الإثنين 27 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انطلاق الدورة الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع

انطلاق الدورة الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع
10 يوليو 2019 02:09

حاتم فاروق (إيكاتيرنبيرغ)

قال معالي سهيل بن محمد فرج المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، إن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة التزاماً راسخاً بإحداث تحول جذري في مستقبل قطاع الصناعة العالمي، مؤكداً أهمية الدور المحوري الذي تلعبه تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحديد مستقبل قطاع الصناعة ودفع عجلة نمو الاقتصاد العالمي.
وأعرب المزروعي، خلال كلمته أمام القمة العالمية للصناعة والتصنيع أمس بمدينة إيكاتيرنبيرغ الروسية، عن التزام الإمارات بالأخذ بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، متوقعاً أن يكون لهذه التقنيات دور كبير في الازدهار الاقتصادي والاجتماعي العالمي من خلال دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وقال رئيس القمة العالمية للصناعة والتصنيع، إن الإمارات اتخذت خلال السنوات الأخيرة، خطوات جادة لترجمة هذا الالتزام إلى واقع من خلال إطلاق وتنفيذ مجموعة من المبادرات بما في ذلك استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، والاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم، واستراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأضاف الوزير أن دولة الإمارات، ومن خلال شراكتها مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، في رئاسة القمة العالمية للصناعة والتصنيع، تعمل على نشر هذا الالتزام ومشاركة هذه الرؤية مع بقية العالم، عبر تشجيع صناع السياسة على وضع القطاع الصناعي المتقدم في صميم برامج التنمية الوطنية.
وثمن المزروعي، استضافة الاتحاد الروسي لفعاليات القمة، مؤكداً أن حرص روسيا على تطوير اقتصادها الصناعي من خلال استقطاب تقنيات التصنيع المتقدمة والمستوحاة من الطبيعة يجعلها المضيف المثالي لهذه القمة.
وأضاف أن القمة، نجحت في جمع نخبة من قادة القطاع الصناعي العالمي للمشاركة في عدد من النقاشات المهمة، مؤكداً أن القمة أصبحت منصة مثالية للتفاعل والتواصل مع نخبة من كبار قادة القطاع الصناعي العالمي والجهات ذات العلاقة الذين يضطلعون بدور هام في ترجمة طموحات وأهداف رؤيتنا المشتركة على أرض الواقع.

التنمية المستدامة
بدوره، طالب بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، بأن يعكف قادة القطاع الصناعي للعمل على تحقيق خطط وأهداف التنمية المستدامة قبل موعدها المحدد في 2030، لافتاً إلى أن القمة العالمية للصناعة والتصنيع التي عقدت في أبوظبي مارس 2017، نجحت في جمع كبار قادة الفكر وخبراء الابتكار وقادة قطاع الصناعة العالمي لمناقشة التحديات الناشئة عن الهجرة الاقتصادية التي تواجه عالمنا الحاضر.
وقال العلماء في كلمته خلال حفل افتتاح الدورة الثانية من القمة في مدينة ايكاتيرنبيرغ الروسية، إن قمة أبوظبي الأولى للصناعة، استطاعت أن تسجل إجماعاً عالمياً حول أهمية القطاع الصناعي ودوره المحوري، منوهاً بأن هناك ازديادًا في الوعي العام حول التأثير الدائم لنمط حياتنا والطريقة التي نمارس بها أعمالنا على الطبيعة وعلى مستقبلنا.
وأضاف: «مع كل ما يتسبب به الإنسان من آثار سلبية على الطبيعة من حولنا، إلا أنه يلجأ في الوقت نفسه إلى الطبيعة بحثاً عن الحلول، وعن أفكار جديدة تمكنه من رسم طريقه إلى المستقبل.
فقد استفادت الإنسانية دائماً من دروس الطبيعة، وقد تجلى ذلك أمامنا أكثر ما يكون في قطاع الطب، وفي قطاعات أخرى كثيرة من أهمها قطاع الصناعة».

