السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات السيارات العالمية تعاني نقص المكونات الكهربائية

شركات السيارات العالمية تعاني نقص المكونات الكهربائية
2 ابريل 2011 21:03
اضطرت “بيجو ستروين”، ثاني أكبر شركة تصنيع سيارات في أوروبا، على تقليص إنتاجها مؤخراً في سبعة مصانع في فرنسا وأسبانيا بسبب نقص أحد المكونات الكهربية الذي لا يتجاوز حجمه ظفر الأصبع. واتخذت “بيجو ستروين” الفرنسية هذا القرار بعد أن اكتشفت تناقص كمية أجهزة الاستشعار المستخدمة في محركاتها الديزل التحكم في دفق الهواء بسبب بدء نفاد ذلك المكون الفرعي. ويواجه مورد هذا الجزء الصغير (شركة هيتاشي) صعوبة في تلبية الطلب نظراً للدمار الذي لحق بأحد مصانعه في زلزال وتسوناني اليابان الذي وقع في 11 مارس. وكان عند “بيجو” رصيد يكفي لعشرة أيام من أداة استشعار دفق الهواء ولكن إمدادها منها بدء ينفد. واتخذت شركات تصنيع سيارات أخرى اجراءات مماثلة بعد اكتشافها أن الموردين اليابانيين يعانون من مشاكل انتاج نجمت عن الزلزال والتسونامي قبالة ساحل اليابان الشمال شرقي. وفي أوروبا، قلّصت مصانع جاجوار السيارة البريطانية الفخمة انتاج طرازها “اكس اف” صالون مؤخراً نظراً لنقص شاشات “إل سي دي” المستخدمة في منظومة المعلومات بالسيارة. كما ألغت وحدة أوبل بشركة “جنرال موتورز” مناوبات في مصانعها في اسبانيا وألمانيا نظراً لنقص جزء إلكتروني ياباني الصنع مستخدم في طرازي كورسا وميريفا. وفي أميركا الشمالية، حذرت “تويوتا” من خفض انتاجها كما قامت فورد موتور وكرايسلر بتقييد طلب سيارات ذات اللون الأسود والأحمر بسبب تقلص انتاج مصنع ميرك الألماني في اليابان الذي يورد ألوانا معدنية. وقد فوجئ بعض شركات تصنيع السيارات حين اكتشفت أن لأجزائها علاقة ما بمنطقة الكارثة. ويقول ديف اندريا، نائب رئيس جمعية موردي المعدات الأصلية مندوباً عن صناعة التوريد الأميركية: “ما يكشفه صناع السيارات الآن هو أن هناك مكونات في أجزاء داخل أجزاء داخل أجزاء يتم توريدها من مصدر ياباني واحد”. غير أن صناعة السيارات العالمية أكثر عرضة من معظم القطاعات الأخرى لمشاكل سلسلة التوريد بسبب أسلوب إدارة مخزوناتها المعقد وزيادة نسبة المكونات الإلكترونية بالسيارات التي يصنع كثير منها في اليابان. وألقى محللون في جولدمان ساشس الضوء على مجالين آخرين في سلسلة التوريد هما المنتجات المطاطية والبلاستيكية اللتين تعتمدان اعتماداً كبيراً على مصنعين يابانيين، وكذلك على المكونات الإلكترونية مثل أشباه الموصلات وأجهزة التحكم الدقيقة. وأوضحت شركة ديلفي التي تعد من ضمن أكبر مصنعي أجزاء السيارات في أميركا أن قرابة 20 مورداً يابانياً يقعون في نطاق مناطق تبعد نحو 100 ميل من المنطقة الأكثر تضرراً من الزلزال. وتقول ويلفي: “مع استمرار نقص الكهرباء والمياه في المنطقة نتوقع أن تحدث حالات تأخير وتوقف الإنتاج وربما تؤثر على كثير من سلسلة توريد أجزاء السيارات”. يذكر أنه سبق لصناعة السيارات مواجهة صدمات توريد عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 وسحابة الدخان البركانية العام الماضي التي أوقفت رحلات طيران في أوروبا لفترة أسبوع تقريباً. أما فيما يتعلق بانفجار بركان ايسلندا، كانت الأجزاء الأولى التي تضررت بالزلزال متمثلة في تلك المناطق التي تخدمها شحنات النقل الجوي وهي عادة ما تكون المكونات الإلكترونية الصغيرة عالية القيمة المستخدمة في السيارات. ويسعى المنتجون إلى تفادي المزيد من توقف الإنتاج لفترة عدة أسابيع حيث بدأت مخزونات توريدات السيارات يابانية الصنع المنقولة بحراً في النفاد. وتتوقع “اي اتش اس أوتوموتيف” أن يصل نقص التوريد إلى ذروته بحلول منتصف أبريل الحالي. ويعتقد كريستوف ستورمر الخبير في “اي اتش اس” أن الصناعة ستسعى إلى التلاؤم مع الأوضاع ويقول: “نشهد نوعاً من النشاط المحموم حالياً ونعتقد أن هذا سيدوم لعدة أسابيع ولكننا لا نتوقع حدوث توقف تام لصناعة السيارات”. ويقول ستورمر إنه رغم اعتماد صناع السيارات على طرق تجميع محددة التوقيت ما يعني أن يظل متوسط أرصدة المخزون عند حده الأدنى إلا أن معظم مصنعي المكونات والأجزاء الفرعية يحتفظون عادة بمخزونات أكثر. وتقول “أوبل” إنها تدرس استخدام النقل الجوي تجنباً لمخانق توريد أجزائها وأنها تعتزم التركيز على الأجزاء الأهم في سلسلة التوريد. كذلك تقول “جاكوار” إنها مستعدة لتزويد بعض الأجزاء جواً بعد أن كانت تحصل عليها بحراً. وتضيف أن نقص توريد شاشات “إل سي دي” الحادث مؤخراً لم يضر إلا بعدد صغير من السيارات. وتقول “بيجو” إنه بعد توقف الإنتاج مؤخراً تتوقع عودة تدريجية للأحوال الطبيعية بحلول منتصف أبريل. وترسم “نيسان” اليابانية خططاً لاستيراد محركات سداسية الاسطوانات من أحد مصانعها في الولايات المتحدة لتعويض نقص الإنتاج في مصنعها في ايواكي الذي يبعد 60 كيلو متراً عن مفاعل فوكوشيما النووي المدمر والذي لا يتوقع أن يستأنف إنتاجه إلا بعد شهر واحد على الأقل. نقلاً عن “فاينانشيال تايمز” ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©