السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبي يعفو عن الأعرابي بعد أن حاول قتله

النبي يعفو عن الأعرابي بعد أن حاول قتله
22 مايو 2019 00:31

القاهرة (الاتحاد)

على الرغم من كثرة المكائد والمؤامرات، وتعدد أشكال الأذى البدني والنفسي الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه ضرب المثل الأعلى والقدوة الحسنة - للمسلمين عامة، وللمُربين خاصة - في العفو عن المسيء، وحسن التوكل على الله، والشجاعة.
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، في غزوة ناحية بلاد «نجد» من أرض الحجاز، وفى طريق عودته مر بوادٍ به شجر كثير الشوك، في وقت الظهيرة، فأمر بالتوقف في هذا المكان لينالوا قسطاً من الراحة، فنام الجيش، ونام صلى الله عليه وسلم تحت ظل شجرة كثيرة الأوراق وقد علق بها سيفه، وبعد فترة نادى على المسلمين فتجمعوا حوله، فإذا بأعرابي يجلس أمامه، فقال رسول الله: «إن هذا الرجل أخذ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وسيفي في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟، «أي من يمنعني من قتلك الآن»، فقال صلى الله عليه وسلم، في ثبات وثقة وإيمان: «الله»، فارتعد الأعرابي بشدة، ووقع السيف من يده، فأخذه رسول الله، وقال له: من يمنعك مني؟، فقال الرجل لا أحد، ولم يقابل النبي الكريم إساءة الأعرابي له بمثلها، بل عفا عنه.
قال ابن حجر العسقلاني: فمنّ عليه «عفا عنه»، لشدة رغبته صلى الله عليه وسلم في استئلاف الكفار ليدخلوا في الإسلام.
وذكر الواقدي أن الرجل أسلم واهتدى، وعاد إلى قومه، وأخبرهم بخلق النبي، وجميل عفوه وصفحه فأسلم معه خلق كثير.
ويقول علماء الحديث إن هذا الرجل غير مؤمن، وليس عنده ثقة بالله تبارك وتعالى، ولو كان فيه إيمان ما اعتدى على رسول الله، قال للنبي: كن خير آخذ، فقال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ قال: لا، ولكني أعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس، وهنا نلاحظ أثر العفو، كيف غمره الإحسان، فهذا الأعرابي كان يقدر المعروف، فقال: جئتكم من عند خير الناس.
وقال الماوردي: فمن معجزاته صلى الله عليه وسلم، عصمتُه من أعدائه، وهم الجمُّ الغفير، والعددُ الكثير، وهم على أتم حَنَقٍ عليه، وأشدُّ طلبٍ لنفيه، وهو بينهم مسترسلٌ قاهر، ولهم مخالطٌ ومكاثر، ترمُقُه أبصارُهم شزراً، وترتد عنه أيديهم ذعراً، وقد هاجر عنه أصحابه حذراً حتى استكمل مدته فيهم ثلاث عشرة سنة، ثم خرج عنهم سليماً، لم يَكْلَمْ في نفسٍ ولا جسد، وما كان ذاك إلا بعصمةٍ إلهية وعدَه الله تعالى بها فحققها، حيث قال - سبحانه: (... وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ...)، «سورة المائدة: الآية 67»، فعَصَمَه منهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©