السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صباح الأحمد.. شيخ «الدبلوماسية العربية»

صباح الأحمد.. شيخ «الدبلوماسية العربية»
17 أكتوبر 2019 01:57

يسرى عادل (أبوظبي)

وصل إلى أرض الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة أمس، قادماً من الولايات المتحدة الأميركية بعد استكمال الفحوصات الطبية التي تكللت نتائجها بالنجاح.وكان في استقبال سموه ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، ومعالي رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم ولفيف من المسؤولين الكويتيين.
وقد عمت الاحتفالات أرجاء البلاد مع وصول الأمير إلى أرض الكويت، وأقيم احتفال بعودة سموه في سوق المباركية، إذ زينت السوق بصور الأمير في احتفالية «نورت» وتم نصب لوحة عملاقة في سوق الغربلي بعنوان «رسالة حب ووفاء» لإتاحة الفرصة أمام الجميع من مواطنين ومقيمين بالتوقيع عليها. وخلال الاحتفالية وزعت صور وهدايا تذكارية لصاحب السمو أمير الكويت، وأطلق منطاد يحمل صورة سموه.
ويتفق الجميع على أهمية الدور الذي يقوم به أمير الكويت في تحديد «هندسة الدبلوماسية» الكويتية، وتعزيز الجهود الإنسانية، حيث يقدم سموه دعماً مستمراً للعديد من المشاريع الإنسانية في قارتي آسيا وأفريقيا، بمبادرات شعبية وأياد خيرة امتدت إلى الكثير من المحتاجين في أصقاع الأرض لا سيما أثناء المجاعات والكوارث الطبيعية.
وأضحى العمل الخيري ركيزة من الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للكويت التي عرف عنها ومنذ ما قبل استقلالها، مبادراتها الإنسانية التي استهدفت مناطق عديدة في العالم وتوسع نشاطها على هذا الصعيد مع تولي صاحب السمو أمير البلاد مقاليد الحكم عام 2006 ، إذ ازداد حجم المساعدات الإغاثية بشكل ملحوظ وأضحى للكويت بصمة بارزة للغاية في مجال العمل الإنساني العالمي.
ونجحت الكويت بتحركاتها الواعية، في مساعدة المجتمع الدولي على احتواء العديد من الأزمات، كما ساهمت بمبادراتها في مساعدة الكثيرين في شتى بقاع الأرض على مواجهة تحديات صعبة، ما دفع منظمة الأمم المتحدة لتنصيب صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد قائداً للعمل الإنساني.

عميد الدبلوماسية
وعلى مدار أربعة عقود أمضاها وزيراً للخارجية، كان صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، المهندس الإستراتيجي للدبلوماسية الكويتية العربية والباني الحقيقي لها، بتركيزه على الانفتاح والتضامن والدمج والتناغم مع المصالح العربية. وقد كان سموه أول مَن رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة بعد قبول انضمامها في 14 مايو 1963، ولقب بـ«عميد الدبلوماسيين العرب» و«شيخ الدبلوماسيين العرب». وأثناء توليه حقيبة الخارجية، برز دور دولة الكويت كوسيط حيادي إذ كان سموه وسيطاً لحل الكثير من القضايا أبرزها قضية المطالبة الإيرانية بالبحرين، إذ نظّمت اجتماعات بين مندوبي البلدين في مقر الممثلية الكويتية في جنيف، نتج عنها اتفاق الطرفين على عرض القضية على الأمم المتحدة، والتي انتهت بإجراء استفتاء شعبي واستقلال البحرين في عام 1971، وفي عام 1969 بذل جهودا واضحة من خلال محاولة توسط من أجل الوصول إلى حل للنزاع الحدودي بين العراق وإيران، حول السيادة على شط العرب.
وفي عام 1970، ضمن أعمال جامعة الدول العربية، شارك صاحب السمو الشيخ صباح في جهود تسوية الصراع المسلح الذي اندلع بين الجيش الأردني وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر من ذلك العام، والذي عُرف بأحداث «أيلول الأسود». كما سعى صباح الأحمد في عام 1971 إلى حل النزاع بين باكستان وإقليم البنغال الذي كان جزءاً من الجمهورية الباكستانية قبل أن ينفصل عنها في بداية السبعينيات من القرن العشرين، وقد أعقبت تلك المساعي جهود لتطبيع العلاقات بين باكستان وبنغلادش. وفي عام 1983، قاد وساطة بين بغداد وطهران لوقف الحرب الإيرانية العراقية. ولم تكن تلك الوساطة الأولى التي يقودها، فمنذ أن اندلعت الحرب، استمرت جهود الخارجية الكويتية لوقف الحرب، وقد تنوّعت بين جهود منفردة، وأخرى بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى العمل من خلال المنظمات العربية والإقليمية والدولية.

الحقوق السياسية للمرأة
لم تستثن المرأة وحقوقها من اهتمامات سموه، إذ أولى اهتماما كبيرا بتمكينها وترسيخ حقوقها السياسية، فقد حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية إبان رئاسته لمجلس الوزراء، ثم أصبحت وزيرة لأول مرة في حكومة برئاسته عام 2005، تلا ذلك مشاركة المرأة في العملية الانتخابية في أول انتخابات نيابية بعد توليه مقاليد الحكم، ومن ثم توجت جهوده لتمكين المرأة سياسياً بدخول المرأة لأول مرة عضواً في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجري في عهده، وقد سمح للمرأة بدخول السلك العسكري.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©