الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الاقتصاد» المحصن من الركود

«الاقتصاد» المحصن من الركود
15 سبتمبر 2019 00:11

«السياحة هي أكبر صناعة في العالم»
مارتن بار، منتج تلفزيوني وثائقي بريطاني

رغم المخاوف الاقتصادية العالمية الراهنة، ولاسيما فيما يرتبط باحتمال حدوث ركود عالمي عنيف، ورغم حالة عدم اليقين السائدة، تظل السياحة العالمية الصناعة التي تتمتع بأكبر قدر من القوة. أثبت هذا القطاع مناعة شديدة في عز الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت في العام 2008. بل ظل قطاعاً مولداً للعوائد، بينما كانت القطاعات الأخرى إما متراجعة أو مستقرة في أفضل الأحوال، ناهيك عن بعض القطاعات التي اضطرت الحكومات للتدخل من أجل حمايتها، كالمؤسسات المالية وبعض الخطوط الصناعية المحورية. ومن هنا، وجدت كثير من البلدان أهمية كبيرة للاستثمار في السياحة وتعزيز نموها، بعد أن أظهرت أيضاً أنها حاضن واسع للوظائف، في أوقات تزيد فيها البطالة في هذا البلد أو ذاك.
ومن أهم العوامل التي استفادت منها السياحة العالمية في نموها المتسارع، ارتفاع أعداد خطوط نقل الركاب حول العالم، والأهم انخفاض تكاليف السفر نفسها، إلى درجة دفعت شركات طيران معروفة (ولاسيما في البلدان الغربية) إلى عرض تذاكر سفر بقيمة دولار واحد للتذكرة! إلى جانب (طبعاً) التنافس الذي لا يتوقف بين المنتجات السياحية والفنادق وأماكن الإقامة، في كسر أسعارها، لضمان نسب إشغال مرتفعة.
صحيح أنها تحقق أرباحاً أقل، لكنها في المقابل تضمن دورات سياحية صحية تمدها بالتشغيل المتواصل حتى خارج المواسم. والنقطة الأخيرة تمثل عاملاً مهماً لهذه المنتجعات والفنادق، فهي في النهاية مضطرة لتغطية نفقاتها التشغيلية على مدار العام، فضلاً عن أنها تبقى في دائرة التسويق العالمي والمحلي في كل الفصول.
منظمة السياحة العالمية أعلنت أخيراً ارتفاع هذه السياحة في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 4 في المائة. وليس غريباً أن ينعش الخليجيون سوق السياحة الأوروبية وفق المنظمة المذكورة، فقد اعتادوا على ذلك منذ عقود. والمثير في الأرقام الرسمية هذه، أن ارتفاع السياحة العالمية شمل كل مناطق العالم، بما في ذلك إفريقيا التي تمتعت بزيادة بلغت 3 في المائة. لكن الأهم من كل هذا أن منطقة الشرق الأوسط قادت النمو العالمي للسياحة بمعدل 8 في المائة. إنها قفزة جديدة للمنطقة، ولو كانت بعض المناطق فيها مستقرة أكثر، لحققت مزيداً من النمو في هذا القطاع المحوري المهم. إنها أرقام (في المجمل) تؤكد مجدداً أن صناعة السياحة في العالم تبقى الأهم والأقوى وبعيدة إلى حد ما عن «الأوبئة» الاقتصادية. تكفي الإشارة هنا، إلى أن عدد السياح بلغ خلال النصف الأول من العام الجاري 671 مليون سائح.
التوقعات كلها تشير إلى أنه مع نهاية العام الحالي، سيقترب عدد هؤلاء من المليار سائح، خصوصاً مع ارتفاع حجم التنافسية في هذا القطاع. فهذه السوق المفتوحة تضمن النمو، وتوسع النطاق السياحي الذي يشمل مناطق لم تكن أصلاً على الخريطة السياحية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©