قمة روما تنتهي بدون نتائج ملموسة بشأن محنة الجوع في العالم

اختتمت أمس قمة الأمم المتحدة للغذاء والتي عقدت على مدار ثلاثة أيام في روماً، ولكن دون تحقيق تقدم كبير في تأمين تمويل جديد مناسب لمواجهة محنة الجوع التي تواجه العالم. وتفيد تقديرات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، التي استضافت القمة في مقرها بالعاصمة الإيطالية بأن هناك حاجة لاستثمارات تبلغ قيمتها حوالي 44 مليار دولار سنوياً في مجال الزراعة لمكافحة الجوع في العالم. ويعادل هذا 17% من إجمالي مساعدات التنمية الرسمية مقابل النسبة الحالية التي تبلغ 5% فقط. وزاد عدد الأشخاص الذين يعانون الفقر على المليار خلال عام 2009 الذي عانت خلاله أغلب دول العالم تداعيات الأزمة الاقتصادية. ولم تشهد القمة تعهدات بتقديم تمويل، بحسب مشروع البيان الختامي الذي وافق عليه المشاركون الاثنين بعد وقت قصير من بدء القمة. وقالت جاواين كريبكي المتحدثة باسم منظمة « أوكسفام» الدولية للمساعدات إنه «لايمكن للقاء واحد أن يحل مشكلة الجوع في العالم، ولكننا كنا نتوقع المزيد منها». وأضافت أن «الغياب شبه الكامل لزعماء الدول الغنية بعث برسالة سيئة من البداية. لم تحرز القمة الكثير من الإنجازات». وغاب الرئيس الأميركي باراك اوباما عن القمة حيث يقوم حاليا بجولة آسيوية. ولم يحضر من قادة مجموعة الثماني الصناعية الكبري سوى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني. وجدد المشاركون تعهدا يرجع لقمة مماثلة لمنظمة الفاو عام 1996 بتخفيض عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم إلى النصف بحلول عام 2015. ورغم ذلك، تعهد المشاركون في البيان الختامي بالقضاء على الجوع إلا أنه لم يوضع جدول زمني لذلك. كان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر حث الدول الغنية على بذل المزيد من الجهد للقضاء على ظاهرة الجوع، مشدداً على أن الطمع والمضاربات وليس زيادة عدد السكان هي الأسباب الرئيسية للجوع والفقر. وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمام القمة بعد افتتاحها الاثنين. وأشارفي كلمته إلى أن «الأرض قادرة على إنتاج غذاء يكفي جميع البشر». وأوضح البابا أن انتفاء علاقة السبب والنتيجة بين الجوع وزيادة عدد السكان يثبت من خلال «التدمير البائس للغذاء لجني أرباح اقتصادية»، في إشارة إلى ما تقوم بعض الدول أو القطاعات الزراعية، غالبا في الدول المتقدمة، من التخلص من فائض محاصيلهم للحفاظ على ارتفاع الأسعار. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون افتتح القمة بتذكير شديد بمحنة الجوع في العالم وتحذير من أن الوضع سيزداد سوءا ما لم يتم التصدي لتغير المناخ الضار. وقال بان « اليوم سيموت اكثر من 17 ألف طفل جوعا طفل كل خمس ثوان أي ستة ملايين طفل سنوياً».