الجزيرة والظفرة في «قمة التناقض»

يمكن أن نطلق على لقاء الجزيرة والظفرة، الذي يشهده ستاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة في أبوظبي ابتداء من الساعة السادسة وخمس دقائق مساء اليوم “قمة التناقض” لأنه يجمع بين صاحب المركز الأول دون منافس، وصاحب المركز الأخير منفرداً، وهي أيضاً مباراة الأحلام المختلفة، التي يسعى خلالها فريق الجزيرة إلى الاقتراب خطوة جديدة من تحقيق الفوز باللقب، ويلعب الظفرة من أجل محاولة الهروب من المؤخرة، والحصول على ما يدعم موقفه للنجاة من الهبوط. والمواجهة بين “الفورمولا” و”فارس الغربية” لا يمكن أن تكون محسومة بنسبة 100% لفريق الجزيرة، رغم فارق القوة والقدرات والمسافة الكبيرة بين الفريقين، في جدول الترتيب، لأن هذه الأمور لا يمكن أن تكون مضمونة في مباريات الكرة، مهما كانت الفوارق، وهو ما يجعل المباراة صراعاً بين البحث عن احتضان الدرع بالنسبة لصاحب الأرض، والبحث عن الذات بالنسبة للضيوف على أمل تحقيق “المهمة المستحيلة”. يلعب الجزيرة، وهو في القمة وحيداً بكل جدارة برصيد 40 نقطة، بينما الظفرة في المركز الأخير برصيد 12 نقطة فقط، ورغم ذلك يلعب الفريقان من أجل الفوز، وإن كان التعادل قد يكون نصراً كبيراً للظفرة، إذا استطاع تحقيقه، وهي بالطبع مهمة صعبة جداً على السوري محمد قويض مدرب الفريق، ورجاله في مواجهة البرازيلي براجا مدرب الجزيرة، وكتيبة النجوم التي يضمها الفريق الأفضل في الدوري بكل المقاييس. ويلعب صاحب الأرض لتعزيز صدارته بثلاث نقاط جديدة، تؤكد اقتراب الحسم الرقمي، بعد أن خسر نقطتين بالتعادل مع بني ياس في الجولة الماضية، ووصل إلى مرحلة الحسم المنطقي لتحقيق “الثنائية”، بالجمع بين الكأس والدوري، وتحقيق الفوز بالدرع لأول مرة في تاريخه، وهو يلعب كل مبارياته بجدية كبيرة، ويرفض أن يفرط في أي نقطة تقربه من الحسم، ويلعب الجزيرة بصفوف مكتملة، بعد أن تعمد براجا راحة بعض اللاعبين في المباراة الآسيوية أمام الهلال السعودي مثل علي خصيف ودياكيه وباري وأوليفييرا وسبيت خاطر، وهم من الأعمدة الأساسية للفريق. ويبحث الظفرة عن الفوز الصعب، وليس أمامه سوى اللعب على هذا الهدف، وهو يلعب دون ضغوط في مباراة الليلة لعدم وجود ما يخسره أمام الجزيرة، لأنه لو خسر فلن يلومه أحد، ولو حقق أي نتيجة غير الخسارة، ستكون قمة الانتصار لـ”فارس الغربية”، ودافعاً معنوياً مهما قبل خوض المباريات المقبلة الحاسمة، بعد عودة الدوري من توقفه المقبل، وهي المباريات التي ستكون أكثر صعوبة من كل المباريات الماضية، في ظل تمسك كل فريق بكل نقطة. ويدخل الظفرة المباراة، وهو في حالة معنوية جيدة، بعد أن حقق فوزاً كبيراً على العربي القطري في دوري أبطال الخليج، وتجاوز آثار الخسارة الأخيرة في الدوري أمام اتحاد كلباء، وهو يأمل في تحقيق نتيجة جيدة، تؤكد تصحيح الفريق لمسيرته، بعد تغيير الجهاز الفني بقيادة جيماريش، وتعيين قويض، وهو يعتمد على لاعبيه الأساسيين مثل عبد الباسط محمد، وتوفيق عبد الرزاق، ومحمــد سالم، وياسر عبد الله، وغريب حارب، وحمد الحوسني، عبد الله النوبي، وخيري خلفان، والثنائي بوريس كابي وعباس مويا. ومن المؤكد أن المباراة ستكون هجومية من فريق الجزيرة بنسبة كبيرة، ودفاعية من جانب الظفرة بالدرجة الأولى في ظل تقدير كل فريق لقوته وطموحاته في اللقاء، وهو ما يجعل المفاجآت واردة، ولو بنسبة ضئيلة خلال اللقاء. تدريب خفيف 45 دقيقة أبوظبي( الاتحاد) ـ اختتم فريق الجزيرة تدريباته أمس بحصة خفيفة لم تتجاوز 45 دقيقة، وسادها الجو الترفيهي، حيث أجرى المدرب براجا تقسيمة للاعبين بواقع 15 لاعباً في كل فريق، في نصف الملعب، وحضر التدريبات محمد ثاني الرميثي رئيس مجلس إدارة النادي، وباقي أعضاء المجلس لدعم اللاعبين، معنوياً قبل اللقاء المهم اليوم أمام الظفرة. وظهر كل اللاعبين بمستوى جيد، وتحديداً إبراهيما دياكيه، وسبيت خاطر، وباري، وريكاردو أوليفييرا، وهم الذين يعودون إلى التشكيلة الأساسية بعد غيابهم عن مباراة الهلال “الآسيوية” الأخيرة. من ناحية أخرى توجه الفريق فور انتهاء التدريب أمس إلى المعسكر المغلق في فندق فيرمونت باب البحر بالعاصمة أبوظبي، حيث قضوا ليلتهم، وسوف يلقي المدرب براجا محاضرته النظرية الأخيرة على اللاعبين صباح اليوم ويشرح خلالها خطته للمباراة، ويوزع الأدوار على اللاعبين.