الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جاسم عبيد: «الدبدوب» يتحدى الألعاب الإلكترونية ويدعو إلى التماسك الأسري

جاسم عبيد: «الدبدوب» يتحدى الألعاب الإلكترونية ويدعو إلى التماسك الأسري
28 يوليو 2012
قال جاسم عبيد صاحب شخصية “الدبدوب” المحببة للصغار والكبار، إن رمضان بالنسبة له عنوان للتراحم، وفرصة للتلاقي والتواصل، وفيه ترق القلوب وتهفو إلى عمل الخير، وإنه يستغل المناسبة لتمرير الرسائل الدينية والتوجيهية، مشيراً إلى أنه يقدم من خلال عمله رسائل للتوعية تركز على احترام الوالدين، وعلى الترابط، ودعم القيم الإنسانية، واختيار الأصدقاء، مساعدة الفقراء والتصدق، وزيارة المرضى، واصطحاب الأطفال للصلاة، حيث إن الدبدوب له كلمة مسموعة، على الرغم من دخول المؤثرات المجتمعية، من الألعاب الإلكترونية ووسائل الاتصال التي تسببت في فجوة تهدد تماسك الأسرة وأفرغت الحياة من العاطفة. وجاسم عبيد و«الدبدوب» شخصيتان لا تفترقان، لازمتا بعضهما بعضاً أكثر من 30 سنة، أثرتا في المجتمع وغيرتا في سلوك أطفاله على الخصوص، ولا تكاد تخلو منهما أي فعالية أو نشاط توعوي توجيهي ترفيهي، نظرا لقدرته على التأثير في الآخرين. قال جاسم عبيد إن الحياة البسيطة كانت تجعل الناس أكثر ترابطاً ووداً مع بعضهم بعضاً، وما يفرح هذا يفرح ذالك، وإذا حزن أحد الأشخاص ينتقل الحزن لبقية الفريج، أما اليوم، فقد اختلف الأمر، حيث أثرت حياة المدنية على المشاعر وبات التنافس على المظاهر أكثر من التلاحم والتوادد والتواصل، ولا ينطبق هذا القول على الجيران فحسب، بل على أفراد العائلة الواحدة، حيث زاد التنافس على امتلاك السيارات وأجهزة الهاتف المتحرك والبيوت والسفر إلى الخارج والتباهي بالأملاك والعقارات، بينما تراجعت العلاقات الأسرية والعائلية. واعتاد جاسم عبيد أو«الدبدوب» أن يزيد خشبات المسارح المفتوحة ألقاً، ويشد انتباه الأطفال لمتابعة ما يقوله وما ينصح به، ويعطيهم من حصيلته المعرفية والتوعوية، على مدار سنوات طويلة، بجانب نتاج خبراته، التي تراكمت مع مرور الزمن، من خلال العمل على إخراج العديد من الأعمال الكبيرة، إذ يعتبر أول متخصص في برامج الأطفال، واعتاد أن يقدم ذلك في قالب مرح ومحبب لهم، فمن يتابعه لا يكل ولا يمل، إذ تغص جنبات المسرح حين يقدم إحدى الفقرات، بالأطفال وأولياء الأمور للاستماع إلى نصائح قد يصعب على الآباء تقديمها للأطفال، لكن على لسان الفنان جاسم عبيد، بطل شخصية «الدبدوب» يستمعون إليها بطريقة لبقة، يستوعبها الأولاد بشكل جيد، حيث يقدم رسائل توعوية بما يتناسب مع الحدث، عن المرور، والتدخين ومضاره وعن استعمالات الكهرباء، وأرقام الشرطة، وكل الرسائل التي يود المجتمع تمريرها إلى الأطفال، ويقوم بذلك في الأماكن المفتوحة على مسارح المراكز التجارية، والمدارس، وغيرها من الأماكن. برامج الأطفال وقال جاسم عبيد: ترجع بداياتي إلى تلفزيون أبوظبي عام 1975، حيث بدأت كممثل، ثم تخصصت في برامج الأطفال، وتم تصميم شخصية «الدبدوب» في هذه الفترة لعلي التميمي، لكن حالت ظروف سفره إلى الخارج من دون أن يتقمص هذه الشخصية، فعرضت علي وتقمصتها، فأحببتها. وأضاف: أحب شخصية «الدبدوب» وبدأت بتمثيل أدوار خفيفة وثانوية، حيث كانت الحاجة ماسة آنذاك لشاب يؤدي هذه الأدوار، خاصة أنني لم أكن وجها معروفا، حيث بقيت مختفيا وراء هذه الشخصية، مما جعلها تشتهر هي قبلي بفترة طويلة. وأشار إلى