الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معصومة العيداني قصة نجاح تجسد صلابة المرأة الإماراتية في العلم والعمل

معصومة العيداني قصة نجاح تجسد صلابة المرأة الإماراتية في العلم والعمل
25 يونيو 2011 20:19
قصة معصومة العيداني تؤكد صلابة المرأة الإماراتية كما أن إصرارها على التحدي، نموذج يجسد قدرة هائلة على تنظيم واستثمار الوقت والجهد لإنجاز عشرات المهام والمسؤوليات، كخبيرة هندسة كيميائية معتمدة من وزارة العدل، ومهندسة كيمياء في قطاع البترول، وإدارة ومتابعة مشاريعها الخاصة، ومسؤولياتها الأسرية والاجتماعية، وممارسة هواياتها المتباينة ما بين الكتابة والتأليف الدرامي والمسرحي، وكتابة الشعر، والفنون التشكيلية، والفروسية والشطرنج، والتصميم المتحفي والعمل الثقافي والإعلامي. معصومة العيداني أول مهندسة كيميائية إماراتية، تتحدث عن آرائها وقناعاتها في الأعمال الدرامية أو المسرحية، كما تتحدث عن لعبة الشطرنج، ومتاعب العاملين في حقول البترول، وتعقد القضايا التي تنظرها كخبيرة، أو إنجازها لدليل أبوظبي والعين والمنطقة الغربية والجزر السياحية، والمشروعات المتحفية التي شاركت فيها أو تعكف على دراستها - بنفس الحماس الذي تتحدث به عن حقوق المرأة، وإنجازاتها، وتحدياتها للثقافة والهيمنة الرجالية، وقدرة المرأة الإماراتية على تحقيق المستحيل. تزاحمت وتداخلت التساؤلات أمام سيدة هي “حالة خاصة” من النجاح، تجمع بين “الصنايع السبع” كمهندسة، وخبيرة عدلية، وسيدة أعمال، وكاتبة وشاعرة، وفنانة تشكيلية، ورياضية. وسط مشجع عن بدايتها، ولماذا اختارت هذا التخصص الدراسي الذي يراه كثيرون لا يتفق وطبيعة المرأة، تقول العيداني “لا أعرف كيف كان ذلك، ربما لأنني نشأت في وسط أسري يقدر العلم ويُجله. فوالدي ـ رحمة الله عليه ـ كان أول طبيب خليجي، وعمل “حكيماً” سلطنة عُمان، وعمل أيضاً في البحرين والعراق ودبي ومصر والسعودية وإيران والهند ولندن، ووالدتي أيضاً نالت قسطاً وافراً من التعليم، في الوقت الذي كانت فيه شقيقتي الكبرى تستعد لنيل درجة الدكتوراه في علم النفس بجامعة القاهرة، فاختارت لي والدتي هذا التخصص، وربما كانت تدرك مبكراً الحاجة إليه في المستقبل في بلد نفطي مقبل على تنمية ونهضة شاملة”. وتتابع “تخرجت “الأولى” على دفعتي عام 1998. والتحقت بالعمل في مصفاة “أم النار” كأول مهندسة تصنيع على مستوى شركات البترول. لكن أعتبر نفسي عصامية، فقد اعتمدت على نفسي، وتعلمت وعملت في ظروف صعبة، وعملت في التجارة وعالم المال والأعمال وحققت بعض طموحاتي”. حول تحفظات ميدان العمل الذي احتكره الرجل مدة طويلة، توضح العيداني “لم يكن الأمر سهلاً، لكنه كان تحدٍيا، فالمستحيل لا وجود له في قاموسي الشخصي، فلقد سبق أن تدربت عملياً أثناء سنوات الدراسة بمصر في كبريات الشركات الصناعية والمصانع، واكتسبت مهارة الاحتكاك والتواصل والتكيف مع أجواء العمل الصعب وسط الرجال، لكنني عانيت في البداية كمهندسة تصنيع من مقاومة العمال والفنيين لتعليمات العمل وفنياته وتقنياته، لأنهم لم يعتادوا تلقي التعليمات من امرأة، لكنهم تقبلوا الأمر تدريجياً وسرعان ما اكتسبت ثقتهم