الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماري دلاغان: «الأم وابنها» إبداع ولد من رحم المعاناة

ماري دلاغان: «الأم وابنها» إبداع ولد من رحم المعاناة
29 ابريل 2011 20:21
على وقع معاناتها مع ابنها المضطرب نفسيا، جعلت ماري دلاغان حياتها تمضي الهوينى، تقلبها الظروف مع الصبي الذي بدأ يكبر وتكبر معه حياتها، فهي التي تصنع منه رجلا ذا حضور يحصد الجوائز وتنمي فيه حب الدنيا الجميلة والتعاطي مع مفردات الحياة. ماري دلاغان أيرلندية المنشأ درست أدب اللغة الإنجليزية والأيرلندية، حاصلة على دبلوم عالٍ في التربية. تعيش في بريطانيا وهناك درست البكالوريوس في التصوير الفوتوغرافي في جامعة أنجليا رسكين ونما معها اهتمامها بالفنون البصرية. وبالرغم من إنها لا تزال تعيش في إنجلترا، إلا أنها تزور الإمارات كل سنة لمدة لا تقل عن خمسة أشهر لظروف عمل زوجها الذي يعمل بالدولة. يعاني ولدها الوحيد مرض «صرع الفص الصدغي» ومنذ كان عمره 16 عاما اهتمت هي به وقامت لوحدها على رعايته وحرصت على تشجيعه لمواصلة هواية «الرسم» التي أهلته للحصول على الجائزة التقديرية في جائزة التصوير العالمية في نيويورك. الأم وابنها معاناة ماري دلاغان مع ولدها وحياتها المتوترة مع هذا الرجل الطفل مكنتها من إبداع مجموعة رائعة من الصور تعرض يومياتها الحياتية فيها، ومن خلال هذه التجربة التي مرت بها الفنانة «ماري دلاغان» سيفتتح المعرض الفوتوغرافي بعنوان «الأم وابنها» في دار ابن الهيثم للفنون البصرية بدبي بحي البستكية غدا. حيث سيضم المعرض مجموعة كاملة من الصور الفوتوغرافية البالغ عددها ما يقارب 20 صورة قصصية تحكى واقع حياة أم مع ابنها المراهق المضطرب نفسيا، وتمثل الظروف التي مروا بها وهذه الصور سيتم عرضها للمرة الأولى ضمن مشروع تخرج ماري، حيث تحمل الجمال وعمق التعبير عن الواقع كذلك تتميز بحضور قوي وتلامس العاطفة، فمن المعاناة يتولد الإبداع. إلى جانب ذلك سيكون ضمن المعرض أمسية خاصة تتحدث فيها ماري عن تجربتها ومعاناتها مع رحلة ابنها. سيفتتح المعرض محمد المر - نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، كما سيتحدث الدكتور حسين مسيح خبير شؤون الرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع في دبي عن مرض «الصرع الصدغي» وبعض الأمور المتعلقة بهذا الموضوع. فكرة المعرض عن فكرة المعرض تقول ماري دلاغان: «في سن السادسة عشرة تم تشخيص مرض ابني (أيدن) بالصرع الصدغي، وكما هو معروف تتلو نوبة الصرع عادة رغبة في النوم، وذلك ما كان غالبا يحدث له بعد أن يصاب بالنوبة، خاصه أنه في الكلية غالباً ما يبحث عن ركن هادئ في أي مكان يحس فيه بالأمان وأنه لن يضايقه أحد لينام براحة، وخلال ذلك ولعدم معرفتنا بوجوده نضطر للبحث عنه في أرجاء الكلية، إلى أن نجده مستلقيا ونائما على الأرض». تضيف الأم وهي في حالة حزن: «بعد تطور حالته النفسية وعدم تناوله للأدوية والمعالجات وصل أيدن إلى مرحلة أنه كان يظن أنه «أرنب»، ومن جراء ذلك، كثيرا ما يتصرف كأرنب حقيقي. وفي مرحلة من المراحل كان يشعر بعدم الأمان ويظن أن كل من حوله يسعى إلى إيذائه، كما أنه يكره الإضاءة والنور ويخاف من الظلام، ولكن رغم مخاوفه التي يشعر بها داخليا، فهو يعتقد أن الناس هم «أشرار» يأتون إليه لأخذه بعيداً. فيسرع لا شعوريا إلى إغلاق الستائر ظناً منه أن الناس يرون حقيقته وأنه مختلف عن الآخرين». موهبة الرسم كتلميذ للفن وفنان بالفطرة، كان أيدن يعكس معاناته في فنه، عن ذلك تشير أمه ماري وتقول: «رغم مرضه إلا أن أيدن يملك موهبة فذة ومختلفة، فبواسطة أنامله يبدع في رسم شخصياته المتعددة، كما كان أحيانا يجلس لساعات طويلة بدون حراك ينظر إلى لوحاته ويتأملها». تواصل ماري «منذ عام 2001 وحتى عام 2008 وقبل أن تتم معالجة ابني، كنت أعيش في دوامة، حيث كان من واجبي البقاء معه 24 ساعة والتواصل مع زوجي في آن واحد، حيث هو الآخر كان يمر بضائقة مالية مع شركته الخاصة، إلي جانب هذا كله كان علي رعاية «والداي» لكبر سنهم وحاجتهم إليَّ كابنة بارة، لذا كنت أتواصل معهم وأعتني بهم على حساب ترك ولدي وحيدا». شهادة البكالوريوس رغم الظروف القاسية والمتعبة التي تشعر بها ماري، إلا أنها استطاعت أن تدرس التصوير. تقول بتفاؤل: «رغم الأيام العصيبة التي كنت مررت بها. تمكنت من أن أُحضر لشهادة البكالوريوس في التصوير مع خلال التقاط الكثير من الصور لابني المريض، حيث بعد أن وجدت إعجاب الكثير من المقربين لي بصوري. قمت بالاتفاق معه بتوثيق المرحلة التي مر بها من خلال تلك اللقطات التي تعبر عن رحلة مرضه، مشيرة «هذا المعرض هو نتاج تجربة أليمة ومريرة مع ابني خلال مرحلة مرضه، لكن بعد أن تعافي الآن نوعاً، ما ظننت أنه من واجبي كأم أن يرى العالم ما مررت به وبالذات المرضي المصابين بهذا المرض، فإنهم غالبا ما يرفضون الإفصاح عن تجربتهم حتى لا يراهم الآخرون بنظرة مغايرة. صرع الفص الصدغي يبدأ صرع الفص الصّدغي في الجّزء الدّماغي المسؤول عن المشاعر، وردّات فعل القتال أو الهروب، والذّاكرة قصيرة الأمد. ويعاني العديد من المصابين بصرع الفص الصّدغي من مشاعر غريبة، تتراوح بين الزّهو، والخوف، والشّعور بأنّ أشياءً قد حدثت سابقاً تحدث مجدّداً، وهلوسة في الشّم والتّذوّق، ويحدث ذلك كلّه عندما تبدأ الاختلاجات. قد تنشأ الاختلاجات التي تبدأ في الفص الصّدغي بسبب وجود خللٍ تشريحي أو ندبة، إلا أنّ تحديد سبب ليس حدوث صرع الفص الصّدغي ليس ممكناً دائماً غالباً ما يكون صرع الفص الصّدغي مقاوماً للأدوية المضادّة للصّرع، وقد تكون الجّراحة خياراً بالنّسبة لبعض المرضى إذا كانت النّوبات تبدأ باستمرار في فصٍّ واحد من الفصّين الصّدغيين، ويشفى العديد من المرضى عندما يتم استئصال الجزء المصاب من الفص.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©