الثلاثاء 28 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أولياء أمور: المعاقون رحمة للعائلة ويعلمون الآخرين الصبر والشكر

أولياء أمور: المعاقون رحمة للعائلة ويعلمون الآخرين الصبر والشكر
25 ابريل 2011 20:23
ثمة حكم وعبر كثيرة يمكن استخلاصها من وجود المعاقين في الدنيا، فقد يكون وجود الإعاقة في المنزل سببا لتعاطف الأسرة وتراحمها، وقد يكون دافعا لأحد الوالدين أو المعاق نفسه للتقدم وبذل المزيد من الجهد والعمل في مجال معين في الحياة، وقد تكون الحكمة منه أيضا، تعليم الإنسان الصبر على نوائب الدهر، وشكر الله تعالى على قضائه. ينظر البعض إلى الإعاقة البدنية بأنها نهاية الدنيا، وأنها بلاء من الله، لكن البعض الآخر يراها بعين أخرى أكثر تفاؤلا وبهجة، إذ يعتبرها رحمة من المولى عزّ وجلّ، وسببا لتوادّ الأسرة وتراحمها. ويتحدث أولياء أمور التقتهم «الاتحاد» في أحد مراكز المعاقين، عن تجربتهم مع الإعاقة، ليعلموا البعض الآخر دروسا في الإيمان والصبر، وكيفية التعامل الحكيمة مع المعاق، حيث يقول خميس الموسى، والد أحد المعاقين، ومتطوع في العمل الخيري، «إن الإعاقة هي هدية من الرحمن، ويجب أن يقبلها الإنسان بنفس طيبة، كما أن المعاقين في البيت هم نقطة رحمة للعائلة ولخلق جو تراحم فيما بين أفرادها». وأضاف الموسى، والد حسام وهو مصاب «بمتلازمة داون»، إن على الأهالي أن يعوا جيدا أن المعاق لن يصبح عالة على المجتمع إذا ما أحسن تعليمه وتدريبه، لافتا إلى أن ابنه، وهو من أقل الفئات تعلّما، قد طرأ على حالته تقدم ملموس بفضل العناية المتواصلة والتعليم في المنزل والمركز على حدّ سواء، حيث استطاع المختصون في مركز للمعاقين أن يجعلوا منه شخصاً آخر، فبات يستمع ويستجيب لكلامهم ويبدي تعاونا معهم أكثر مما يبديه في المنزل، وكل ذلك بفضل العناية التي حصل عليها في المركز. وأوضح موسى أن لكل نوع من الإعاقة طريقة خاصة للدعم، قائلاً: «قد تكون تجربتي تصلح للاستخدام مع ابني فقط، لكن أهم ما يحتاجه المعاق، أن يتوافر له الأمان والحب والرعاية في المنزل، مع تأمين مركز تعليم وتأهيل جيد»، مشددا على أهمية أن يتولى الأهل بأنفسهم العناية بالمعاق وعدم تفويض الخادمة بهذه المهمة، فذلك يشعره بحنانهم، فضلا عن أهمية أن يعامل بشكل طبيعي وأن توكل إليه بعض الواجبات المنزلية بين الحين والآخر لكي يشعر بكيانه ويصبح أكثر ثقة بنفسه. من جانبها تحدثت أم أنس، والدة محمد سامي، الذي يعاني من «متلازمة داون»، عن تجربتها قائلة: «عندما أنجبت ابني، محمد، أخبرني الطبيب بحالته فكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي، لا سيما أنه لا توجد حالات مشابهة في العائلة، وبعد ذلك خشيت من التعامل معه، خوفا من التقصير وعدم استطاعتي إيصاله إلى برّ الأمان». أندية رياضية والقول: «كنت حينذاك ضعيفة، وكانت حياتي تقتصر على تربية أولادي الآخرين داخل المنزل، لكنني بفضل حالة ابني أصبحت أكثر قوة، حيث تعلمت قيادة السيارة بعد ذلك بوقت قصير وذلك لكي أتابع حالة ابني وأصطحبه إلى المستشفيات والمراكز الخاصة بالإعاقة، وأذكر أنني كنت أذهب بشكل أسبوعي من أبوظبي إلى الشارقة لزيارة أحد المراكز الخاصة بالمعاقين، وهو مركز التدخل المبكر لذوي الإعاقة، حيث كنت أتلقى تعليمات في كيفية التعامل مع حالة ابني والعناية به سواء من حيث التغذية أو من حيث التربية». وتضيف قائلة: «بقيت على هذه الحال مدة 3 سنوات تقريباً، ثم انتقلت به إلى مركز التأهيل الطبي بالمستشفى المركزي في أبوظبي، حيث واصلت اصطحابه إلى هناك بشكل مستمر، ثم أخيرا وضعته في مركز للمعاقين، وقد حصل له خلال هذه الفترة تطور إيجابي كبير، فقد أصبح يجيد قراءة الأحرف ويقرأ بعض الكلمات، وهو