الأربعاء 22 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

300 حالة توائم في مهرجان عائلي تطابقت فيه الوجوه

300 حالة توائم في مهرجان عائلي تطابقت فيه الوجوه
28 مارس 2012
نسرين درزي (دبي)- بالتزامن مع الاحتفال بيوم الأم الذي امتدت فعالياته هذه السنة، أقيم مؤخراً مهرجان«إكس 2» للتوائم الثنائية والثلاثية والمتعددة، وهو أول حدث موجه للعائلات استضافته حديقة الصفا في مدينة دبي وشارك فيه 300 حالة توائم وعدد من الحوامل اللاتي ينتظرن بدورهن ولادة توائم. وسط أجواء من المرح العائلي الذي يخاطب أفراد الأسرة، توزعت فقرات مهرجان«إكس 2»، على أجزاء حديقة الصفا التي ضجت بضحكات الأطفال، وشملت مجموعة متنوعة من ورش العمل والإرشادات العينية والمعارض، وكذلك عددا من الاستعراضات الحية والمسابقات والألعاب، وجمع المشهد العام الأبناء بأوليائهم والأصدقاء وأفراد التوائم من مختلف الجنسيات.

للمزيد من الصور اضغط هنا

فعاليات
اللافت أن المهرجان امتد على مساحة شاسعة من الحديقة تم تقسيمها إلى عدة أجنحة. بينها المنطقة المخصصة للأمهات وحديثي الولادة، ومنطقة أخرى للتسلية والمرح للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات، ومنطقة للألعاب والنشاطات الرياضية التي تتطلب تركيزا من صغار السن وقدرة على التوازن.
وتضمنت الحديقة استراحة واسعة للأمهات والآباء تتيح لهم الاستمتاع بوقتهم من خلال القيام بعدة نشاطات. أكثرها تفاعلا جلسات تدليك الكتفين والبرامج الصحية المتعلقة بأسلوب الحياة. ومن فعاليات المهرجان المخصص لذوي التوائم، والتي لاقت استحسانا من المشاركين والحضور، المعرض المتنوع الذي تضمن منتجات مصنوعة يدوياً ومجموعة من السلع المناسبة كهدايا للمناسبات الأسرية. إضافة إلى وجود صالة سينما في الهواء الطلق كانت تعرض أهم الأفلام الوثائقية والأسرية التي تدور حول التوائم الثنائية. وكان لهذه الفقرة صدى طيب لدى النساء الحوامل المقبلات قريبا على ولادة مزدوجة، وكذلك الأمهات حديثات العهد بالتعامل مع التوائم.
ترفيه وتثقيف
وتتحدث منظمة المهرجان سمان مانينج وهي والدة لتوائم ثلاثية عن سعادتها بنجاح فعاليات “إكس 2” الذي تعتبره نافذة للاطلاع على العلاقة المتبادلة بين التوائم وأمهاتهم. وتذكر أن الأحداث المشابهة لهذا المهرجان الذي يحتفل بالتعددية تلقى نجاحاً باهراً على الصعيد الدولي وتشهد استقطابا جماهيريا كبيرا من أفراد المجتمع المحلي. وتقول “من هنا فكرنا في أهمية أن تكون دولة الإمارات جزءاً من هذه الاحتفالات ولاسيما أننا نشهد يوميا تزايد عدد التوائم لدى العائلات المواطنة والمقيمة”. وتلفت مانينج إلى الأجواء الترفيهية المسيطرة على المهرجان والتي تمثلت بالمنطقة المخصصة للعروض الحية والمسابقات. حيث تمكن الزوار من الاستمتاع بأنغام الموسيقى والاطلاع على المواهب الاستثنائية للعارضين. وتورد أنه من الفقرات المثيرة لمهرجان “إكس 2”، تخصيص منصة للمسابقات التعبيرية التي يشارك الجمهور في نتائجها. بينها مسابقة “أكبر بطن” ومسابقة “التوائم الثنائية الأكثر تشابهاً” ومسابقات الغناء وعروض الأزياء.
وتذكر المنظمة الثانية للمهرجان ناتالي العطار وهي والدة لتوأمين أن مهرجان “إكس 2” يتميز بارتكازه على مبدأ التسلية والتثقيف في آن. وتشير إلى أنها تسخر كل معلوماتها وخبرتها في خدمة العائلات التي لديها توائم لأنها تعرف جيدا حجم المتاعب التي تواجهها. وتلفت العطار إلى أن دعمها لا يقتصر على ذوي التوائم وحسب وإنما يشمل مختلف الأهالي الذين يشعرون بحاجة إلى التواصل والحصول على إجابات واضحة لاستفساراتهم. وذلك من منطلق كونها مديرة الموقع الإلكتروني المخصص لتبسيط عملية التربية على الوالدين ولاسيما على الأمهات.
وحضرت المهرجان المخصص للتوائم “إكس 2” مدربة التربية العالمية أندلين سلفيس المعروفة باسم “سوبر جراني” أو الجدة الخارقة، والتي قدمت مجموعة من الاستشارات الاجتماعية لعدد كبير من الأمهات.