ابتكارات تكنولوجية
وأوضح العلماء أن العالم يشهد في الوقت الراهن الكثير من التقدم والابتكارات في قطاع التكنولوجيا، ليعود من جديد إلى الطبيعة لاستلهام الطريقة التي يمكننا بواسطتها بناء مستقبل أفضل لنا جميعًا، مشيراً إلى التقدم الكبير الذي حققناه في تسخير مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كمصادر للطاقة تتميز باستدامتها وصداقتها للبيئة، بحيث تساعد هذه المصادر في دفع وقيادة مجتمعنا الصناعي.
ونوه رئيس اللجنة المنظمة للقمة إلى أهمية ما تتميز به الصناعة المبتكرة وقدرتها على وضع حلول للآثار السلبية التي قد تتسبب فيها تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مؤكداً أن التغيرات التي نجدها في المصانع والمحلات بل وفي منازلنا وشوارعنا، وفي الهواء وفي الفضاء سريعة جداً وشاملة، بحيث نشعر جميعاً بأن هناك حاجة ملحة لضمان أن نتمكن من تغيير أنماط حياتنا لتتلاءم مع هذه البيئة سريعة التغير.
وقال العلماء: إن مصادر الخطر الكامنة في مجتمعنا العالمي خطيرة وكبيرة، فالفارق بين الأغنياء والفقراء لا زال يتسع، والتغييرات الجوية والمناخية تحدث الآن بشكل أكثر قوة مما يبعث على الخوف والقلق، خصوصاً مع انتشار الهواتف، والسيارات الذكية، والمنازل المتصلدة بالانترنت، ما يتوجب عليه إيجاد صيغة تنمي الانسجام بيننا وبين عالمنا الطبيعي.
وأكد أن الآثار الإيجابية الأولى للخطوات التي اتخذتها البشرية في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في باريس بدأت بالظهور، مؤكداً أن قمة هذا العام للصناعة والتصنيع لن تسمح بالابتعاد عن التزامات تم بلورتها لمصلحة أجيال المستقبل.
فنحن أصحاب هذه الأرض التي نعيش عليها، لصالح البشرية جمعاء.
من جانبه، وجه لي يونغ المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) خلال مشاركته في القمة الشكر والتقدير للإمارات وروسيا على التعاون الوثيق لتنظيم الدورة الثانية من الحدث في إيكاتيرنبيرغ بروسيا.
وأعرب يونغ عن أمله في تعزيز التعاون بين المنظمة ودولة الإمارات لتطوير فعاليات القمة خلال الدورات المقبلة بالإضافة إلى تنظيم المؤتمر العام الثامن عشر لليونيدو في 2019.
ويعد المؤتمر العام للمنظمة، الذي تعقد أعماله مرة كل سنتين، الهيئة الأعلى لصنع السياسات في المنظمة، وكان الإعلان عن استضافة أبوظبي للمؤتمر قد تم إعلانه بعد اختيارها عبر التصويت الذي شهده الاجتماع السادس والأربعون لمجلس التنمية الصناعية التابع للمنظمة في 2018، والذي يضم في عضويته 53 دولة من أصل 168 دولة عضواً في المنظمة.
من جانبه، أشار دينس مانتوروف وزير التجارة والصناعة في روسيا الاتحادية، إلى أن التطور الصناعي خلال القرنين الماضيين أدى إلى الإضرار بالبيئة والمناخ، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لوضع حلول توازن استهلاك الموارد الطبيعية.

خلدون المبارك: الإمارات قطعت شوطاً نحو التنوع
قال معالي خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار، إن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في مسيرة التنوع الاقتصادي في طريقها لرسم المستقبل، عبر الابتعاد عن تبعية الاقتصاد للموارد الطبيعية، والانتقال إلى تنمية العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى. وأضاف المبارك، خلال الجلسة الرئيسية للقمة العالمية الثانية للصناعة والتصنيع، أن شركة «مبادلة» طبقت عبر خططها بعد عقدين من تأسيسها لعدد من التقنيات التي تعتمد الثورة الصناعية الرابعة، باعتبارها المستقبل المزدهر للقطاعات الاقتصادية كافة.
وقال، إن تاريخنا مع شركائنا في روسيا يمتد منذ العام 2010، عبر الدراسة والبحث عن الفرص المتاحة، دخلنا السوق الروسي، من خلال شركاء مناسبين للعمل معاً في مختلف القطاعات، مؤكداً أن تواجد «مبادلة» في السوق الروسي، جاء من خلال استثمارات مشتركة مع الصندوق الاستثماري الروسي.
وأوضح أن «مبادلة» شهدت تطورات إيجابية في العمل الاستثماري في روسيا، من خلال تأسيس مكتب «مبادلة» في روسيا، والذي يعمل به خبراء روس جنباً إلى جنب مع نظرائهم من الإماراتيين، من خلال العمل معاً لنجاح تجرتنا في السوق الروسي وتحقيق الأرباح، على الرغم من الظروف المعقدة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، مؤكداً أن هناك فرصاً واعدةً بالسوق الروسي، ولا بد من المضي قدماً نحو استغلال تلك الفرص، من خلال العمل مع الشركاء.

