الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضل التميمي: التكنولوجيا في خدمة فن العرائس

فضل التميمي: التكنولوجيا في خدمة فن العرائس
31 أغسطس 2011 21:35
يستعد مسرح زايد للطفولة إلى تقديم عمل مسرحي جديد للمشاركة به في مهرجان الطفولة الذي ستنطلق فعالياته في ديسمبر المقبل في إمارة الشارقة. ويتوقع المخرج فضل التميمي رئيس مجلس إدارة مسرح زايد للطفولة أن يكون النص المسرحي مؤثراً ومدروساً بدقة تربوية عالية مما يفتح مخيلة الطفل وينمي قدراته المعرفية والعقلية. قال في لقاء مع “الاتحاد الثقافي”: “إنه من الصعب جداً أن تجد نصاً جاهزاً موجهاً إلى الطفل على أن يحتوي على جميع المفاصل التي تعنى بالطفل، أي جماليات النص المسرحي الجيد فنياً وتربوياً وتوجيهياً”. وأضاف: “نطمح إلى أن نبهر الطفل وهو يجلس لمتابعة النص المسرحي الموجه إليه لإبهاره عبر وسائل المسرح المتعددة ومنها الإضاءة والديكور والإكسسوارات والملابس، هذا ناهيك عن براعة قصة النص المسرحي وما يحتويه من أناشيد وأغان مدروسة بعناية فائقة”. وحول الموضوعة التي سيختارها مسرح زايد للطفولة قال فضل التميمي: “لابد من أن تكون الموضوعة سهلة ومبسطة وسلسة حتى يشعر الطفل أن ما يقدم له هو أقرب إلى الحقيقة وإلى ما يمكن أن تتصوره مخيلته وليس عملاً تجريدياً من أجل أن تنمي القدرة الإبداعية لدى الطفل. ويتوجه مسرح زايد للطفولة إلى إمكانيات صعبة في مجال توجيه الطفل إذ يطمح الممثلون إلى أن يوصلوا رسالتهم إلى الطفل عبر توعيته ضد الخرافات والحكايات الغريبة التي ترسخ في ذهن الطفل والتي تتميز بالعنف والقسوة كونها لا تمت إلى بنية المجتمع الإماراتي بصلة”. عالم الالكترونيات وقال فضل التميمي: “من الضروري جداً أن يقترب مسرح زايد للطفولة من عالم الالكترونيات كونه عالماً مسيطراً على بنية الطفل وتركيبة مجتمعات العالم التي بدأت تتوجه إليه بقوة ولهذا فإن خطاب الطفل عبر وسائل المعرفة التقنية التي لم تعد خافية عليه كالإنترنت سوف يكون سهلاً وواضحاً”. وأكد فضل التميمي أنه بالرغم من تأثير عالم العرائس الكلاسيكية وما فيها من عناصر محفزة للمخيلة وللحكاية الخرافية إلا أن عالم الجيل الجديد لا يميل كثيراً إلى عالم العرائس بحكم هيمنة عالم الالكترونيات. وبحسب فضل التميمي فإن هناك صراعاً يجري داخل الفنون الأدائية بين عالمين هما عالم الكلاسيكية في الطرح وعالم الحداثة في التوجه ولذا ـ بحسب قوله ـ من الضروري لنا أن ننوع بين هذين العالمين ومن الأفضل لو استطعنا أن نمزجهما مع البعض مما يخلق فناً ثالثاً نظرياً يمزج بين خرافة الحكاية ومعالجات الحداثة. وقال: “ولذلك من خلال هذا التوجه طرحت فكرة جديدة في عالم العرائس تتلخص في أن نضع العرائس عبر الريموت كونترول أي خلق مسرح للعرائس بالريموت كونترول وبهذا فإننا هنا نقارب مفهوم العرائس بمفهوم التقنية وهذا بحق ما يحتاج له مسرح الطفولة كونه سبيلاً معرفياً جديداً”. وأضاف: “لقد اقتبست هذا المشروع من رؤيتي واقترابي من عالم الأطفال الذي وجدت فيه عشقاً للألعاب الالكترونية مثل “البلاي ستيشن” و”سوني” وألعاب أخرى مكرسة للجانب التقني”. وحول أهداف هذا التوجه قال فضل التميمي: “أعتقد أن فتح مخيلة الطفل بتحريك العرائس من قبل الطفل نفسه مع أصدقائه أو أخوته في المنزل سوف يخلق منه مخرجاً أو مؤلفاً للنص الذي يحركونه مما يجعلهم مبتكرين مستقبلاً ومتوجهين إلى عالم أكثر رحابة ومن خلال اهتمامهم بهذا الفن يمكن لهم ـ ربما ـ أن يصنعوا فناً ثالثاً يتصل بعالم الالكترونيات”. وقال: “من الضروري لنا، كمسرح زايد للطفولة، أن ننمي الطفل من الجانب الفني كاملاً وليس في اطار التمثيل فقط، عبر تعليمه كل مداخل ومرافق المسرح مثل كيفية العمل على أجهزة وتنفيذ الإضاءة والديكور واختيار الملابس والإكسسوارات المناسبة للمشاهد”. الثقافة والإبداع وأضاف التميمي: “من الضروري أن أضيف في هذا اللقاء أن مسرح زايد للطفولة يبذل جهداً استثنائياً اسوة بغيره من المسارح في أبوظبي، وهو في إنجازاته يطمح إلى أن يخلق حركة مسرحية تليق بتطور الثقافة والإبداع في أبوظبي التي نطمح إلى أن تكون عاصمة لثقافة العالم