسات تؤكد أن البكاء للرجل والمرأة، أسلم طريقة لتحسين الحالة الصحية النفسية والعضوية، وأسلوب طبيعي لإزالة مواد ضارة يفرزها الجسم، عندما يكون الإنسان تعسا أو قلقا أو حزينا أو مكتئبا· الأبحاث أظهرت كذلك أن الدموع تنشط آلية طبيعية لمكافحة الألم، فالدماغ عندما يبدأ البكاء، يقوم بإنتاج مضادات طبيعية مسكنة للألم، وهو ما يفسر ارتباط البكاء بالإحساس بالألم· والبكاء يزيد عدد ضربات القلب، وينشط الدورة الدموية· وبعد انتهاء نوبة البكاء تحدث حالة شعور بالراحة، فتتغير نظرة الشخص إلى المشاكل التي تؤرقه وتقلقه· العلماء اثبتوا أن ''مقاومة الدموع'' يعرض الإنسان لمشاكل صحية، وان قليلا من البكاء يمكن أن يوفر وقاية مهمة من الكثير من أمراض العصر· alhefnawi@yahoo.com