السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعد نصف قرن.. «سكر هانم» تعيد الجمهور لمسرح القطاع الخاص

بعد نصف قرن.. «سكر هانم» تعيد الجمهور لمسرح القطاع الخاص
4 يوليو 2010 20:33
نجح المؤلف والمنتج أحمد الإبياري في أن يعيد الجمهور من جديد لمسرح القطاع الخاص بمغامرة فنية استعان فيها بنص الراحل أبوالسعود الإبياري “سكر هانم” الذي حقق شهرة كبيرة ومازال يحصد النجاح كفيلم سينمائي من أجمل كلاسيكيات السينما المصرية. ويبدو أن “سكر هانم” كانت كلمة السر لتحريك المياه الراكدة في المسرح حيث احتفظ أحمد الإبياري بملامح النص وصاغه برؤية عصرية من إخراج أشرف زكي وبطولة لبنى عبدالعزيز وعمر الحريري وأحمد رزق وطلعت زكريا وروجينا وأحمد صلاح السعدني وإدوارد ومروة عبدالمنعم وانجي وعلي واحمد الحبشي وطارق الإبياري. رغم أن مسرحية «سكر هانم» تبدأ باستعراض غنائي في خلفيته أفيشات الفيلم الشهير الذي لعب بطولته في الستينيات عبدالمنعم ابراهيم وكمال الشناوي وعمر الحريري وسامية جمال وكريمان وحسن فايق وزوز ماضي وعبدالفتاح القصري، وكأنها تحية لهؤلاء المبدعين فإن العرض جاء عصرياً ومواكباً لتطور الحياة وظهر ذلك في العديد من التفاصيل الصغيرة مثل الإنترنت والمحمول ولكن ظلت الأحداث والشخصيات الرئيسية تتدفق بحيوية وتتحرك بتلقائية تحسب للمخرج العائد بعد غياب أشرف زكي. حيث وظف كل عناصر المتعة والفرجة لإضفاء البهجة والمرح اللذين تسللا من خشبة المسرح إلى صالة المتفرجين، كما اختار نهاية غير تقليدية مفتوحة وظهرت كلمة النهاية في لافتة بالأبيض والأسود. الغالبية من جمهور العرض المسرحي الجديد تحفظ عن ظهر قلب أحداث الفيلم وحواره المميز وهو ما يمثل تحدياً لأبطال العرض، لكنهم تجاوزوه بحضورهم المميز ونجحوا جميعاً في النجاة من فخ التقليد والوقوع في براثن مقارنة ظالمة، وبذكاء كانت المعالجة الجديدة تشير الى بعض الجمل المحفوظة مما كان يزيد من إحساس الجمهور بأن العرض يحترم ذكاء المتفرج وذاكرته. تألق الممثلين قدمت لبنى عبدالعزيز شخصية “فتافيت السكر هانم” بأسلوبها الرومانسي وبأداء يفيض حيوية وصدقاً وجاءت كلمات “سكر هانم” التي تعبر فيها عن شوقها لمصر ونيلها وأهلها بعد سنوات الغربة الطويلة ملامسة لتجربتها الذاتية. ورغم المساحة المحدودة لدورها فقد كانت اطلالتها على المسرح متوهجة وجذابة لتؤكد أنها فنانة تملك القدرة على الإبداع رغم أنها المرة الاولى التي يراها الجمهور على المسرح. وجسد عمر الحريري شخصية الضابط المتقاعد التي جسدها حسن فايق في الفيلم بأسلوبه المميز فأضاف للدور بعداً جديداً وأداء مختلفاً برصيده الكبير من الخبرة في المسرح، كما تميز أحمد صلاح السعدني بحضور وخفة ظل في تجسيده لشخصية “نبيل” المهندس الشاب الذي يتعلق بحب جارته “ليلى” روجينا والتي عادت للمسرح بعد غياب لتكشف عن قدراتها في أداء الاستعراض والغناء بخفة ورشاقة وكان اختيار ادوارد لتجسيد شخصية “فريد” الشاب الساذج الذي لا يعرف كيف يتعامل مع الفتيات وكيف يعبر عن حبه لجارته “سلوى” ـ مروة عبدالمنعم ـ مفاجأة حيث فجر الضحك بأدائه