«سُحب سوني» تُمطر العالم بملايين الأغاني والقطع الموسيقية

كشفت شركة “سوني” الأربعاء الماضي عن ابتكار خدمة جديدة لبثّ محتوى هائل من الأغاني والقطع الموسيقية “عبر السحاب”؛ وعمدت بالفعل إلى إطلاقها في مرحلة أولى في المملكة المتحدة وإيرلاندا، وسوف يتم تعميمها بعد ذلك في دول العالم. وتأمل “سوني” أن تكسب بهذه الخدمة ذات العوائد العالية، جولة تحدٍّ ضدّ غريمتيها “آبل” و”جوجل” في مجال تقديم الخدمات الموسيقية عبر شبكة الإنترنت. أطلقت “سوني” على خدمتها الجديدة اسم “خدمة سوني للموسيقى بلا حدود” Sony’s Music Unlimited Service وتبثّ من خلالها أكثر من 6 ملايين أغنية إلى أجهزة التلفزيون الموصولة بالإنترنت، وأجهزة تشغيل أسطوانات بلو- راي للفيديو، ومنصّات تشغيل ألعاب بلاي ستيشن، وأجهزة فايو للكمبيوتر وأجهزة الهاتف المحمول “الموبايل”. وأشار كوزيو هيراي نائب المدير التنفيذي لمشاريع الشبكات في شركة سوني إلى أن الخدمة ستقدّم إلى أجهزة سوني بشكل حصري خلال السنوات القليلة المقبلة، ولكنّها ستعمم بثّها على الأجهزة الأخرى بعد استكمال ابتداع أنظمة التشغيل المتوافقة معها. وقال هيراي: “لا نخفي على أحد أننا نرمي من وراء حصر هذه الخدمة بأجهزة سوني على المدى القصير، إلى ترويج أجهزتنا في الأسواق”. وكانت “سوني” قد عانت في السنوات الماضية من صعوبات جمّة في محاولاتها لوضع حدّ لاحتكار شركة “آبل” لأسواق الموسيقى الرقمية المحمولة على الإنترنت؛ ووجدت نفسها مجبرة على إغلاق مخزنها لتحميل القطع الموسيقية في عام 2008 بسبب المنافسة القوية من مخزن آبل الشهير “آي تيونز”. ولكن، ما مبدأ عمل الابتكار الجديد الذي أطلقته “سوني؟”. تقول مصادر الشركة إن هذه الخدمة المبتكرة التي أطلقت بالمشاركة مع شركة “أومنيفون” للاتصالات التي يوجد مقرّها في المملكة المتحدة، تعتمد على عوائد المشتركين في الخدمة الموسيقية وحيث تتدفق الأغاني بلا حساب من مخرنها في دهاليز “الخوادم السحابية المركزية” cloud servers بدلاً من تنزيلها على ذاكرات الأجهزة المحمولة. ومن أجل تأمين المحتوى المطلوب من الأغاني، تعتمد “سوني” على مزوّدين عالميين متخصصين مثل شركة “سبوتيفاي” Spotify في أوروبا، و”باندورا” Pandora في الولايات المتحدة؛ وهاتان الشركتان أثبتتا ريادتهما لهذا الاختصاص على مستوى العالم، إلا أن المزيد من الشركات المشابهة سجّلت دخولها على الخط مؤخراً. وعندما سعَت “آبل” لاحتكار أسواق هذه الخدمة، فلقد عمدت إلى شراء موقع “لالا دوت كوم” lala.com المتخصص ببيع وعرض القطع الموسيقية، في شهر ديسمبر من عام 2009. وأما “جوجل”، فلقد فضلت ابتداع خدمة موسيقية سحابية خاصة بها بحيث يتم تشغيلها على كل الأجهزة اليدوية التي تعمل بنظام “أندرويد” للتشغيل. وحددت “سوني” قيمة الاشتراك الشهري في خدمة “موسيقى بلا حدود” بمبلغ 6 دولارات. ويستفيد المشترك في المقابل من خدمة الاستماع إلى ما يريد من أغانٍ وقطع موسيقية. ويذكر أن الإعلان الأول عن “خدمة موسيقى بلا حدود” جاء على هامش فعاليات “معرض إيفا لإلكترونيات المستهلك” الذي نظم في برلين في شهر سبتمبر الماضي. وخلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته “سوني” الأربعاء الماضي، أعلنت الشركة عن أنها ستعمد قريباً إلى نشر خدمتها الجديدة في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وأستراليا ونيورلندا العام المقبل. وسوف يتأخر موعد إطلاقها في اليابان إلى وقت لاحق لم يحدد بعد بسبب صعوبات تواجهها الشركة في الحصول على حقوق بثّ المحتوى الموسيقي الياباني.