«دولفين» تستكمل بناء خط الفجيرة للغاز قبل نهاية العام

تستكمل شركة دولفين للطاقة إنشاء خط غاز الطويلة - الفجيرة بطول 244 كيلو مترا قبل نهاية العام الحالي بطاقة استيعابية تبلغ 1.6 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا. وقال مهندسون وفنيون يعملون في إنشاء الخط خلال جولة للصحفيين نظمتها الشركة أمس الأول للاطلاع على المرحلة الأخيرة من أعمال الإنشاء إن هذه المرحلة يبلغ طولها نحو 116 كيلومتراً وتمر في المناطق الجبلية المطلة على مدينة الفجيرة والساحل الشرقي لدولة الإمارات. وتوقع مهندسون يشرفون على أعمال الإنشاء والإدارة الهندسية للمشروع أن المرحلة الأخيرة ستستكمل في فترة بين 3 إلى 5 أشهر، ويعتمد ذلك على طبيعة العمل الميداني والأرض التي يمر عليها أنبوب الغاز التابع للشركة. وتواجه الشركة المتعاقدة مع “دولفين” لتنفيذ أعمال الإنشاء تحديات طبيعية متعددة منها مرور الخط في مناطق جبلية وعرة على ارتفاع يبلغ نحو 680 مترا فوق مستوى سطح البحر، في حين تتكون المرتفعات من بنية جيولوجية صخرية ويتطلب العمل شق طرق وسط تلك المرتفعات الصخرية لمرور الآليات بشكل مواز لتطور الأعمال في بناء خط الغاز. ويتم تمديد الخط على عمق يتراوح بين مترين إلى 5 أمتار تحت الأرض وفقا لطبيعة المنطقة ويرافقه كيبل من الألياف الضوئية للكشف عن أي أعطال أو خلل قد يتعرض له في المستقبل. والأنابيب مصنوعة من الصلب، يبلغ طول كل منها 12 مترا، ووزنها 5.5 طن، ويضطر المهندسون أحيانا لإضافة طبقة من الاسمنت بسماكة 10 سنتمترات تقريبا تغلف الأنبوب كاملا في بعض المناطق التي تكون التربة فيها غير صلبة أو تتجمع فيها مياه. وكانت شركة “دولفين للطاقة” اعلنت مطلع الشهر الماضي عن انتهاء الأعمال في مرحلة مهمة من مشروع خط أنابيب غاز الطويلة – الفجيرة، مشيرة الى أنه سيؤدي إلى زيادة طاقتها التصديرية من الغاز الطبيعي إلى محطات F1 و F2 لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه التابعة لشركة أبوظبي للماء والكهرباء في الفجيرة. وبدأت عمليات توريد الغاز إلى محطة توليد الكهرباء الثانية F2 التابعة لشركة أبوظبي للماء والكهرباء في شهر أغسطس من العام 2009 . ومع انتهاء هذه المرحلة من مشروع غاز دولفين، فإن الشركة ستوفر 30% من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة، وهذا ما يجعل شركة دولفين المورّد الرئيسي للطاقة النظيفة. وخلال فترة إنشاء هذا الخط، تمّ القيام بعمل 150 حالة عبور لهذا القسم من خط أنابيب غاز الطويلة – الفجيرة. كما اضطرت الشركة لتمرير هذا الخط عبر خمس طرقات رئيسية تمت جميعها بأساليب حفر الخنادق من دون الحاجة للهدم. وقدرت شركة دولفين تكلفة انشاء الخط بنحو 2.57 مليار درهم (700 مليون دولار)، وهو يمثل أحد أجزاء الشبكة التابعة لشركة دولفين للطاقة ضمن مشروعها العملاق لنقل الغاز من قطر الى دولة الامارات وعمان. وتقدر الشركة معدل النمو السنوي في الطلب على الغاز في إمارة أبوظبي بنحو 10% بدعم من النمو الاقتصادي المستمر. وتقدر الاستثمارات الإجمالية لشركة دولفين بنحو 5 مليارات دولار حتى نهاية 2009، ولكن الشركة تقدمت بطلب الى الحكومة القطرية لزيادة حجم الامتياز بنحو 60% مقارنة مع ما هو عليه والبالغ ملياري قدم مكعبة يوميا من الغاز تنتجها الشركة من حقل الشمال القطري. وتبيع شركة دولفين كامل الكمية لمستهلكين محليين في دولة الإمارات وعمان وفقا لاتفاقيات مبرمة معهم مدتها 25 عاما، وأخرى مع مستهلكين مؤقتين باتفاقيات سنوية تجدد حسب الحاجة والظروف. ووفقا لشركة دولفين، فإن السوق المحلية في الدولة تحتاج الى نحو 3.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا، ولذا فقد تقدمت الشركة بطلب الى الحكومة القطرية لزيادة الانتاج من حقل الشمال في رأس لفان القطرية بنحو 1.2 مليار قدم مكعبة يوميا إضافية، ليرتفع انتاج الشركة في حال الموافقة الى 3.2 مليار قدم مكعبة يومياً. وتؤكد الشركة أنه يمكنها تسويق هذه الكمية فورا لشركات ومستهلكين استراتيجيين محليين نظرا لأن هناك نمواً متواصلاً في الطلب على الغاز في دولة الإمارات. ويعتبر مشروع شركة دولفين مشروعاً استراتيجياً والأول من نوعه في المنطقة بين ثلاث دول من مجلس التعاون الخليجي هي قطر والإمارات وعمان. وولدت فكرة المشروع عام 1999، ويحظى بدعم كامل وكبير من دولتي الإمارات وقطر. ويعمل المشروع بكامل طاقته الإنتاجية ويقوم بنقل نحو ملياري قدم مكعبة من الغاز يوميا تعادل نحو 300 ألف برميل من النفط لتلبية احتياجات المستهلكين والسوق المحلية وتأمين إمداد استراتيجي مستقر لأحد أهم مصادر الطاقة. ومع أن الشركة تنتج بطاقتها القصوى وفقاً لحق الامتياز، إلا أن الطاقة المشغولة لخط الغاز تبلغ نحو 62% فقط إذ تصل الطاقة الاستيعابية للخط إلى 3.2 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي. وتوفر “دولفين” حالياً نحو 80% من احتياجات إمارة أبوظبي من الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية والتي تستهلك 800 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً تعادل نحو 40% من الطاقة الإنتاجية لدولفين. وتضخ الشركة هذه الكمية إلى هيئة مياه وكهرباء أبوظبي (أدويا) لتوفير احتياجات الهيئة كاملة في المنطقة الشرقية عبر ضخ الغاز إلى محطات الطويلة وساس النخل ومحطة تبنيها بالفجيرة. وتضخ الشركة الغاز أيضا إلى هيئة التجهيزات في دبي، والتي تستهلك 730 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً بحصة تبلغ نحو 36% من غاز دولفين وشركة النفط العمانية التي تستهلك نحو 200 مليون قدم من الغاز الطبيعي يومياً تعادل نحو 10% من طاقة دولفين.