المتميز. وجسدت مروة عبدالمنعم شخصية “سلوى” التي قدمتها كريمان في الفيلم الشهير لكنها بدلًا من الاعتماد على الأداء الانثوي كانت أحد عناصر البهجة بأدائها الكوميدي الرشيق واستولى أحمد رزق في شخصية “سكر الحلو” على الإعجاب بقدراته على تقديم الشخصية بروح وبصمة خاصة به وأسهم تكوينه الجسدي وذكائه في أن يجعل المتفرج يصدقه ويتفاعل معه عندما يتحول الى شخصية “سكر هانم” المزيفة، عمة “فريد”، حتى مشاهده مع المعلم “شاهين الزلط” التي لعبها طلعت زكريا أطلقت الضحك نتيجة ايفيهاته السريعة وتعليقاته الساخرة. ورغم الحضور المميز لطلعت زكريا في شخصية المعلم “شاهين الزلط” التي حفرها الراحل عبدالفتاح القصري في ذاكرتنا فقد اختصر العرض الكثير من مساحة دوره ويبدو أن المخرج حرص على أن تكون حركته على المسرح محدودة نسبيا ًلأنها أول عودة له للمسرح بعد تماثله للشفاء. ولفت أحمد الحبشي الأنظار بالاستيلاء على اهتمام الجميع بحركاته واسلوبه في الإلقاء من خلال تجسيده لشخصية الخادم “نعناع” التي لا تقل براعة عن أداء الراحل محمد شوقي لها في الفيلم. وجاء الظهور المميز لطارق الإبياري ليعزز الاحساس بموهبته اللافتة، ويبدو أن مشاركة الإعلامية انجي علي في دور “ناهد” سكرتيرة “سكر هانم” كان بهدف تحقيق حالة من الزخم وحشد اكبر عدد من النجوم فلم يسمح لها الدور باستعراض موهبتها. إقبال جماهيري واضافت موسيقى وألحان حسن إش إش الحيوية والطابع العصري على العرض، وعزفت كلمات الأغاني التي كتبها إسلام خليل على حالة الحنين والتقدير لنجوم الزمن الجميل، وحقق ديكور حسين العزبي تأثيراً مباشراً في تأكيد حالة البهجة والمعاصرة التي يقدمها العرض باستخدامه الألوان المشرقة الدافئة الاصفر والبرتقالي والاحمر واعتماده قطع أثاث مودرن. وأسهمت مصممة الملابس نجوى عبدالمجيد في تقديم رؤية منسجمة مع الشكل الجديد للشخصيات خاصة ملابس “فتافيت السكر” المزيفة التي قدمها أحمد رزق. وشهدت كواليس المسرح تدافع عدد كبير من الجمهور لالتقاط الصور التذكارية مع أبطال المسرحية. وبعد التهنئة كانت الفرصة لنعرف من النجوم عن سر حماسهم لإعادة “سكر هانم” للحياة من جديد. والضمانات التي جعلتهم يقبلون العودة للمسرح الذي يعاني هجرة النجوم والجمهور. والسبب الحقيقي الذي أعاد الجمهور ليرى نصاً مسرحياً مأخوذاً من فيلم يكاد يحفظه الجميع. حلم تأخر كثيراً ويؤكد أحمد الإبياري المنتج والمؤلف الذي أعاد صياغة النص أنه لم يتردد في تلك المغامرة. وكان هدفه استعادة الجمهور للمسرح من خلال نص مميز ونجوم لهم جاذبية وحضور. وكشف عن أن النص الاصلي كان مسرحية بعنوان “عمتي فتافيت السكر” كتبه والده أبوالسعود الابياري ولعب بطولتها اسماعيل يس وحققت نجاحاً واستمراراً لعدة سنوات وبعدها تم تحويلها للفيلم السينمائي الذي أصبح الأكثر شهرة. وقال: رغم مرور أكثر من خمسين عاماً على كتابة النص الأصلي فإن إعادة تقديمه في عام 2010 لم تتطلب تغييرات كبيرة، بل احتفظت بالأحداث والشخصيات الأساسية وتدخلي لم يتجاوز 20 في المئة. مشيراً أنه لم يتوقع هذا النجاح والصدى وسعيد بأن يتلقى عروضاً