عدد اليوم
وليد فاروق (دبي)
اعتبر محسن صالح المحلل الفني لـ«الاتحاد» أن مباراة منتخبنا الوطني أمام قطر في الدور نصف النهائي شهدت العديد من الأخطاء الفنية والفردية تسببت في الخسارة الكبيرة التي لا تعكس حقيقة المستوى بين المنتخبين، متمثلة في أخطاء اختيار التشكيل المناسبة وطريقة اللعب، والنهج المتبع في المباراة، وإيقاع الأداء، علاوة على تنظيم اللاعبين وتمركزهم داخل الملعب، معتبراً أن كل هذه الأخطاء مسؤول عنها شخص واحد وهو المدير الفني الإيطالي ألبرتو زاكيروني.
وتفصيلاً أوضح محسن صالح أن الدفع بسيف راشد وعامر عبدالرحمن من بداية اللقاء كان خطأ، حيث أغلق الأول الطريق والمساحة أمام بندر الأحبابي في الشوط الأول، وكان الأفضل البدء بماجد حسن بدلاً من عامر من بداية اللقاء، علاوة على أن نهج الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة كان خطأ أيضاً. وقال: «النهج في التحضير كان بطيئاً، والاستحواذ السلبي كان خطأ، والتنظيم داخل الملعب وعدم فرض رقابة على مراكز الخطورة في المنتخب القطري كان خطأ أيضاً، حتى أسلوب اللعب والإيقاع البطيء وامتصاص الحماس كان خطأ، موضحاً أن الإعداد النفسي للاعبين كان خاطئاً، بدليل عدم وجود ثبات انفعالي لدى معظمهم».
وأشار المحلل الكروي إلى أن الهدف الأول، الذي سكن شباك خالد عيسى جاء من خطأ واضح من اللاعبين تمثل في انتظارهم احتساب خطأ لمصلحة إسماعيل الحمادي على حدود منطقة جزاء المنافس، وهو ما كلف «الأبيض» استقبال أول الأهداف بغض النظر عن إخفاق خالد عيسى في التعامل مع كرة ليست صعبة. وأشار صالح إلى أن الهدف الثاني أيضاً كان بمثابة «دعوة» للتسجيل متمثلة في عدم الضغط على حامل الكرة وإفساح الطريق أمامه للتصويب، وأعقب ذلك اتساع النتيجة، واعتبر أن المسؤول عن كل هذه الأخطاء هو المدرب، وقال: «زاكيروني أهدى المنافس الفوز على طبق من ذهب، والمطلوب الآن جهاز فني شاب لديه جرأة وفكر ولياقة ذهنية حاضرة عكس فكر زاكيروني العجوز، وكذلك مطلوب الاعتماد على اللاعبين الشباب، لاسيما المنتخبان الأولمبي والشباب بشكل متدرج كما فعلت منتخبات اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية». أما عن المباراة الثانية في نصف النهائي، والتي شهدت أيضاً 3 أهداف لمصلحة منتخب اليابان في شباك إيران الذي لم يستقبل أي هدف في البطولة قبل هذا اللقاء، فأكد محسن صالح، أن هذا اللقاء أظهر بوضوح المستوى المتميز للمنتخب الياباني، الذي يتعامل مع كل مباراة على قدر منافسه، صعوداً وهبوطاً، دون بذل جهود كبيرة في غير محلها في توقيتات معينة من مراحل المسابقة، في الوقت الذي يمكن أن يحقق نفس النتيجة بمجهود أقل ويدخر جهد لاعبيه لما هو قادم. وأشار صالح إلى أن نتيجة اللقاء أظهرت الفارق الكبير في المستوى التكتيكي والمهاري وحتى البدني بين المنتخبين، وفي الوقت الذي ارتفع فيه سقف طموح المنتخب الإيراني بحكم نتائجه السابقة لهذه المباراة في البطولة، وعدم تلقيه أي هدف وهو ما أوحى لبعض المحللين بإمكانية تحقيقه الفوز والتأهل إلى المباراة النهائية، إلا أن كل هذا ذهب أدراج الرياح أمام «الساموراي» وتلقى هزيمة موجعة ليس فقط كنتيجة ولكن ظهر الفارق الكبير بينهما.
