الأربعاء 22 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحديات تواجه شركة «جوجل»

تحديات تواجه شركة «جوجل»
24 ديسمبر 2010 21:39
كتب لاري بيج وسيرجي برين مؤسسا “جوجل” في أحد خطاباتهما للمستثمرين “ان “جوجل” ليست شركة تقليدية كسائر الشركات، ولا في نيتها ان تبقى كذلك في يوم من الأيام”. ومن هذا المنطلق قامت الشركة في هذا العام وحده بشراء حصة في إحدى شركات الطاقة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية، وكذلك بتجربة السيارات التي تسير بدون سائق والتي قطعت حتى الآن نحو 140 ألف ميل في أميركا. ويساعد “جوجل” الخوض في مثل هذه التجارب، نشاطها البحثي الذي تمارسه على الانترنت والذي در عائدات ضخمة على مستثمريها الذين شهدوا تحول الشركة في غضون 12 عاماً من شركة صغيرة إلى عملاقة في “سيلكون فالي” تعرف باسم “جوجل بليكس” قوامها 180 مليار دولار. وتشعبت نشاطات “جوجل” في الانترنت لتشمل كل استخداماته تقريباً، من محرك البحث وخدمة البريد الالكتروني إلى الشبكات الاجتماعية والتطبيقات البرمجية. ولم يقتصر نموها على ذلك، بل تعدته إلى الاستحواذات حيث دفعت نحو 1,7 مليار دولار في 2006 لموقع “يو تيوب”. كما استحوذت في عام 2007 على شبكة “دوبل كليك” الإعلانية مقابل 3,1 مليار دولار. وتدخل “جوجل” حالياً في مناقصة للحصول على “جروبون” للتجارة الالكترونية بعرض قدره 6 مليارات دولار. وبالرغم من ان “جوجل” أصبحت قوة يحسب لها ألف حساب، فانها تواجه اثنين من التحديات المهمة للتجارة. الأول يختص بالمخاوف المترتبة على استغلال قوة “جوجل” وسلطتها، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي في 30 نوفمبر الماضي فتح تحقيق رسمي ضد الشركة بتهمة انها تتلاعب في نتائج البحث لإعطاء الأفضلية لخدماتها. كما واجهت الشركة تحقيقا مماثلا في تكساس عندما تقدمت مجموعة من شركات السفر التي تعمل على الانترنت، بطلب للحكومة لوقف شراء “جوجل” لشركة “آي تي أيه للبرمجيات” العاملة في مجال بيانات الطيران. والتحدي الثاني هو كيفية حصولها على مصادر جديدة للنمو. الاعتماد على الإعلانات وبالرغم من كل التجارب التي قامت بها “جوجل”، فانها ما تزال تعتمد وإلى حد كبير، على الإعلان الناتج عن عملية البحث على الإنترنت. وتبلغ عائدات جوجل من الإعلانات خلال العام الماضي نحو 24 مليار دولار، فيما بلغت أرباحها من هذا المصدر 6,5 مليار دولار. وبدلاً من ان يخفض استحواذ “يو تيوب” من اعتماد الشركة على الإعلان، زاد من معدله. وما يقلق المستثمرين حقاً هو ان تتشابه نهاية “جوجل” بنهاية “مايكروسوفت” التي فشلت في الحصول على مصادر جديدة للنمو، لتحل محل نظام تشغيل ويندوز وبرنامج أوفيس لقدمهما. ويوضح ذلك سبب ركود أسعار أسهم “جوجل”، بالإضافة إلى بزوغ نجم “فيس بوك” كوسيلة جديدة للحصول على البيانات من الانترنت دون الاعتماد على “جوجل”. كما تعمل أنظمة “فيس بوك” و”أبل” على الاستحواذ على بيانات المستخدم وتخزينها مما يجعل محرك بحث “جوجل” غير قادر على استخلاصها. وأصبح بذلك “فيس بوك” يوصف بنقطة “نهاية البيانات”. تراخيص المحتوى ولم تقف حواجز البيانات عند هذا الحد حيث لم تعد شركات الإعلام متحمسة لمنح تراخيص المحتوى إلى “جوجل” أو إلى جعلها متاحة على الانترنت. ويعني تسابق شركات الصحف نحو الكمبيوتر اللوحي والمتعطشة للحصول على مصادر ربح جديدة، ان العديد منها تقوم بسحب المحتوى الذي كان يتاح مجاناً على الانترنت. كما لا تخلو “جوجل بليكس” من المشاكل حيث بدأ كبار نجومها في هجرها، مثل عمر حموي مؤسس شركة “آد موب” للإعلان المتحرك التي استحوذت عليها “جوجل” السنة الماضية، وكذلك لارس راسموسن الذي ترأس مشروع “ويف” لخلق أداة جديدة للتعاون على الانترنت والذي رحل بعده إلى “فيس بوك”. وبما ان البعض ممن كانوا يعملون في “جوجل” يتهمونها ببطء اتخاذ القرار، فانها لم تعد جاذبة لمواهب جديدة. لكن هل يعني كل ذلك خبو بريق “جوجل” وانتهاء حقبة مجدها؟ من الصعب المراهنة على ذلك. صحيح ان صافي عائدات الشركة تراجع من 56% في 2007 إلى 9% في السنة الماضية، لكن ربما يعتبر ذلك منطقياً في ظل التراجع العام الذي ساد اقتصادات العالم. كما تبدو هناك بعض البوادر التي تشير إلى نمو الشركة حيث ارتفعت عائداتها في الربع الثالث بنسبة 23% إلى 7,3 مليار دولار. توجهات مهمة وعلاوة على ذلك، تعتبر “جوجل” في وضعية ممتازة للاستفادة من العديد من التوجهات المهمة. أولها النمو السريع في كمية المعلومات المنتجة في أنحاء مختلفة من دول العالم التي تمثل المواد الخام التي يتغذى عليها محرك بحث “جوجل”. كما يخولها وضعها أيضاً لكسب المزيد من العائدات نسبة لارتفاع معدل تحول الإعلان نحو الانترنت. وتوصل بنك “مورجان ستانلي” إلا ان أفراد الشعب الأميركي يقضون 28% من وقتهم لمتابعة أجهزة الإعلام على الانترنت، ومع ذلك لا يتجاوز إجمالي الإنفاق على إعلان الانترنت سوى 13% فقط من إجمالي الإنفاق على الإعلانات. وفي حالة نمو الإعلان على هذه الوتيرة، فمن المرجح ان تضاف نحو 50 مليار دولار لإعلان الانترنت كل سنة. وبإمكانية استخدام الانترنت على الأجهزة المحمولة، يبدو ان فرصة أخرى أتيحت لـ”جوجل” التي تملك نظام تشغيل الهواتف الذكية “أندرويد” لاستغلالها. وبالرغم من ان “جوجل” لا تفرض رسوما على استخدامه، فانه يعمل كوسيط لتشجيع المستخدم للاستفادة من الخدمات الأخرى مثل البحث والبريد الالكتروني. وبدأت “جوجل” في الاستفادة الفعلية من هذه الخدمات حيث أصبح “أندرويد” يستحوذ على 26% من السوق منافساً “لآي فون”. ويبدو ان الشركة متحمسة لنشاطات هواتفها الذكية، حيث جعلت “الأوامر الصوتية” التي يمليها المستخدم على هاتفه الأمور أكثر سهولة. وبما انه يمكن للهاتف الذكي تحديد مكان صاحبه، تقوم “جوجل” بإرسال إعلان يُعين ذلك المستخدم على الوصول إلى أقرب مطعم أو فندق أو أي خدمة أخرى يحتاجها مما يزيد حجم المبيعات. وتركز “جوجل” حالياً على إعلان العرض الذي يختلف عن إعلان البحث حيث صُمم الأول لتعزيز السلعة المعروضة أكثر من بيعها فقط. وتشير البوادر إلى ان الشركة بدأت في قطف ثمار إعلان الهاتف المحمول وإعلان العرض. ومن المتوقع ان تبلغ عائدات إعلان الهاتف المحمول نحو مليار دولار، وإعلانات العرض على الإنترنت نحو 2,5 مليار دولار سنوياً. وتستثمر “جوجل” بقوة في إعلان العرض على الإنترنت علماً بأن عمليات بحثها بلغت نحو ملياري متصفح يوميا في أميركا وحدها. ودفعها ذلك لتطوير عمليات البحث لتكشف النقاب بداية هذا العام عن خدمة “جوجل إنستانت” التي تُمكن المستخدم من الوصول إلى نتيجة بحثه قبل الانتهاء من كتابة المادة المراد بحثها. ولخوض منافسة الشبكات الاجتماعية وبدلاً من ان تخلق الشركة منافس “للفيس بوك”، تخطط في الشهور القليلة القادمة لطرح ما يعرف “بالطبقة الاجتماعية” لتضاف إلى منتجاتها الحالية. وتُمكن هذه الخدمة مستخدمي “يو تيوب” من الاضطلاع على النشاطات التي يقوم بها أصدقاؤهم على “يو تيوب” عند سماح “جوجل” بتبادل مثل هذه البيانات. وللحفاظ على مواهبها من الهجرة إلى مؤسسات أخرى مثل “فيس بوك” وغيرها، قامت الشركة في الشهر الماضي برفع الأجور 10% بالإضافة إلى تقديم ألف دولار كحافز. ولجذب عدد أكبر من المواهب، استحوذت هذا العام على بعض الشركات الصغيرة مثل “إسلايد” لتصميم برمجيات الشبكات الاجتماعية، و”سوشيال ديك” لصناعة الألعاب الاجتماعية على الهواتف النقالة. لكن لا يكفي المال وصنع القرار وحدهما لضمان بقاء المواهب التي لا تنتظر أن تجني لها الوظيفة الأموال فحسب، بل لتكون ملهم لأفكار جديدة وخلاقة، مما حدى بـ”جوجل” الدخول في مشاريع مثل الطاقة النظيفة والسيارات التي تقود نفسها. نقلاً عن: «ذي إيكونوميست» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©