مستقبلاً، وعليه فإننا نتوجه إلى المؤسسات الثقافية في الدولة كي تدعم مسرحنا لما يبذله من جهد، إذ أن مسرح زايد للطفولة يواجه صعوبات مالية كثيرة، حيث تحتاج الأعمال المسرحية المقدمة للطفل والتي تخاطب عقليته إلى أنواع مختلفة من الديكورات والملابس والتقنيات والصوت وهي في جميعها مكلفة جداً مما ترهق العرض وتزيد من أعبائه، وعليه فإننا حين نتوجه إلى المؤسسات الثقافية طالبين الدعم منها فإن ذلك من أجل أبنائهم ومجتمعنا الذي يتمنى أن يرى مسرحاً موجهاً بشكل دقيق”. كما يستعد مسرح زايد للطفولة إلى أن ينظم ورشة فنية في بداية العام الدراسي وخلال الشهر الجاري بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم تضم الراغبين من الأطفال في المدارس طلاباً وطالبات إلى أن يقدموا مواهبهم على المسرح كي نكشف ـ بحسب قوله ـ عن تلك الإبداعات وقدراتها بما نستطيع مستقبلاً أن نخلق أسماءً مهمة وجديدة في ساحة المسرح الإماراتي. وأضاف: “وأرى أن هذه الورشة الفنية تعطي الطلاب فرصة لتقديم مواهبهم هذا بالإضافة إلى أننا كمسرح زايد للطفولة نحتاج إلى جمهور الأطفال في مدارسهم كي يتعرفوا على ما نقدم لهم في هذا الحقل الفني”. وقال فضل التميمي: “من الضروري أن يتعرف الممثلون والمبدعون في مسرح زايد للطفولة على ما يجري في العالم من تطورات في هذا الحقل الفني ولذا فإن ابتعاث هؤلاء الممثلين وأعضاء الإدارة إلى الخارج سوف يجعلهم يكسبون خبرات استثنائية تفيد تطوير إدارات المسرح”. الحقل الفني ويرى التميمي أن من الأعباء الكبيرة على إدارة مسرح زايد للطفولة هو وجود مقر دائم يقدمون فيه أعمالهم ويقيمون فيه بروفات نصوصهم المسرحية، واستقبال الوفود والأعمال المسرحية من خارج الدولة، ولهذا فإنهم اضطروا إلى تأجير مقر مؤقت لا يفي بالغرض المطلوب بالإضافة إلى أنه يرهق كاهل إدارة المسرح حالياً مما يضعف الميزانية العامة للمسرح وعليه صار لزاماً أن يطالبوا بمقر دائم لهم. وتترشح الآن لمسرح زايد للطفولة مجموعة من النصوص المسرحية التي كتبها مؤلفون معروفون في مجال الكتابة للطفل ومنهم المخرج والمؤلف السوري أيمن سرحيل والمؤلف العراقي فاضل الكعبي وغيرهما لاختيار نص ملائم فيه من الخبرة والغرابة والإمتاع والتوجه التربوي نسبة عالية. وقال فضل التميمي: “أعتقد أن هذه الأيام سوف يتم فيها اختيار النص وسوف تعلن عنه قريباً وسوف نبدأ فيه العمل الشهر المقبل”. فئة الأطفال ويرى التميمي أن تجربته الجديدة سوف تكون في إطار فئة الأطفال فقط حيث سيكون الممثلون أطفالاً وليسوا محترفين في إطار التمثيل وسيتم اختيار المميزين منهم كمساعد مخرج بوصفه دوراً مهماً وآخر في مجال الصوت وثالث في الإضاءة ورابع في الإشراف على الديكور واختيار الملابس. وسبق لمسرح زايد للطفولة أن قدم عدة مسرحيات لاقت نجاحاً كبيراً ومنها مسرحية “رسالة إلى المريخ” و”انقذوا النجمة” و”سندباد” و”المهرج والدمى” و”حكايات أبوغنوم” و”تراث الأجيال” وغيرها. واستطاع المسرح أن يكتشف شخصيات من الدمى وهي عائلة أبوغنوم التي ابتكرها فضل التميمي وتضم “أبو غنوم وغنوم وغنيمة والمعلم مرشد” وكل شخصية من هذه الشخصيات تمتلك صفة خاصة بها، حيث يمثل أبو غنوم التراث والحداثة وغنوم يمثل الطفل ا لمبتكر الموهوب رغم مشاغباته المستمرة وتمثل غنيمة الطفلة الذكية التي تقدم الحكمة والنصيحة والمعلم مرشد الذي يعلم الفن والمواهب وإخراجها بالرسم والموسيقى والغناء، وقد لاقت هذه الشخصيات الإقبال عليها. وقال فضل التميمي: “هذه الشخصيات هي التي ستتحول ضمن مشروعي الالكتروني في مسرح العرائس إلى شخصيات الكترونية يتلاعب بها الطفل ومن المتوقع أن تلاقي إقبالاً كبيراً وسيكلف هذا المشروع المسرح أعباء مالية كبيرة لا يستطيع المسرح تحملها ولهذا فإن دعم هذا المشروع يعد أمراً ضرورياً ونافعاً للجهة الداعمة. وقد فاز مسرح زايد للطفولة بعدد من الجوائز خلال المهرجانات التي اشترك فيها بما قدم من إنجازات مسرحية مهمة. ويتمنى فضل التميمي من أن يتوجه الراغبون في الانضمام إلى مسرح زايد للطفولة وبخاصة المبدعين مادامت أبواب المسرح مفتوحة للجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©