الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باسم الساير يمازج الانشغالات الروحية بالمنمنمات البشرية

باسم الساير يمازج الانشغالات الروحية بالمنمنمات البشرية
1 نوفمبر 2009 01:17
استضاف رواق الشارقة للفنون بمقره بمنطقة الشارقة القديمة مؤخراً معرض: “رؤية جديدة” للفنان السوري باسم الساير الذي نظمته إدارة الفنون ضمن البرنامج الشهري لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ضم المعرض 25 لوحة منفذة بألوان الإكريليك، وبخطوط امتزج فيها التشخيص بالتجريد، وامتلأت فيه المساحات اللونية بحشود وكائنات راقصة، أتت أقرب إلى المنمنمات البشرية المتناهية في الصغر، والمعبرة في الوقت ذاته عن زخم جماعي حافل بالرموز والانشغالات الروحية. رصدت الأعمال الجديدة للساير الحالات الذهنية التي تتجاوز النقل المباشر لانفعالات الجسد الإنساني، والتي عبرت عنها النقوش الأثرية في المعابد القديمة، والأشكال الراقصة على جدران الكهوف في الولادات الأولى للفن الفطري، وجاءت استفادة الفنان من هذا الميراث البصري البعيد والمتواري في الذاكرة الفنية، من خلال التغذية العكسية للمنظور الراكد في هذه الذاكرة، ومن خلال الحرث المتجدد في متواليات الأحلام والشعائر والطقوس الفردية والجماعية على السواء. وكما ورد في مدونة المعرض، فإن “معرض الساير يقدم الحنين في تجلياته المختلفة ليشكل مادة معنوية بالغة التأثير عبر مشهديات عامة تحتشد بالتفاصيل القادمة من ذاكرة “فراتية” عاشها الفنان، وحاول أن يستجمع ملامحها وحكاياتها في سرد بصري يتمحور حول الإنسان وعلاقته بالمكان والتراث بصيغة تعبيرية تميل للبساطة، وتفوح منها المعاني الكونية والإنسانية، إنها محاولات لإعادة التوازن لروح تكشف ما تفقده، وتبوح بحميمية ما يعزلها عن إيقاعات باتت تضيق حتى حدود الاختفاء”. وفي تصريح خاص لـ”الاتحاد”، أشار الفنان باسم الساير إلى أن معرض “رؤية جديدة” اعتمد على مرجعيات فن الفسيفساء والمنمنمات الإسلامية، واستثمار هذه الفنون لتحويلها إلى أشكال بشرية واحتفالات جسدية وطقسية للإنسان الذي لا ينفصل عن مكونات البيئة والطبيعة. وأضاف الساير: “حاولت في معرضي الجديد هذا، أن أرصد المشاعر الجماعية المشتركة بين البشر مثل الفرح والحزن، كما في طقوس الدفن والأعراس وفي الشعائر والاحتفالات الدينية كالحج والأعياد والمناسبات الصوفية لأتباع المولوية، وغيرها من التجمعات البشرية التي تفصح عن الود والاقتراب والحميمية” وعن استخدامه لأشكال حيوانية وتكوينات نباتية في أعماله قال الساير: “لجأت لهذه التكوينات كي أعبر عن الارتباط المباشر والحيوي والمشترك بين الإنسان وما يحيط به عناصر بيئية، فأحاسيس العطش والجوع والخوف والطمأنينة وغريزة البقاء تتشابك وتمتزج بين الإنسان والحيوان والنبات في البيئة الواحدة؛ لذلك فإن بعض لوحاتي نقلت هذا الهاجس الجماعي بأشكال وتعبيرات لونية مختلفة، تجاوزت من خلالها فكرة المنظور الواحد، ولجأت بدلاً من ذلك إلى استثمار الحركة الذهنية الآنية، ولذلك تجد معظم اللوحات تذهب باتجاه المنظور الروحي الدائري والحلزوني المنسجم مع حركة الكون ومخلوقاته المرتبطة بالآلية الذهنية والروحية للحركة الكونية الشاملة”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©