السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دينيس ديفز يحكي في أبوظبي عن رحلته مع «العربية» وترجمتها إلى الإنجليزية

دينيس ديفز يحكي في أبوظبي عن رحلته مع «العربية» وترجمتها إلى الإنجليزية
27 ديسمبر 2010 21:41
استضاف المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة أمس الأول في مقر المركز بأبوظبي الباحث والمترجم الكندي دينيس جونسون ديفز في محاضرة بعنوان “كيف أمكن ذلك؟ اتيت لدراسة اللغة العربية لأصبح بعد ذلك أحد رواد ترجمتها”، وحضر الأمسية شخصيات اجتماعية وثقافية ودبلوماسية كما شهدها أدباء وصحفيون ومن المهتمين بالترجمة. وفي تقديمها لديفز قالت الإعلامية فاطمة اليتيم”إن دينيس جونسون ديفز أحد أهم المترجمين الذين استطاعوا تعريف العالم الغربي بإنجازات الثقافة العربية الحديثة”. وقالت “بالإضافة إلى ذلك فهو حائز جائزة الشيخ زايد للكتاب “فرع الشخصية الثقافية” للعام 2007 لإسهامه المتواصل في إثراء الثقافة العربية بترجمة عيون أدبها إلى اللغة الإنجليزية منذ منتصف القرن العشرين ودوره في التعريف بكلاسيكيات الأدب العربي في الأوساط الجامعية والعلمية في الغرب”. واستعرضت اليتيم حياة ديفيز العلمية والثقافية وإسهاماته في مختلف الدول العربية التي وفد إليها خاصة الإمارات التي عاشها منذ زياراته الأولى لها في نهاية الخمسينيات حتى اليوم في المشاركة بمنجزها الثقافي والإعلامي. واستهل دينيس جونسون ديفز محاضرته بالحديث عن تجربته مع اللغة العربية وتوجهه لدراستها التي وصفها بـ”الصدفة”. وقال”عندما كنت في سن الرابعة عشرة كان لي إلمام بالعربية، حيث درست في مدرسة اللغات الشرقية، وعليه قررت الاستمرار بتعلم هذه اللغة عندها دخلت إلى كمبردج ومنها ذهبت إلى إذاعة الـBBC التي طلبت حينذاك طلاباً يدرسون العربية للانضمام إليها وكنت الغربي الوحيد الذي تقدمت لأكون مذيعاً فيها”. وأشار ديفز إلى تعرفه بعدد من العرب في لندن مما زاده تبحراً في اللغة العربية والذي استدعى رحيله إلى مصر، حيث سكن في مدينة “الزقازيق”، وهناك اطلع على الرواية والقصة القصيرة المصرية والعربية التي حفزته على ترجمتها إلى الإنجليزية خاصة في ظل صداقاته لعدد من روادها وبخاصة نجيب محفوظ ويحيى حقي ويوسف إدريس ومحمود تيمور وقبل ذلك المفكر لويس عوض. وتحدث ديفز عن فهمه للترجمة التي لا تستدعي لديه مقابلة الكلمة بالكلمة والحرف بالحرف بل مقابلة المعنى بالمعنى لأن الطريقة الأولى تخلق نصاً مشوهاً واعتبر السياق اللغوي هو السبيل لبناء الجملة المترجمة، حيث يحافظ المترجم -بحسب ديفز- على السياق والدلالة كي لا يأخذ النص مساراً مختلفاً. وأشار إلى أنه وصل بترجماته إلى أكثر من 38 كتاباً في الرواية والقصة القصيرة وترجم قصصاً للأطفال وصلت إلى ما يقرب من 59 قصة. وأوضح الدوافع التي جعلته يختار دراسة اللغة العربية عندما خيره والده في توجهه بين العلوم بأن هناك دوافع ومسببات عديدة جعلته يدرس العربية ومنها ما استهواه في الشرق، خاصة مصر، وحضارتها ومعيشة الناس فيها. وتطرق ديفز إلى مشكلات الترجمة في اللغتين الإنجليزية والعربية، وإلى أن اللغة العربية تعتبر من اللغات الصارمة قواعدياً كونها لغة كلاسيكية، ومن هذا الباب وفي هذا الإطار يجد ديفز من الصعوبة بمكان أن تصبح العربية لغة عالمية، أما الإنجليزية فوصفها باللغة البسيطة في قواعدها وأساليبها، واعتبر ديفز رأيه هذا صريحاً بالرغم من حبه للغة العربية وعشقه لها. وتحفظ ديفز على توصيفه بالمستشرق، فهو لا يحبذ أن ينعت بهذا المصطلح وله في ذلك رأي حيث يقول “إننا نعيش في دنيا واحدة وليس هناك شرق أو غرب، وأنا عشت في مصر والبلاد العربية كلها وأملك جوازا إنجليزيا ومولدي في كندا وطوال حياتي في البلاد العربية، فلهذا أجد أن كلمة مستشرق لا تنطبق عليّ مطلقاً”. وتحدث ديفز عن لقائه بالمفكر الاسلامي الدكتور عزالدين إبراهيم متذكراً لقاءه به عام 1950 في قطر وتعاونهما معاً في الإمارات على ترجمة الأحاديث النبوية الشريفة بتكليف من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، خاصة بعد أن أنجزا مسرحية “ياطالع الشجرة” لتوفيق الحكيم 1966 وكانت حصيلة تعاونهما أن ترجما “الأربعين النووية” و”الأحاديث القدسية” وكتاب “الكلم الطيب” لابن تيمية. واستذكر ديفز فترة تأسيس إذاعة “صوت الساحل” في دبي عام 1969 ولقاءه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، حيث طلب منه أن يتولى إدارة الإذاعة والتلفزيون بدبي. وتحدث عن لويس عوض ويحيى حقي وتوفيق الحكيم ومحمد مندور ويوسف إدريس ونجيب محفوظ واعتبر نفسه مساهماً فاعلاً في وصول محفوظ للعالمية ثم نوبل وأشار إلى ترجمته لأعمال الروائي السوداني الطيب صالح الذي اعتبره الأقرب إلى نفسه ويحيى حقي الأكثر ثقافة وجهوده في تصوير المشهد الشعبي المصري المهمش مهمة جداً. كما تطرق ديفز إلى إسهاماته في ترجمة أعمال المتأخرين من كتّاب القصة من مثل سعيد الكفراوي ويحيى الطاهر عبدالله وصنع الله إبراهيم ومحمد خفير ومحمد المر وغسان كنفاني.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©