من العديد من الدول العربية لاستضافة العرض حيث ينتظر عرضه في الإمارات والأردن وليبيا. ووصفت لبنى عبدالعزيز تجربتها مع “سكر هانم” بأنها حلم تأخر كثيراً فقد عشقت المسرح منذ بدايتها الفنية وقدمت العديد من الأعمال العالمية على مسرح الجامعة ولكن السينما جذبتها ولم تجد فرصة لتقديم عمل مسرحي جماهيري. وقالت: كانت هناك تجربة مسرحية استعد لها قبل سفري الى الولايات المتحدة وبدأت البروفات مع الراحل حمدي غيث لكن لم تكتمل. وأشعر بسعادة بالغة لأني عدت من خلال نص جيد وكوميدي يقدم البسمة والسعادة بلا ابتذال ولم أشك في أن الجمهور سيقبل على العرض لأنه يضم نجوماً وزملاء محبوبين أمثال أحمد رزق وروجينا وادوارد وكل الزملاء. للمسرح سحره وقال أحمد رزق: لا أعتبر عودتي مغامرة لأنني في الأساس كنت أشتاق للمسرح فقد انشغلت بالسينما والدراما التلفزيونية لكن يظل للمسرح سحره من خلال التواصل اليومي الذي يستعيد معه الممثل كامل لياقته. وأضاف: رغم انشغالي بتصوير مسلسل “العار” المتنظر عرضه في رمضان فإنني أشعر بأنني في افضل حالاتي رغم الجهد الذي يتطلبه المسرح ورد الفعل المباشر من الجمهور الذي يجعل الممثل يقظاً ومستعداً الى اقصى درجة. و”سكر هانم” لها سحر خاص ورغم أن الجمهور يعرف تفاصيل الحكاية من الفيلم الشهير فإن ذلك كان مأخوذاً في الاعتبار من جانب المخرج أشرف زكي الذي استثمر هذه النقطة لتكون لمصلحة العرض وليست ضده. وترى روچينا أن هناك سحراً خاصاً في بعض النصوص لذلك تصلح لأن يعاد تقديمها حتى بعد مرور عشرات السنين و”سكر هانم” أحد هذه النصوص موضحة أنها كانت تعشق الفيلم وتحفظه عن ظهر قلب، وعندما عرض عليها المنتج الإبياري تجسيد شخصية “ليلى” التي لعبتها سامية جمال في الفيلم من خلال معالجة جديدة لم تتردد خاصة بعد معرفتها بأن لبنى عبدالعزيز وعمر الحريري وأحمد رزق وطلعت زكريا سيشاركون في البطولة. الحريري سعيد بالتجربة واعترف ادوارد بأنه كان يشعر بالخوف والرغبة معاً في الوقوف على خشبة المسرح وتردد كثيراً في قبول العروض السابقة لكنه عندما وجد نصاً جذاباً وفريق عمل قوياً تحمس لمشاركتهم التجربة وقال: سعدت لمشاركة عمر الحريري في العرض خاصة انني أجسد الشخصية التي لعبها باقتدار في الفيلم واستفدت كثيرا من نصائحه اثناء البروفات وحاولت أن أقدم شخصية “فريد” بإحساسي الخاص وأسعدني رد فعل الجمهور منذ أول ليلة عرض، وأصبحت اكثر اندماجاً بعد تشجيع المخرج أشرف زكي الذي سمح لنا بالاجتهاد اثناء البروفات ليضع كل فنان بصمته على الشخصية. وأكدت مروة عبدالمنعم سعادتها بالتجربة وتجسيدها لشخصية كاريمان مشيرة إلى أن وجودها وسط فريق عمل متميز يقوده مخرج متمكن جعلها تحب المسرح وهي تشارك بأداء الغناء والاستعراض في تجربة تعتبرها إضافة حقيقية لرصيدها كممثلة. وأبدى عمر الحريري سعادته بنجاح العرض ومشاركته لبنى عبدالعزيز في البطولة وكذلك الجيل الجديد من الفنانين حيث لمس التزامهم بالنص والاحترام والتقدير لآداب المسرح وانعكس ذلك على حالة من التآلف والحب بين الجميع.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©