الخميس 23 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحقائب المدرسية تثقل كاهل الطلبة في الجزائر

الحقائب المدرسية تثقل كاهل الطلبة في الجزائر
15 أكتوبر 2010 20:26
يجبر نحو 7 ملايين تلميذ جزائري يدرسون في المرحلتين التعليميتين الابتدائية والمتوسطة على حمل محافظ ثقيلة مليئة بالكتب والكراريس والأدوات المدرسية بشكل يومي من بيوتهم إلى المؤسسات التعليمية التي يزاولون بها دراستهم، وتشكل هذه المحافظ عامل إزعاج لأغلب التلاميذ بالنظر إلى أوزانها الثقيلة. لم تكن مشكلة الحقائب المدرسية الثقيلة مطروحة أبداً لتلاميذ التعليم الابتدائي إلى غاية ثمانينيات القرن الماضي؛ إذ كانت حقائبهم خفيفة أو معتدلة الوزن لأن التلاميذ لم يكونوا يدرسون في تلك المرحلة سوى مادتين وهي العربية والحساب، ثم تضاف إليهما مادة اللغة الفرنسية انطلاقاً من السنة الرابعة ابتدائي، ما يجعل التلميذ لا يحمل سوى كتابين صباحاً ويحمل كتابا واحدا مساءً أو العكس، إضافة إلى عدد محدود من الكراريس والأدوات المدرسية الخفيفة، ولذا لم يكن أي تلميذ يشكو ثقل المحفظة. وحتى في المرحلة المتوسطية من التعليم التي اتسعت فيها قائمة المواد المدروسة، لم تكن المشكلة مطروحة بإلحاح. وزنٌ ثقيل منذ الثمانينيات تقريباً بدأ الوضع يتغير تدريجياً من خلال إدخال تغييرات مستمرة على المنظومة التربوية، حيث رُفعت شعارات إصلاح التعليم وتمّ إدخالُ الكثير من المواد إلى شتى مراحل التعليم حتى الابتدائي منها، وقالت وزارة التربية الجزائرية إن الهدف من ذلك هو "رفع المستوى التعليمي"، فأصبح تلاميذ هذه المرحلة يدرسون التربية التكنولوجية والتربية العلمية والتربية الإسلامية والرياضيات والتاريخ والجغرافيا وقدِّم تدريس الفرنسية إلى الثالثة ابتدائي، فاتسعت قائمة الكتب المدرسية والكراريس والأدوات المطلوبة بدورها، وأصبح تلاميذ الابتدائي يجبرون على حمل محافظ ثقيلة لا طاقة لهم بها، تشمل عدداً معتبراً من الكتب والدفاتر والأدوات. ويتراوح وزن الحقائب ما بين 8 إلى 12 كيلو جراماً، بينما تقول اتحادية أولياء التلاميذ إن وزن بعضها يصل إلى 15 كيلوجراماً، ما يعني أن هؤلاء الأطفال معرضون لأخطار صحية كبيرة بإجبارهم على حمل هذه المحافظ الثقيلة بشكل يومي، وهم في سن مبكرة وأجسادهم ضعيفة، ويتضاعف الخطر لدى أطفال العائلات الفقيرة الذين لا يتلقون تغذية جيدة أو الذين يقطعون مسافات طويلة نسبياً مشياً على الأقدام للوصول إلى مدارسهم. وحتى تلاميذ مرحلة التعليم المتوسط يعانون نفس المشكلة، لأنهم يُجبرون على حمل محافظ أكثر ثقلاً باعتبار أن كتبهم المدرسية أكبر سُمكاً، كما أنهم مطالبون بجلب دفاتر من الحجم الكثيف ككراريس 288 صفحة مقابل 120 صفحة لتلاميذ الابتدائي، ما يعني أن تزايد ثقل المحفظة يقضي تماماً على عامل أفضلية نموهم الجسماني. أخطار صحية اشتكى أولياء التلاميذ كثيراً في السنوات الأخيرة من ثقل محافظ أطفالهم وكثافة البرامج التربوية ودعوا وزارة التربية إلى تخفيف الحمل من خلال تخفيف البرامج والمقررات الدراسية، لأنها أصبحت ترهق عقول أطفالهم وظهورهم معاً، كما طالبت اتحادية جمعيات أولياء التلاميذ مراراً بإيجاد حل لهذه المشكلة من خلال العودة إلى النظام التعليمي القديم الذي لا يدرس فيه التلميـــذ في السنوات الأولى للابتدائي سوى العربية والحساب ثم الفرنسية، ما يخفض حجم الحقائب إلى أقل من النصف. من جهتهم، حذر أطباء جزائريون من تبعات ثقل الحقائب، مؤكدين أنها ستنعكس سلباً على صحة التلاميذ عاجلاً أو آجلاً؛ إذ تهددهم ظهورهم وأكتافهم وعمودهم الفقري بأخطار جمة، كما أن التلاميذ الذين يقطنون بعيداً عن المدارس ويضطرون إلى السير طويلاً قبل الوصول إليها، سيصلون مرهَقين وسيؤثر ذلك سلباً في تركيزهم وقدراتهم الاستيعابية ويجعلهم يكرهون الدراسة التي سينظرون إليها على أنها عبء ثقيل عليهم وقطعة من العذاب اليومي بدلا أن تدفعهم إلى العمل لتحقيق النجاح كمفتاح لمستقبل أفضل. وتفكر وزارة التربية في حل هذه المشكلة التي تؤرق التلاميذ وأولياءهم معاً من خلال جلب ملايين الخزانات الحديدية ووضعها في الأقسام بحيث يكون لكل تلميذ خزانة خاصة به يضع فيها كتبه في نهاية الدراسة كل مساء ولا يأخذها معه إلى البيت، إلا أن هذا الحل يصطدم بمشكلة أخرى وهي تعذر تحضير دروس الغد، وفي حالة إقبال أولياء الامور على اقتناء كتب أخرى لأبنائهم لمساعدتهم في التحضير في البيت، فسيكلفهم ذلك مصاريف أخرى مرهِقة لا قبل للكثير منهم بها. حلول بديلة في ظل عدم نجاعة الحلول والبدائل المطروحة، يقدم كل أب وأم حلاً فردياً لطفله، إذ يقوم بعضهم بمرافقته كل صباح إلى المدرسة واصطحابه منها مساءً قصد حمل المحفظة الثقيلة عنه، بينما أقدم آخرون على اقتناء محافظ ذات عجلات لأبنائهم وإن أثبتت التجارب اليومية عدم نجاعتها أيضاً وسهولة انكسار عجلاتها، ما يعني أن الوزارة مطالبة بحلول أخرى أيسرها العودة إلى النظام القديم، أو الإبقاء على الوضع الراهن وتجاهل الوضع مع كل ما يحمله ذلك من أخطار صحية على التلاميذ قد تظهر بعد سنوات من الآن.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©