تباطؤ النمو الصناعي بفعل الحواجز التجارية
ارتفع ناتج القطاع الصناعي العالمي بنسبة 2.5%، خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، فيما تشير التوقعات إلى استمرار التباطؤ في نمو القطاع الصناعي العالمي، بنهاية العام الجاري، متأثرًا بشكل أساسي بالحواجز التجارية والجمركية الدولية، بحسب مدير «اليونيدو».
وقال لي يونغ، مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، إن نسبة القيمة المضافة للقطاع الصناعي العالمي ارتفعت بمعدل 3.6% بنهاية العام 2018، متراجعة بقدر بسيط عن الارتفاع الذي حققته من زيادة في العام 2017، والذي وصل إلى 3.8%.وعزا مدير «اليونيدو» هذا التراجع الطفيف إلى تبني السياسات التي تزيد من الحواجز التجارية والجمركية بين كل من الولايات المتحدة الأميركية والصين، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي رفعت نسب عدم الثقة في الأسواق، وقللت من فرص الاستثمار والنمو، مؤكداً أن الحصة الإجمالية لكل من الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تتجاوز نصف الإنتاج الصناعي حول العالم.
وأكد أن العام 2018 شهد تباطؤًا في إنتاجية الاقتصادات الصناعية العالمية، خصوصاً في الاقتصادات الصناعية الناشئة والنامية، حيث لم تتجاوز الزيادة في معدل نمو القيمة المضافة للقطاع الصناعي في الدول الصناعية نسبة 2.3% خلال العام 2018، مقارنة بنسبة 2.6% خلال العام 2017.
أما بالنسبة للدول الناشئة والنامية، فقد بلغ معدل نمو القيمة المضافة للقطاع الصناعي 3.8%، مقارنة بنسبة 4.1% في 2017.

المزروعي: خفض رسوم 4 خدمات صناعية الشهر الجاري
يجري حالياً العمل على خفض رسوم 4 خدمات حكومية رئيسة تتعلق بتأسيس المشروعات الصناعية في الدولة، خلال الشهر الجاري، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات العاملة بالقطاع الصناعي، بحسب المهندس سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والصناعة.
وقال المزروعي في تصريحات صحفية أمس، على هامش القمة، إن حكومة الإمارات مستمرة في الإعلان عن العديد من المبادرات التحفيزية لدعم قطاع الصناعة بعد أن طرحت خلال الفترة الماضية العديد من المبادرات والمحفزات، منها التسهيلات المقدمة لقطاع الأعمال بشأن الإقامة الذهبية للمستثمرين والتعرفة الجديدة للصناعات الكبيرة، مشيراً إلى أن الإمارات حريصة دائماً على جعل مناخ الاستثمار أكثر جاذبية. وأوضح أن الوزارة أوشكت على الانتهاء من إعداد استراتيجية التنمية الصناعية في الإمارات 2030 وستقوم برفعها لمجلس الوزراء خلال العام الجاري للموافقة عليها، كاشفاً عن انتهاء الوزارة من إعداد الاستراتيجية الوطنية للصناعة بالتعاون مع الحكومات المحلية تتضمن خريطة للاستثمار الصناعي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة ودعم كفاءة الصناعة في مختلف مجالات الثورة الصناعية الرابعة، وأكد المزروعي أن الثورة الصناعية الرابعة لن تؤدي إلى فقدان الوظائف في الإمارات بل ستضيف وظائف جديدة، فضلاً عن دورها في تغيير طبيعة الوظائف، متوقعاً ظهور صناعات جديدة في الدولة قريباً.

نمو قطاع الصناعات التكنولوجية المتقدمة
قال لي يونغ، مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» إن قطاع الصناعات التكنولوجية المتقدمة والمتوسطة شهد نموًا ملحوظًا، خاصة في الربع الأول من العام 2018، وأسهمت بشكل مباشر في تحسين الأداء الاقتصادي الكلي، فيما واصل الاستثمار في التقنيات الجديدة المستدامة دوره كعنصر رئيس ومهم في دفع عجلة الابتكار الذي يحدد مستقبل التصنيع في كل من الاقتصادات المتقدمة والناشئة.
وأضاف : شهدت المعادن الأساسية والمنتجات المعدنية غير الفلزية ارتفاعًا كليًا في الإنتاج بنسبة 3.1% في الربع الأول من العام 2019.
ويعزى ذلك إلى استمرار ارتفاع مستوى الإنتاج في الصين، أكبر منتج للمعادن الأساسية في العالم.
حيث شهد الإنتاج نموًا بنسبة 8.9% مقارنة بالربع الأول من العام 2018، بينما زادت الولايات المتحدة، وهي منتج رئيس آخر للمعادن الأساسية، من معدل نمو إنتاجها السنوي في الربع الأول من العام 2019 بنسبة 3.3%».
وأوضح مدير «اليونيدو» أن قطاع صناعة الملابس شهد نموًا بنسبة 4.3%، كما شهد قطاع صناعة المنتجات الورقية والمنتجات الخشبية نموًا بوتيرة أقل نسبيًا، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق (0.5% و0.2% على التوالي).
وأشار إلى أنه في الربع الأول من عام 2019، لم تشهد إلا القليل من الصناعات معدل نمو سنوي إيجابي في جميع الدول، حيث شهدت كل من صناعات المشروبات والمنتجات الغذائية والأدوية الأساسية والمواد والمنتجات الكيميائية وفحم الكوك والمنتجات النفطية المكررة نموًا في الإنتاج، في الوقت الذي سجلت فيه صناعات المشروبات والمنتجات الغذائية أعلى معدل نمو في الصين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©