وتذكر أنها دهشت عند زيارة الإمارات لما شاهدته من وعي عند أفراد المجتمع وإقبال على المشاركة في الفعاليات الاجتماعية الهادفة، وأندلين أم وجدة فخورة بأحفادها، ولطالما عملت في مجال تنشئة الأجيال حيث كانت تملك وتدير مدرسة في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا. وهي اليوم تتخذ من الأمومة مهنة لها وتعشق تربية الأطفال والتعامل معهم.
وتقول “من شدة تعلقي بالأطفال وإيماني بأهمية منحهم الرعاية اللازمة عملت على تأليف محتوى لندوة تدريبية جمعت فيها ما بين دراساتي وسنوات الخبرة والبحوث الموسعة. وأنا أعمل منذ 16 عاماً على تقديم هذا النوع من الندوات للأهالي في أماكن ومواقع مختلف”.
سوبر جراني
وخلال السنوات التسع المنصرمة، ساعدت أندلين مجموعة كبيرة من الأهالي وعملت جاهدة على تدريبهم لتحويلهم من أشخاص متوترين إلى أشخاص محبوبين. وتذكر “سوبر جراني” أنها متخصصة في تقديم المساعدات الشخصية إلى الأهالي الذين يعانون من فورات الغضب، نتيجة لعدم قدرتهم على التعامل مع مزاجية الأطفال وحديثي الولادة ولاسيما التوائم منهم. وتشير إلى أنه لا بد لأمهات التوائم من امتلاك القدرة على التوازن والسيطرة على مشاكل النوم والأكل والسلوك التي يعانين منها في بيوتهن، والأمر نفسه بالنسبة لتنظيم الاضطرابات المماثلة عند التوائم والأبناء عموما.
وتعتبر أندلين سلفيس أو “سوبر جراني” مصدر إلهام لشريحة كبيرة من العائلات حول العالم ممن يشاهدون عرضها التلفزيوني من خلال القنوات العالمية. وهي بالمناسبة فرد من توأم ولا تبخل أبدا في تقديم الشروحات اللازمة حول العملية التربوية التي تعتبرها معقدة وشيقة في آن. وقد منحت الزوار خلال زيارتها لحديقة الصفا جملة من النصائح القيمة وكانت تجيب على كل استفساراتهم بوجه مبتسم حيث سارع كثيرون إلى تدوين عباراتها.
وتذكر هنا المسكري وهي أم لتوأم ولد وبنت يبلغان من العمر 8 أشهر أن مشاركتها في المهرجان أضافت إليها الكثير من ناحية التعامل مع ابنيها. وتشرح أنها معتادة على وجود توائم في العائلة إذ إن أخويها توأم، غير أن تجربتها الخاصة كانت مختلفة تماما. وتقول “إن الجلوس إلى جانب التوائم أو اللعب معهما وقضاء بعض الوقت إلى جانبهما، لا يمكن مقارنته بأن تنجب الأم توائم. فهذا أمر لا يمكن وصفه بالكلام لأن المشاعر تغلب على أي موقف مماثل. ثم أن مسؤولية رعايتهما ليست عادية وتتطلب جهدا مضاعفا وقدرة على تدارك الأمور بسرعة”. وتورد المسكري أنها تهتم بالتوأم بمفردها وليس لديها من يساعدها في أعمال البيت. الأمر الذي يجعلها تستمتع بكل لحظة معهما على الرغم من الواجبات الشاقة التي يتطلبها الاهتمام بهما. وتلفت إلى أن زوجها هو الداعم الأكبر لها لأنه سعيد بكونه أبا لتوأم، ويحاول بحسب ما تسمح له ظروف عمله من التواجد إلى جانبها والتخفيف من متاعبها. وأكثرها على الإطلاق أنها لا تلبث أن تغفو قليلا حتى يوقظها أحدهما. أما بحار حسان وهي أم لبنت في السابعة من عمرها وابنتين توأم بعمر السنتين، فتعتبر أنه من غير الكافي أن يوجد في البيت خادمة تساعد الأم حتى تشعر بالاسترخاء. وتقول “أنا مثلا لدي من يساعدني في أعمال المنزل، ولكن هذا لا يعني أنني لا أواجه بعض التحديات. فرعاية التوأم تتطلب من الأم تحديدا كما فائضا من الحنان والدراية بحيث لا يمكن تخصيص أحد التوائم عن أخته أو أخيه بعاطفة زائدة أو وقت إضافي”.
وتوضح أن ابنتيها التوأم يحصلان منها على العناية نفسها، وهذا ما لا يمكن التعبير عنه كما تقول لأنها فطرة الأمومة. وتذكر بحار أن غالبا ما يبكيان معا أو يتقيآن في اللحظة نفسها، فما يكون منها إلا الإسراع لحضنهما معا وتدارك أي إزعاج يراودهما بالطاقة نفسها وبإسماعهما أجمل عبارات العطف. وتؤكد أنها سعيدة جدا بإنجابها لتوأم وهي مازالت تفكر بالحمل مرة أخرى على أمل أن يرزقها الله بمولود ولد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©