يعتمد على نفسه الآن باستثناء بعض الأشياء التي ما زلت أفعلها معه، حيث تكمن مشكلته الحالية في النطق، إذ يتكلم كلمات لكنه لا يستطيع الربط بينها في جمل، ومع ذلك فهو أفضل من السابق بكثير». وفي كلمة وجهتها أم محمد لأمهات المعاقين قالت إن عليهن الصبر، فهو مفتاح الفرج والدخول إلى الجنة، وأن من رضي بابتلاء الله فقد تعهد الله بأن يرضيه، لذلك على الإنسان أن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يرضي الله عز وجلّ بأن يحسن إلى هؤلاء المعاقين ويحسن تربيتهم ورعايتهم. إلى ذلك، ناشدت والدة محمد سامي الجهات المعنية بتقديم دعم أكبر لذوي الإعاقة، من جميع الفئات، وذلك بإيجاد أندية رياضية لهم، لا سيما الكبار منهم، لأن لديهم طاقة جسدية كبيرة هم بحاجة إلى تفريغها، ففي البيت لا توجد مساحات كافية للعب، وفي الأندية الخاصة هم يحتاجون إلى مرافقين، وإلى إجراءات خاصة، لذلك نتمنى من الجهات المعنية إنشاء أندية مخصصة للمعاقين. الصبر والحنان قالت فاطمة بيطار، والدة فتاة معاقة مصابة بضعف شديد في السمع، إن الإعاقة تحتاج إلى الصبر والمعاملة الخاصة، وأنا أعامل ابنتي بأنها طبيعية جداً، حيث أطلب منها أن تقوم ببعض الواجبات في المنزل، وهي تفرح عندما تقوم بذلك وحدها، إذ تشعر بكيانها وبأن لها وظيفة ودوراً في المنزل. وأوضحت فاطمة أن التطور في حالة ابنتها هالة يعود إلى تعاملها معها، وكذلك بفضل العاملين في مركز النور، إذ إن للمركز دوراً كبيراً في تقدم وتطور حالة المعاق إلى الأفضل. مضيفة أن ابنتها تتقدم بشكل ملموس حيث إنها تعزف على البيانو وترقص، كما أنها تجيد استخدام الكمبيوتر حيث تحل واجباتها المدرسية بالاستعانة به. وأشارت الأم إلى ارتفاع تكاليف العناية بالمعاقين، لا سيما أنهم يمرضون كثيرا ويحتاجون إلى علاج دائم، مشيرة إلى فضل الدولة في العناية بهم من الناحية الصحية، حيث تقدم لهم بطاقة تأمين صحي خاصة «عونك» تكفل علاجهم في المستشفيات الحكومية، ورغم ذلك تضيف بيطار فما زالت تكلفة العناية بالمعاق مرتفعة ومرهقة للكثير من الأهالي، مشيرة إلى أن ابنتها كانت تحظى بدعم مادي من الهلال الأحمر الإماراتي، والذي كان يتكفل بتسديد رسوم انضمامها للمركز، غير أنه توقف عن دعمها حاليا، الأمر الذي زاد من عبئها المادي، لا سيما أنه يوجد لديها ابن آخر مصاب بضعف في السمع، وهو يحتاج إلى زراعة قوقعة للأذن تكلف الكثير من المال. مرض وراثي قالت أم حامد المنهالي، وعمره 8 سنوات، إن ابنها مصاب بمرض وراثي نادر اسمه «بارت بيدل»، أعراضه ليست واضحة ولكن تتمثل في ضعف البصر والسمنة الزائدة. وتتحدث أم حامد عن تجربتها مع مرض ابنها مشيرة إلى أنها قد أنجبت قبله ثلاثة أبناء لكنهم توفوا فور ولادتهم، مضيفة: «وعندما جاء حامد فرحنا به فرحا شديدا، واعتبرناه هدية من الله، لكن بعد ولادته بثمانية شهور بدأ يمرض وبإجراء الفحوص المختلفة تبين أنه مصاب بمرض وراثي، وبدأت رحلة علاج المرض منذ ذلك الوقت، حيث أخذناه للعديد من المستشفيات سواء داخل الدولة أو خارجها، كما ألحقناه بمركز أبوظبي للتأهيل في وحدة التدخل المبكر، ثم نقلناه حاليا إلى مركز للمعاقين، حيث يخضع لعناية ممتازة من قبل القائمين عليه، أدت إلى تحسن في حالته إلى الأحسن، فقد صار نطقه أفضل، وصار يتكلم بحروف واضحة، كما أنه أصبح قادرا على الاعتماد على نفسه في العديد من الأشياء لا سيما لدى استخدام الحمام. وتضيف أم حامد: «إن الفحص والكشف المبكر أمر مفيد جداً في متابعة حالة المعاق وإمكانية تحسنها إلى الأفضل، فالأهل مسؤولون ومحاسبون أمام الله عن أبنائهم وعن العناية بهم لا سيما إذا كانوا من ذوي الإعاقة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©