تظاهرات حاشدة تُطالب باستقالة صالح «فوراً»

وصف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أمس الجمعة، المحتجين المعارضين له بـ”القتلة” و”الخونة”، متهماً المعتصمين قبالة جامعة صنعاء، بالاعتداء على أنصاره المرابطين بالمدينة الرياضية، شمال العاصمة، الأربعاء الماضي، فيما احتشد مئات آلاف اليمنيين في عدة مدن للمطالبة بإنهاء حكم صالح المستمر منذ العام 1978. وخاطب الرئيس صالح، مئات الآلاف من مؤيديه، الذين احتشدوا بعد صلاة الجمعة في ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي بصنعاء،: “أحييكم يا جماهير شعبنا اليمني العظيم رجالا ونساء على مواقفكم الوطنية المشرفة ومشاعركم الفياضة”، مشيرا إلى أن أنصاره في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي جرت في العام 2006، هم “جماهير 2011 التي خرجت لتقول نعم للشرعية الدستورية لا للانقلابات ولا للفوضى ولا لقتل النفس المحرمة”. ودان الرئيس اليمني أحداث العنف التي وقعت، الأربعاء الماضي، خلال اعتراض رجال الأمن ومسلحين مؤيدين للنظام مسيرة احتجاجية ضخمة كانت تتجه صوب مبنى التلفزيون اليمني الحكومي. واتهم صالح المحتجين المناهضين له باحتلال مدينة “الثورة” الرياضية والاعتداء “على المعتصمين المؤيدين للشرعية الدستورية”.وخاطب مؤيديه قائلا: “رأيتم كيف يسحبون (المحتجون) الشيوخ ويدوسونهم ولا يحترمون الدم ولا يحترمون الشايب الكهل ولا يحترمون الشباب”. وأضاف: “هؤلاء القتلة .. الخونة .. قطاع الطرق، لا للخونة لا للعملاء”، دون أن يشر إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى في صفوف المتظاهرين برصاص قوات الأمن ومسلحين تابعين للسلطة وحزب “المؤتمر” الحاكم. وكان مئات آلاف اليمنيين احتشدوا في ميداني التحرير والسبعين، وسط صنعاء، للمشاركة في “جمعة الشرعية الدستورية”، التي دعت لها السلطة وحزب “المؤتمر” الحاكم، لتأييد الرئيس صالح الذي يواجه، منذ مطلع العام الجاري، أعنف حركة احتجاجية مناهضة له خلال سنوات حكمه التي تزيد عن 32 عاما. ورفع المتظاهرون الأعلام الوطنية وصور الرئيس صالح ولافتات كثيرة حملت أسماء قبائل مناطق يمنية، وكُتبت عليها عبارات مؤيدة للرئيس اليمني ومبادراته للتحاور والتفاهم، وأخرى منددة بالفوضى والتخريب والفتنة. وهتف المتظاهرون “الشعب يريد علي عبدالله صالح”، “الشعب يحبك يا علي .. الشعب يريدك يا علي”، و”قسما بالله الجبار .. غير صالح ما نختار”. وقال الأمين العام المساعد للحزب الحاكم أحمد عبيد بن دغر، في كلمة له أمام مؤيدي صالح، إن هذه “الجماهير المحتشدة (..) تعاهدكم على المضي على خطكم الوحدوي الديمقراطي حتى تنتصر إرادة الشعب وتزول الغمة وتهزم عناصر الأزمة التي سعت للنيل من وحدة الوطن والنظام الوطني الديمقراطي”. وقال إن من وصفهم بـ”المتآمرين على الوطن اليمني (..) لن يحصدوا سواء خيبة الأمل”، وأن “مؤامرتهم” ستتحطم “على صخرة الصمود الوطني والالتفاف الشعبي” حول الرئيس صالح. في هذه الأثناء، احتشد أكثر من مليوني شخص في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى، للمشاركة في “جمعة الوفاء للشهداء”، التي دعت لها ما يسمى بـ”اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية” في اليمن. وفي العاصمة صنعاء، احتشد مئات الآلاف في شارع الستين الشمالي، وأدوا صلاة الجمعة فيه، للمرة الثانية على التوالي. وطالب المتظاهرون، الذين اكتظ بهم شارع الستين الشمالي، برحيل نظام الرئيس صالح، الذي وصفوه بـ”الطاغية”، مؤكدين رفضهم أية حوارات لا تلبي مطالب ثورتهم، المتمثلة رحيل صالح “فورا”. وهتف المتظاهرون “ارحل”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”، وهم يرفعون الأعلام الوطنية وصورا لبعض المعتقلين السياسيين والرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي. كما رفعوا لافتات كتب عليها شعارات مؤيدة للحركة الاحتجاجية التي اندلعت شرارتها منتصف يناير الماضي. وشيع المتظاهرون، بعد صلاة الجمعة، جثامين 12 من أتباعهم قتلوا، الأربعاء الماضي، برصاص رجال أمن ومسلحين مواليين للرئيس علي عبدالله صالح. وفي مدينة الحديدة (غرب)، أُصيب 7 متظاهرين برصاص قوات الأمن اليمنية، خلال تفريقها صدامات بين محتجين معارضين ومسلحين من أنصار الحزب الحاكم هاجموا مسيرة مناهضة للرئيس اليمني، حسبما أفاد مصدر شبابي معارض لـ”الاتحاد”.كما شهدتها مدينتي تعز وإب (وسط) تظاهرتين احتجاجيتين ضخمتين شارك فيهما مئات الآلاف من الشباب وأنصار المعارضة اليمنية، دون أن تسجل أي صدامات مع قوات الأمن في المدينتين.وخرجت مسيرات حاشدة في مدن ذمار، الضالع، المكلا، لحج، للمطالبة بتنحي الرئيس صالح “فورا”، و”دون ضمانات أو شروط”. كما جابت مسيرة حاشدة مناهضة للرئيس صالح، صباح أمس، شوارع مدينة صعدة الشمالية، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ العام 2004. ورفع المتظاهرون، الذين ينتمي معظمهم إلى جماعة الحوثي، الأعلام الوطنية ولافتات كتب عليها “الشعب يريد إسقاط النظام”، و”لا شرعية لمن يتفاوض مع النظام”. وأكد المتظاهرون رفضهم لأي حوار مع نظام يرتكب المجازر ويقتل أبناء شعبه، حسب بيان صادر عن جماعة الحوثي، تلقت «الاتحاد» نسخة منه.