أنه من الذكريات التي يحتفظ بها عن ذلك الوقت، أن أحد الأجانب كان يتابع عرضا مسرحيا كان يقدمه، فسأل عن صاحب الشخصية، ومن يكون، فقالوا له إنهم لا يعرفون أبدا، فرد أن هذه الشخصية ستستمر وسينجح صاحبها. مسيرة العمل ويضيف جاسم عبيد: بعدما عملت في تلفزيون أبوظبي وأصبحت موظفا، واقتربت أكثر من مجال عملي، حينها بدأ نمو موهبتي، حيث عملت معد برامج ومساعد مخرج ومخرجا، وأحببت عملي وعشقته كثيرا وأعطيته من جهدي الكثير فتميزت والحمد لله، ومنذ 1983 إلى عام 1993، أصبحت مسؤولا عن برامج الأطفال. ويستعيد جاسم عبيد ذكرياته: كنت أعدّ وأقدم هذه البرامج وأستعين بأشخاص آخرين في ميدان إعداد برامج الأطفال، وبطلبة المدارس المتميزين، الذين أصبحوا يقدمون فقرات في البرنامج، وأذكر من بينهم الموهوبة دكتورة القلب والسكري أمنيات الهاجري، حيث كبرت في أحضان هذا البرنامج الذي علمها الجرأة وحب التميز والخلق والإبداع، وأثر ذلك بشكل ملحوظ على دراستها، حيث كانت من الأوائل على مستوى الدولة. عالم الطفولة كما أدار جاسم عبيد برامج عدة مثل عالم الطفولة ودنيا الطفولة، وكثير هي البرامج الموسمية التي كانت تقام احتفالا ببعض المناسبات كأسبوع المرور تحت شعار «غلطة الشاطر»وبرامج كثيرة بمناسبة الأعياد الدينية والوطنية، كما شارك في مناسبات تخص الأطفال كاحتفالات المدارس، وأيام الشارقة للطفولة وأيام الطفولة في المجمع الثقافي، بالإضافة إلى أنشطة في ختام العام الدراسي، خاصة في منطقة أبوظبي التعليمية، كما عمل على إخراج أكثر من 200 أغنية وطنية وعاطفية بمشاركة الأطفال، وأخرج 7 حلقات تلفزيونية في يوم الدفاع المدني«أسرة بلا حوادث»، بالإضافة إلى فيلم وثائقي عن بلدية أبوظبي للمشاركة في مهرجان بفرنسا وقطر، بجانب إخراج فعاليات مهرجان الطفولة بالمجمع الثقافي لمدة 5 سنوات ومهرجان الطفولة بالشارقة لمدة 4 سنوات، والعديد من المسلسلات الدرامية المحلية في الفترة من 1975 إلى 1980، ومنها «اشحفان»، وحمود وعبود، الحيري في السوق، حادث الفيلا، وغيرها من المسلسلات التي كانت تهدف إلى حفاظ على عادات دولة الإمارات، وتزوج جاسم عبيد وأنجب، واليوم يحضر أحفاده برامجه التوعوية، وهو يعتبر كل الأطفال أبناءه وأحفاده. ويتابع: اندمجت مع هذه الشخصية إلى درجة لم أعد أعرف من اختار الثاني، أنا من اخترتها عن طواعية أم هي من اختارتني، ولبستني قبل أن ألبسها، وما أعرفه هو أنني أعشق هذه الشخصية، فهي من حببت في الأطفال، بل هي من أحبها الأطفال، وساعدتني كثيرا في توصيل كثير من الرسائل التوعوية للأطفال، بحيث نمرر ما يصعب علينا توجيهه بشكل مباشر للأطفال، فمثلا عندما نتحدث عن عدم جلوس الأطفال في الأماكن الأمامية للسيارة، فالطفل لا يستوعب ذلك مهما حذرته، أما عندما يتحدث عن ذلك «الدبدوب»، فإن الطفل يتجاوب بسرعة فائقة، وهنا أقول إنه مهما وصلت من تقنيات في التلفزيون وبرامج، فتبقى للمسرح نكهة خاصة، وفي كثير من الأحيان يطلب منا الآباء تمرير بعض الرسائل ، وهكذا تكون شخصية الدبدوب مساعدة للأهل على التربية. ونصح جاسم عبيد، الآباء والأمهات بمحاورة الأطفال عن طريق الدمى عند أي موقف شجار بين الإخوة، يستدعي تدخل أحدهما، لأن التدخل عن طريق التمثيل بالدمى يسهل الأمر، حيث يستمتع الطفل وتصل إليه الرسالة، ويعرف معنى التسامح وقيمة الاعتذار، وهكذا يستوعب بسرعة فائقة، موضحا أن الدبدوب يحوز ثقة الصغار ويؤثر فيهم بشكل كبير