البشير يخاطب الجنوبيين من ضريح قرنق في جوبا غداً

يوجه الرئيس السوداني عمر البشير خطابا تاريخيا مهما إلى شعب جنوب السودان غدا الثلاثاء من مدينة جوبا بجنوب السودان في زيارة تسبق موعد الاستفتاء بخمسة أيام، ويتوقع أن يلقي البشير خطابه من ضريح مؤسس الحركة الراحل جون قرنق الذي يعد زحد أبرز دعاة وحدة السودان. ويجرى البشير خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا محادثات مع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت تتناول عددا من القضايا من ضمنها الترتيبات لاستفتاء الجنوب، وكانت الزيارة قد أعلن عنها البشير في وقت سابق، مؤكدا أن سيواصل دعوته للجنوبيين بالوحدة لكنه سيحترم خيارهم إذا جاء لصالح الانفصال في استفتاء نزيه وحر. وقال وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان برنابا مريال بنجامين أن جماهير الجنوب ستخرج لاستقبال الرئيس. من جانب آخر طالب نائب رئيس المجلس الوطني أتيم قرنق بفك ارتباط الجنوبيين بالبرلمان القومي والجهاز التنفيذي فورا إذا وقع الانفصال ومنحهم حقوقهم المالية كافة حتى يتفرغوا للترتيبات القانونية والتشريعية التي تتطلبها الأوضاع في الجنوب. واعتبر قرنق بقاء النواب الجنوبيين في البرلمان خلال الفترة الانتقالية التي ستعقب الانفصال سيكون صوريا مبينا أن مرحلة ما بعد الانفصال تتطلب ترتيبات الانتقال من دولة واحدة إلى دولتين، وما يتضمنه ذلك من إجراءات في سن القوانين و إعداد الدستور، مشيرا إلى أن النواب الجنوبيون سينشغلون بترتيب أوضاعهم ولن يكون لهم دور تشريعي. وقال قرنق: لا اعتقد أنني سأدير جلسات المجلس الوطني حال الانفصال، لافتا إلى أن لجنة مشتركة ستجتمع عقب إعلان النتائج لتحديد أدوار نواب الجنوب ووزرائه خلال الفترة ما قبل يوليو المقبل. إلى ذلك، يتوجه وفد رفيع المستوى من الجامعة العربية اليوم الاثنين إلى السودان برئاسة مساعد الأمين العام للشؤون الإعلام السفير محمد الخمليشي للمشاركة في مراقبة الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب الذي من المقرر أن يبدأ الأحد المقبل في الشمال والجنوب وولايات دارفور. وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية إن الوفد يضم 88 موظفا في الجامعة العربية يمثلون كافة الدول العربية الأعضاء في الجامعة سيشاركون في مراقبة 21 مركزا في الخرطوم وجوبا وولايات دارفور. وأشار المصدر إلى أن مهمة وفد الجامعة العربية تأتي في إطار اتفاق بين الجامعة العربية ومفوضية الاستفتاء على القيام بالمراقبة وفرز الأصوات ومتابعة الأجواء التي تحيط بعملية الاستفتاء، على أن يقدم رئيس البعثة تقريره إلى الأمين العام حول نتائج الاستفتاء والبيانات الختامية التي تصدر عنه. وأوضح المصدر أن تكاليف وفد الجامعة العربية في مهمته لمراقبة الاستفتاء من إقامات في مختلف الولايات على نفقة الجامعة العربية. من جانبه، أعرب السفير محمد الخمليشي، عقب اجتماعه مع أعضاء بعثة المراقبة، عن تطلع الجامعة إلى أن يكون السودان آمنا ومستقرا، وأن يتوصل إلى تسوية لباقي القضايا العالقة ومنها “أبيي”. وأوضح الخمليشي أن وجود بعثة مراقبة للاستفتاء تأتي انعكاسا لاهتمام الجامعة بالسودان وأمنه واستقراره، مشيرا إلى أن هذه المهمة هي مراقبة الاستفتاء أيا كانت نتيجته.