وتعاونهم معي. وبعد أن أثبتت كفاءة عملت كمهندس أول بيئة، بل شاركت في تأسيس قسم “الصحة والسلامة البيئية” في شركة أبوظبي لتكرير النفط “تكرير”، ثم انتقلت إلى الإدارة العليا للشركة كأخصائي أول مساندة”. قفزة نوعية تعتبر العيداني اختيارها خبيرة هندسة كيميائية معتمدة في وزارة العدل بمستوى جميع درجات التقاضي في محاكم الدولة، قفزة مهنية نوعية في تاريخها المهني. إلى ذلك، تقول “كانت قفزة نوعية أشرف بها، وأعتبرها مرحلة فارقة في حياتي، فالإسهام في ترسيخ العدالة، وإظهار الحقيقة لهما أبعاد إنسانية وأخلاقية وقيمة عليا أفخر بها، لقد أديت القسم، وأتمتع بحصانة القاضي، ولابد أن أكون بحجم المسؤولية رغم متاعبها ومشاقها”. ولم يقتصر اهتمام العيداني بمجال عملها، بل كان لها إسهامات في تأسيس متحف أبوظبي الوطني، في هذا السياق، تقول “تعاملت من خلال مؤسستي “الودق للتجارة “، مع الوكيل الحصري لشركة “سلفرنايت” البريطانية، وكان هناك تعاون مع بلديات أبوظبي والعين والشارقة والدوائر الخاصة في مجال استصلاح الأراضي الزراعية، وتحسين التربة، وتم التفاهم والاتفاق على إنجاز متحف أبوظبي الوطني في متنزه خليفة، وأسهمت بإعداد التماثيل المتحركة مقرونة بأصواتها والتي تحاكي تاريخ الإمارات منذ القدم، وحتى مرحلة استخراج النفط، وأسهمت بإعداد تصاميم المتحف مع الجهات المسؤولة في 2002. وجاري الآن إنجاز تصميم وتنفيذ مشروع المتحف العسكري، وقد تم الحصول على الموافقات المبدئية لإنجاز المشروع بالتعاون مع الجهات المعنية، وننتظر بدء العمل به في أقرب فرصة”. وليس التوفيق بين أعمالها المتعددة ومسؤولياتها وكتاباتها وحياتها الخاصة، بالأمر السهل، تقول العيداني “أقوم بذلك من خلال تنظيم الوقت، وإنجاز “الأهم فالمهم”، والعمل أهم أولوياتي، ثم أكرس معظم وقتي للكتابة التي أخاطب من خلالها المجتمع، وأحرص أن أستحضر حالة معينة من “المزاج” اللازم لرصد الفكرة التي تأسرني، وأندمج وأتعايش معها بكل تفاصيلها، لدرجة أنني أحياناً أشعر أنني أحد أطرافها”. وتضيف “مارست وتابعت رياضة الفروسية من الصغر، وأحببت الغناء وسجلت عدة قصائد بصوتي في عيد الاتحاد الرابع والعشرين في إذاعة أبوظبي، دون أن أعلن عن نفسي، وأمارس الفنون التشكيلية والرسم كهاوية باستخدام جميع خامات الرسم المعروفة، وشاركت في عدد من المعارض المحلية والإقليمية والعالمية، وعضو بجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وعضو “سابق” بفريق منتخب الإمارات للشطرنج “للسيدات”، وشاركت ضمن فريق الإمارات للتحدي، وأقرض الشعر النبطي والمنظوم”. عملة نادرة للعيداني في مجال التأليف والكتابة إسهاماً كبيرة، حيث كتبت القصة القصيرة والسيناريو، وألفت مسرحيتين تم عرضهما على مسارح الشرطة، وهما: “مفاجأة عروس” و”المادة 43”، عن التصدي لآفة المخدرات، كما أنهت سيناريو أربعة أفلام اجتماعية واستعراضية هادفة ومتنوعة هي: “براءة أطفال”، و”مذكرات طالبة”، و”العقوق والرحمة”، و”اتحاد الأجيال”، و”قلب الحجر”، إلى جانب فيلم كرتوني باسم “الدرهم”، وهو عبارة عن مسلسل في حلقات درامية، وجاري التجهيز لمسرحيات: “مسمار جحا” و”بين حانة ومانة.. طارت