الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
30 أغسطس 2011 01:31
الفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة وهو خلاف الحزن والكآبة، ويُتَرْجَمُ عنه ابتسامة أو بأسارير الوجه حينًا أو البكاء مع فرط الفرح. يقول ابن القيم: (والفرح لذة تقع في القلب بادراك المحبوب، ونيل المشتهى؛ فيتولد من إدراكه حالة تسمى الفرح والسرور، كما أن الحزن والغم من فقد المحبوب، فإذا فقده تولد من فقده حالة تسمى الحزن والغم، والفرح أعلى أنواع نعيم القلب ولذته وبهجته، والفرح والسرور نعيمه، والهم والحزن عذابه، والفرح بالشيء فوق الرضا به، فإن الرضا طمأنينة وسكون وانشراح، والفرح لذة وبهجة وسرور فكل فَرِح راضٍ وليس كل راضٍ فرحًا، ولهذا كان الفرح ضد الحزن، والرضا ضد السخط. وفي ديننا الحنيف دعوة إلى الفرح والسرور والبسط وذلك في مقابل النعم، قال تعالى: (فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) آل عمران، وقال سبحانه: ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) وعَنْ أبي بْن كعَب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبي أمرت أن أقرأ عليك سورة كذا وكذا»، قال: قلت: يا رسول الله، وقد ذكرت هناك؟ قال: «نعم». فقلت له: يا أبا المنذر ففرحت بذلك. قال: وما يمنعني والله تبارك وتعالى يقول: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) رواه الإمام أحمد. ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى : (فالفرح بفضل الله ورحمته تبع للفرح به سبحانه، فالمؤمن يفرح بربه أعظم من فرح كل أحد بما يفرح به: من حبيب أو حياة، أو مال، أو نعمة، أو مُلْكٍ، ففرح المؤمن بربه أعظم من هذا كله، ولا ينال القلب حقيقة الحياة حتى يجد طعم هذه الفرحة والبهجة، فيظهر سرورها في قلبه ونضرتها في وجهه، فيصير له حال من حال أهل الجنة حيث لقاهم الله نضرة وسرورًا فلمثل هذا فليعمل العاملون، (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) المطففين. فهذا هو العلم الذي شمر إليه أولو الهمم والعزائم، واستبق إليه أصحاب الخصائص والمكارم. وفي هذا الشهر العظيم يفرح الصائم بفطره وبلقاء ربه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح يصومه» رواه البخاري ومسلم ومع ختام هذا الشهر العظيم يعلن الصائم فرحته بيوم العيد ابتهاجاً بما يسر له الله من فعل الطاعات وفعل الخيرات ومحو السيئات بشكر الله تعالى قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وفي الختام الأخير في فرح يجلب سوء أو أذى أو يبعد عن طاعة الله تعالى أو يجلب غضب الله تعالى فلا فرح إلا بطاعة الله سبحانه وبالإحسان إلى الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©