عدد اليوم
مصطفى الديب (أبوظبي)
انتهى سباق دلما التاريخي الثالث للمحامل الشراعية، الذي أقيم أمس الأول تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ولكن بقي أثره خالداً في النفوس ومكانته ساكنة في القلوب وذكراه لا تفارق العقول.
من جزيرة دلما إلى المدينة المرفأ.. رحلة 125 كلم، استمرت عشر ساعات لكنها لا يمكن حسابها هكذا، حسابات الأثر الخالد «غير» يتم حسابها بالمحطات التي مرت بها الرحلة وهي كثيرة وتاريخية وتراثية.. سبع جزر غير دلما لتصبح ثمانٍ سكنت البحر ومن قبله سكنت القلب.. كل جزيرة لها رواية وأصل حكاية عند الآباء والأجداد وظل الأبناء والأحفاد في ترديدها والحفاظ عليها دون زيادة في الكلام ولا المكان والزمان.
دلما ثم غشه تلتهما أم الكركم ومن بعدها الفطاير ثم البزم وبعدها مروح ثم تنتهي سلسلة الجزر بجنانه وأخيراً محطة الختام في المرفأ، تسع محطات مر بها السباق الأضخم والأكبر في عالم التراث البحري، انتهت بتتويج «زلزال» للشيخ زايد بن حمدان بن زايد بطلاً للسباق، ونجح مروان عبدالله المرزوقي نوخذة البطل في أن يقود فريقه إلى قمة المجد، وحلق باللقب بعد معركة مع الأمواج والرياح وقبلهما المنافسين الذين وصل عددهم إلى 119 محملاً بخلاف البطل.
مشاهد النسخة الثالثة كثيرة وأهمها وأولها حضور سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ومتابعته للسباق من البداية إلى النهاية، وثانيها تتويج سموه للبطل، وثالثها أيضاً فرحة أهل دلما بعرسهم ومهرجانهم الذي أصبح ماركة مسجلة في تاريخ المهرجانات التراثية ليس على مستوى الإمارات فقط ولكن على مستوى المنطقة وعشاق التراث البحري في العالم أجمع.
فرحوا بضيوفهم ورحبوا بهم، استمتعوا بقريتهم وفعالياتهم بعفوية بالغة عند الأطفال وسعادة غامرة من الكبار، وتسابق أهل الجزيرة التاريخية في تقديم العون لثلاثة آلاف بحار جاؤوا من مختلف أنحاء الدولة، بالترحاب تارة وبتقديم العون أخرى، بابتسامة طفل صغير وسلام شيخ كبير، هكذا حفروا وجوههم في ذاكرة كل من حضر إلى دلما التاريخ، ليؤكدوا أنها لؤلؤة ثمينة ستبقى خالدة بين جواهر الزمن.
من اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدمك مطار دلما تشعر بالسعادة وصفاء النفس والراحة، مشاهد الطبيعة خلابة وابتسامة الوجوه جالبة للسعادة.
ودع أهل الجزيرة المتسابقين وداعاً ليس أخيراً في انتظار عودة أخرى في العام المقبل، وهو المشهد الرابع الذي رسمه الحدث، وبعد دلما انتقلت المشاهد إلى خامسها في ميدان السباق، واصطف المتسابقون في مشهد تاريخي 120 محملاً تراثياً كانوا كالجنود في المعركة متأهبين للانطلاق صوب الهدف، مشهد آخر رائع من مشاهد السباق التاريخي يؤكد أن أهل التراث هم موطن الدقة والنظام.
وانتقل الحدث من البر إلى البحر في المشهد السادس، حيث ميدان الإثارة، بداية مثيرة، الكل كان يسابق الزمن للصدارة حتى استطاع العابر للشيخ زايد بن حمدان بن زايد وظل متمسكاً بالقمة حتى قبل النهاية بما يقرب من عشرة أميال عندما جاءت نهاية المشهد السابع بتعرض فرمن المحمل للكسر في مشهد هو الأكثر إثارة، بعدها كانت اللقطة الثامنة المثيرة في الأمتار الأخيرة واعتلى «زلزال» الصدارة ثم جاء طيار بعده ثم غازي ثم حشيم رابعاً وجميعهم للشيخ زايد بن حمدان بن زايد ليكتب الفصل قبل الختامي مع الروعة والمشهد التاسع بسوبر هاتريك لم يتكرر وربما من النادر أن يتكرر مجدداً بالحصول على المراكز الأربعة الأولى، ليؤكد دلما أنه مسرح للتراث وكذلك مركز للأحداث، وأخيراً كان المشهد العاشر والأخير بالاستقبال الرائع من أهل المرفأ الذين عبروا عن فرحتهم بوجود منصة التتويج بينهم وعلى أرضهم، غنوا للبطل ورحبوا بالمشاركين الذين نادوهم أيضاً بالأبطال.
ماجد المهيري: شركاء النجاح لعبوا دوراً كبيراً في إبداع الصورة
أعرب ماجد عتيق المهيري، المدير التنفيذي لنادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، عن سعادته البالغة بالمشهد الرائع الذي حضر في سباق مهرجان دلما التاريخي الثالث، وقال: تشريف سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ضاعف من قيمة السباق وزاده قيمة كبيرة، مؤكداً أن دعم ورعاية سموه هم السببان الرئيسيان فيما تحقق من نجاح، وفي روعة المشهد الختامي.
ووجه الشكر إلى جميع العاملين وشركاء النجاح، ووجه الشكر إلى ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وجهاز حماية المنشآت وبلدية منطقة الظفرة وشرطة أبوظبي ودائرة النقل ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية وقناة ياس كذلك رعاة الحدث، مؤكداً أنهم لعبوا دوراً كبيراً وهاماً في النجاح الذي تحقق.
ووجه التهنئة إلى الشيخ زايد بن حمدان بن زايد، على فوز «زلزال» بلقب السباق، مؤكداً أن احتلال محامل الشيخ زايد بن حمدان بن زايد للمراكز الأربعة الأولى خير دليل على الاستعداد الجيد، وكذلك عشق التراث الوطني الأصيل، بالسعي نحو المشاركة والتواجد في كافة أحداثه.