لحانا”، وهي مسرحية كوميدية اجتماعية، و”قيثارة الزمن”. وترى العيداني أن المرأة الإماراتية تمتلك قدرات وإمكانات ومؤهلات جبارة، وحصلت على مكاسب في ظل رعاية وفلسفة ورؤية الاتحاد، وحققت إنجازات في هذا المناخ الصحي. وأثبتت جدارتها في التعليم والعمل والإسهام في التنمية، وتضيف “أراها أكثر نجاحاً من الرجل في مجال المال والأعمال، لكنها لا تجد فرصتها الحقيقية وسط عالم رجال الأعمال”. وحول معاناة المرأة من هيمنة الرجل. تقول العيداني “المرأة التي تجمع بين العلم والثقافة والثقة في النفس والذكاء الاجتماعي “عملة نادرة”، ولو أتيح للمرأة الفرص الكافية لحكمت العالم بأسره، والمشكلة الرئيسية في مجتمعاتنا تكمن في عدم ثقة البعض في قدرات المرأة، أو أنهم يتوقعون أنها لا تستطيع أن تنجح بعيداً عن الرجل لأنها عاطفية، لكنني اكتشفت أنها تنجح أكثر مع غياب الرجل الذي يحد من انطلاقها”. وتضيف “قلما يصادفني الرجل الذي يقدر المرأة كجوهر، وهو لا يقلق من نجاح المرأة، لكنه يغار منها في كل الأحوال، والمصيبة أن معظم الرجال الشرقيون يعانون من الإحساس بوجوب “دونية المرأة”، لكن عندما تسود المصالح، ويتعاون الطرفان يمكن للأمور أن تسير، أما لو تضاربت المصالح فإن كل طرف يسعى إلى كسر الطرف الآخر للأسف. ففكرة المساواة موجودة في مجالات عديدة كالدراسة والعمل والحقوق، ولا وجود لها على أرض الواقع، لأنه محكوم بهالة من العادات والتقاليد التي تظلم المرأة”. خطوات على الطريق النجاح ? معصومة العيداني مهندسة كيميائية في شركة أبوظبي لتكرير النفط “أدنوك” 2008. وخبيرة هندسة كيميائية معتمدة في وزارة العدل بجميع درجات التقاضي في محاكم الدولة. ? أول مهندسة إماراتية تتخصص في مجال الهندسة الكيميائية، وأول مهندسة إماراتية وخليجية تعمل في مجال إنتاج وتصنيع البترول. ? “الأولى على دفعتها في” بكالوريوس الهندسة الكيميائية بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف 1993 من المعهد العالي للتكنولوجيا، ثم ماجستير تكنولوجيا الصناعات الكيميائية واللدائن من جامعة القاهرة 1997. ? اجتازت العديد من الدورات المهنية في مجال الهندسة الصناعية من شركة UOP الأميركية، وخبرات تدريبية مكثفة في مصانع: الألمونيوم والزجاج، والذهب، والأغذية والألبان، والمنظفات والمطهرات، وتكرير وصناعة النفط. في أميركا ومصر والإمارات. ? عملت مهندسة تصنيع في مصفاة ساس النخيل “أم النار” التابعة لشركة أدنوك 1998 - 2002. ? مهندس أول بيئة، في شركة أدنوك 2003 - 2006، وأخصائي أول مساندة الإدارة العليا بالشركة نفسها 2007. ? خبيرة في الشؤون القانونية ومستشار قانوني لدى مركز الإبداع للاستشارات والتنمية. ? عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة، وعضو مؤسس لمجلس سيدات الأعمال في أبوظبي، ومدير عام مؤسسة الودق للتجارة، ومدير عام مؤسسة “هاندي هيومن” للدعاية والإعلان في أبوظبي. ? كاتبة ومؤلفة درامية وسينمائية ومسرحية. ? شاعرة وفنّانة تشكيلية شاركت في عدة معارض محلية وإقليمية ودولية. ? عضو”سابق” في منتخب الإمارات للشطرنج “سيدات”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©