السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جاسم العوضي: الجائزة تدفع لتقديم ما هو أفضل وأكثر تميزاً في المستقبل

جاسم العوضي: الجائزة تدفع لتقديم ما هو أفضل وأكثر تميزاً في المستقبل
27 نوفمبر 2010 21:47
عبّر الفنان جاسم ربيع العوضي الفائز مؤخرا بجائزة الإمارات التقديرية ــ فرع التصوير الفوتوغرافي ــ عن رغبته في تحول الجائزة التي حصدها إلى قوة دفع ذاتية وحافز لتشجيع الجيل الجديد من المصورين الإماراتيين المبدعين والذين يبذلون جهودا رائعة من أجل تكريس هذا الفن الخاص والمستقل وسط الأنماط الفنية الأخرى المجاورة له والمتماسة معه. وأضاف العوضي أن القيمة المعنوية الكبرى للجائزة تتمثل في اهتمام المسؤولين في الدولة والتفاتهم وتقديرهم للفنون البصرية الحديثة والمعاصرة التي تؤكد أهمية الصورة والوسائط التفاعلية في تعزيز التنمية الثقافية الشاملة التي تشهدها الإمارات حالياً. جاء ذلك في لقاء مع «الاتحاد» بمناسبة هذا الفوز الذي قال عنه «يدفع ويضاعف من مسؤولية الفنان ويضعه في موقف صعب لتقديم ما هو أفضل وأكثر تميزا في المستقبل». يعتبر الفنان جاسم العوضي من المصورين الإماراتيين الذين يملكون حساسية خاصة تجاه الموضوع أو القصد الفني في أعمالهم والذي يتجاوز مفهوم التوثيق ويذهب على العكس من ذلك نحو مناخات نفسية وتجريدية تتدخل فيها عاطفة الفنان وتفسيره ورؤيته الشخصية للعناصر والمكونات المحيطة به والمتداخلة مع فلسفته وعلاقته مع الفن عموما. يقدم العوضي في جل أعماله نمطاً تعبيراً يخترق حاجز الحيادي والمباشر في أبعاد الصورة الملتقطة، لأنه مهموم أساساً بجماليات الإيحاء وبالخطابات الجوّانية المتبادلة بين الفنان والمتفرج. وفي سؤال حول ذكرياته الشخصية ومنابع الطفولة التي ساهمت في تعلقه بفن التصوير وتطوير تجربته وولعه الشخصي بالكاميرا، أجاب العوضي بأن الجو العائلي المحيط به في فترة الطفولة كان له دور كبير في تحديد اتجاهه الفني وعشقه لفن التصوير، حيث إن خاله ــ الفنان والمصور عبد الله قمبر ــ الذي درس في الهند أثناء فترة الثلاثينيات من القرن الماضي كان مولعاً بالتصوير الفوتوغرافي وأحضر من هناك العدة اللازمة من الكاميرات والإكسسوارات ومواد تحميض وكأنه أراد أن يدخل في هذا المجال بشكل قوي واحترافي في زمن كان فيه التصوير فناً مجهولاً ومغيباً في المشهد المحلي. وأضاف العوضي» تحول خالي بعد امتلاكه لخبرة كافية في هذا المجال إلى مصور رسمي للراحل الشيخ سعيد بن حشر آل مكتوم، وكان مشاركاً في تصوير ما كان يسمى في ذلك الوقت «بورقة العبور» التي يعتمدها الشيخ وكانت بمثابة جواز مؤقت أو تأشيرة للقادمين إلى المدينة». ونوه العوضي إلى أن الحصيلة الكبيرة من الصور والأفلام التي لم يتم تحميضها بعد والتي وجدها مهيمنة على منزل خاله ورطته باتجاه التعرف إلى هذا العالم البصري المختلف والمثير لفضول لطفل يريد اكتشاف ماهية الأشياء الغريبة والمدهشة من حوله». وحول المراحل اللاحقة التي كرست وعمقت ارتباطه بفن التصوير الفوتوغرافي قال العوضي «إن التحاقه بالعمل في شرطة دبي بعد الدراسة الثانوية، هيأ له فرصة ذهبية للابتعاث إلى الولايات المتحدة في دورة تخصصية متعلقة بمجال البحث الجنائي والتعرف إلى أساليب وتقنيات التصوير الفوتوغرافي في هذه المهنة الصعبة والدقيقة والتي تتطلب مهارات ومعارف خاصة لها علاقة مباشرة بمسرح الجريمة، ولكنها مهارات لا تنفصل في الوقت ذاته عن الشروط القياسية التي يتكئ عليها أي مصور محترف». وحول انعكاسات وتأثيرات عمله في المختبر الجنائي على طبيعة ومواضيع أعماله الفنية، أشار العوضي إلى أنها تأثيرات قوية ساهم الجو النفسي المبهم والمريب لمواقع الجريمة في إضفاء شحنة من الغموض والنسق السيكولوجي الصرف على طبيعة وملامح العمل الفني الذي يقدمه. وأشار العوضي إلى أنه يلجأ أحيانا لمواضيع وأنماط تعبيرية أخرى ومفارقة يعتبرها فسحة للتأمل في الطبيعة والتقاط اللحظات الإنسانية المؤثرة التي تبرز بقوة في أعمال البورترية، وفي التفاصيل الشعبية المهملة والمنسية التي تحتضنها المدن والبيئات القديمة، وكذلك طبيعة البشر الذين يقطنون هذه الأمكنة المسكونة بالسر والسحر معاً. وأكد العوضي أن أسفاره ورحلاته إلى بلدان العالم المختلفة، لم تحوله إلى مجرد سائح يلتقط الصور التي التقطها الآلاف قبله، لأنه يبحث في هذه البلدان عن الجماليات المخبأة والمختزنة التي تضيء مسارات البصيرة والروح والذاكرة الإنسانية المشتركة، ومن هنا فهو يقوم من خلال كاميرته بتثبيت اللحظات الحميمية الهاربة في دروب الطفولة، والتي تتوافر وبخصوصية عالية في بلدان مثل مصر والمغرب، وفي صحراء الإمارات ومناطقها النائية أيضا والتي ما زالت الأحياء القديمة فيها مغرية لطقس التصوير والذهاب نحو الصفاء الإنساني المتخلص من ضوضاء المدن الكبيرة. وعن الدور المأمول من جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، تمنى العوضي أن تكون هناك معاهد وكليات متخصصة تقوم بتدريس مادة التصوير الفوتوغرافي وتدخل في تفاصيله وتشعباته العلمية والنظرية، ذلك أن جمعيات التصوير لا تستطيع أن تقدم لوحدها كل المعارف المحيطة بفن التصوير، لأن دورها ينحصر حالياً ــ كما قال العوضي ــ في تقديم العون الفني وشرح تقنيات التصوير وإمكانات الكاميرا للمصورين الجدد والهواة، وهو دور مهم ومطلوب ــ كما أشارــ ولكنه لا يقدم للساحة مصورين محترفين يملكون العدة الأكاديمية الكافية التي يمكن الرهان عليها لاستمرارية وتواصل هذا الفن البصري الراقي الذي يشعّ بخطابه الإنساني والجمالي الخاص والمحتشد بالمعاني والدلالات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©