جدا. الدبدوب في رمضان وتتهيأ القلوب في الشهر الكريم لاستقبال النصائح والتوجيهات، وتعلو نسبة التقبل لهذه النصائح، في هذا الصدد لا تختفي شخصية الدبدوب وتستمر في تقديم نصائحها للأطفال، إلى ذلك يقول جاسم عبيد: على الرغم من اختلاف مشاكل الأطفال بين الأمس واليوم ما زالت هناك عوامل مشتركة، بحيث ننصحهم في هذا الشهر المبارك بالصلاة، وطاعة الوالدين، ونركز على احترام الوالدين، وعلى الترابط، ودعم القيم الإنسانية، حسن العشرة أي اختيار الأصدقاء، مساعدة الفقراء، التصدق، زيارة المرضى، كما نحث على اصطحاب الأطفال للصلاة بشكل عام،، بالإضافة لكل ما يتعلق بالحياة الدينية، حيث إن الدبدوب كلمته مسموعة، على الرغم من دخول المؤثرات الكبيرة، من الألعاب الإلكترونية ووسائل الاتصال التي تسببت في إظهار فجوات وسط الأسرة الواحدة وأفرغت الحياة من العاطفة. حياة الماضي ويوضح جاسم عبيد أن الحياة في السابق كانت صعبة، لكن لها نكهة خاصة: وأنا طفل كنت أقضي الوقت كله بجانب أمي قرب الموقد في رمضان أنتظر ما ستطهو لنا، كما كنت أرقبها وهي تجلب الحطب من قرب البحر، الذي شكل مصدر رزق كبير بالنسبة لنا، أما الماء فكان يجلب في براميل وبعد أن يوزع يوضع في جرار، وكان يجلب من جزيرة دلما، وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات أذكر أن البيت الواحد يضم الجدة والجد والأبناء والأحفاد، وكان هناك ترابط كبير، بالإضافة إلى الجيران الذين كانوا يجتمعون عند كل إفطار ليتبادلوا الحديث، ويصلون مع بعضهم بعضاً. كما يذكر جاسم عبيد: والدي كان يستشير جدتي إذا أراد مصاحبتي لمكان ما وذلك خوفا على مشاعرها نحوي، بحيث كنا نشعر بتدفق حبها، إلى ذلك فإن والدي أراد مرة أخذي معه في رحلة الغوص على اللؤلؤ وكان عمري لا يتجاوز 8 سنوات، ولأنه كان يراعي مشاعر جدتي فإنه لم يخبرها، واكتفى بالقول إنه سيأخذني إلى دبي، وأخبرني بدوري أنه يريد شراء دراجة لي، لكن يجب أن أبذل مجهودا، وقام بذلك ليشتد عودي ويعلمني حرفته التي يعيش منها، وهكذا رافقته على متن سفينة للغوص لمدة تفوق 4 أشهر، بحيث كنت أبحث عن اللؤلؤ الصغير، بعد أن ينهي الكبار عملهم من فلق المحار، وبالفعل كنت أجد بعض الحبات الصغيرة وأخفيها وأحتفظ بها ليشتري لي والدي بقيمتها دراجة، وهكذا استطاع والدي أن يلقنني درسا أنه إذا أردت شيئا يجب أن تتعب عليه. وعن صعوبة العمل في ذلك الوقت يقول إن بعض الغواصين يغيبون عن بيوتهم سنة كاملة، ويحملون في السفينة مؤونة البيت من أرز وسكر وطحين، ويتركون النفقات لأولادهم، ويسافرون عبر البحر، على أمل الرزق وتعويض نفقاتهم و سد الدين، فإن تم ذلك فإنه يعود ببعض المال وإن لم يستطع فإنه يتداين مرة أخرى لسد حاجيات البيت. إضاءة جاسم عبيد مذيع وإعلامي من إدارة الشرطة المجتمعية، المخرج في تلفزيون أبوظبي سابقاً، والذي عمل على إخراج العديد من البرامج المتنوعة وبرامج الأطفال بالتلفزيون والإذاعة والمسرح، والحاصل على العديد من الجوائز والدروع في هذا الإطار. وشارك عبيد في أوبريت طريق الأمل عام 1977، وأخرج مسرحيات الصبر زين عام 1978، و«استاهل اللي يجيني» عام 1978، و«البطرة تزيل النعمة» و«الله يا الدنيا» عام 1975، ومن«أهمل أفلس» 1976، و«الأول تحول» 1978، كما أخرج مسرحية للأطفال تحت عنوان الساحر مرجان، كما أخرج الجزء الثالث من المسلسل الشهير«افتح ياسمسم»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©