شرطة أبوظبي تعود طفلي حادث «احتراق المركبة» وتكرِّم «المنقذ»

كرّمت مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، الشرطي محمد علي بشر من مرتب المديرية، الذي أنقذ الطفلين اللذين أصيبا بحروق بليغة في حادث احتراق سيارة كانا بداخلها أثناء وقوفها في المواقف التابعة لمركز المارينا مول يوم أمس الأول، حيث قام بتحطيم نوافذ المركبة بيديه، وأخرج الطفلين اللذين كانا في حالة يرثى لها نتيجة للحروق البالغة التي أصيبا بها، وكمية الدخان الذي استنشقاه. وأعرب العقيد مهندس حسين أحمد الحارثي مدير المديرية عن تقديره لما قام به شرطي المرور من جهود إنسانية كان لها الأثر الأكبر في إنقاذ حياة الطفلين، مشيراً إلى أن واجب الشرطة هو تقديم العون الإنساني في كافة الأحوال، داعياً منتسبي «المرور» إلى الحذو حذو الشرطي محمد بشر الذي قدّم مثالاً رائعاً في البذل والعطاء. وكان التدخل البطولي للشرطي بشر قد أنقذ الطفلين بعد أن وصل إلى موقع الحادث على دراجته في أقل من دقيقتين على تلقي البلاغ، وقام بتحطيم نوافذ المركبة بيديه وإخراج الطفلين. من ناحيتها، حاولت «الاتحاد» الوقوف على حالة الطفلين الصحية، من خلال الاتصال مع مختلف الجهات المعنية بالحادث، التي رفضت جميعها الإدلاء بأي معلومة تسهم في طمأنة الجمهور الذي أبدى تعاطفا كبيرا مع الطفلين الشقيقين. في السياق ذاته زار العقيد الحارثي ووفد من مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي أمس، الطفلين وهما شقيق وشقيقته يبلغان من العمر 4 سنوات وسنتين ونصف، حيث يرقدان حاليا في مستشفى مدينة خليفة الطبية. وأبدى الحارثي أسفه لإصابة الطفلين في الحادث، متمنياً لهما الشفاء العاجل والخروج من المستشفى سالمين، منوهاً بأن دور الشرطة يتركّز في توعية المجتمع ووقايته وتعزيز الدور الاجتماعي، من خلال توثيق العلاقة القائمة بين عناصر الشرطة والمجتمع من أجل توفير السلامة المرورية. ودعا قائدي المركبات إلى عدم ترك مركباتهم ومحركها في وضعية التشغيل بعد نزولهم منها لأي سبب كان، حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة، لأنه قد يعرّضها إلى السرقة أو الحوادث الأخرى مثل الاحتراق أو العطل الفني المؤدي إلى حوادث مأساوية. وشدّد على أن ترك محرك المركبة يعمل من دون وجود السائق يعتبر مخالفة مرورية تبلغ غرامتها المالية 300 درهم، مضيفاً أن العبرة ليست في الغرامة بحد ذاتها، بل بالمخاطر والعواقب التي قد تنتج عنها مثل وجود الأطفال داخل المركبة، ممّا قد يؤدي إلى الوقوع في المحظور وتعريض الأطفال إلى خطر غير محسوب. وأكد ضرورة التزام قائدي المركبات بجلوس الأطفال دون سن العاشرة في المقاعد الخلفية، واستخدام المقاعد المخصصة لهم، التي تناسب أعمارهم، ما يوفر الحماية لهم في حالة وقوع الحوادث المرورية. في السياق عينه، كرّمت شركة الأمن الخاصة التي تتولى حفظ الأمن في مركز «المارينا مول»، موظفيها الذين قدموا الدعم والمساعدة في عملية الإنقاذ والإطفاء، حيث تعرض اثنان منهم لحروق بسيطة في اليدين خلال مساعدتهما الشرطي محمد علي بشر في إطفاء النار داخل المركبة وإخراج الطفلين أحياء منها، قبل وصول سيارات إسعاف الشرطة. وبحسب التقرير المبدئي لشرطة أبوظبي، لم تعرف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع النيران في السيارة، والتي يرجّح أن تكون لأسباب فنية تتعلق بحدوث «ماس» كهربائي. وناشدت الإدارة العامة للدفاع المدني في أبوظبي الأهالي عدم ترك أبنائهم داخل السيارة، تحسباً لوقوع مثل هذه الحوادث، وتعريض أبنائهم لخطر الحريق. ودعت السائقين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر وتفقّـد السيارة قبل استخدامها مع التقيّد بشروط الوقاية والسلامة الخاصة بالسيارات، مطالباً الجمهور من المواطنين والمقيمين بقراءة الكتيّبات والنشرات الخاصة بالإجراءات الوقائية في مثل هذه الحالات.