الأربعاء 22 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مهرجان دبي يحتفي بالشعراء الإماراتيين الرواد

مهرجان دبي يحتفي بالشعراء الإماراتيين الرواد
10 مارس 2009 01:21
احتضن بيت الشعر بمنطقة الشندغة القديمة بدبي مساء أمس الأول الاحتفالية المكرسة للشعراء الإماراتيين الرواد، وهم: سلطان بن علي العويس، وحمد أبوشهاب، وأحمد بن سليم، وذلك ضمن الفعاليات الخاصة بمهرجان دبي الدولي للشعر· حضر الاحتفالية عدد من الفعاليات الثقافية بالدولة ولفيف من الشعراء والإعلاميين الذين عاد بهم المعمار التراثي للمكان إلى الزمن الشعري الجميل والفطري الذي أسس القوام الإبداعي والمعرفي والجمالي لهؤلاء الراحلين الكبار، الذين نثروا أشعارهم في هواء (السكيك) القديمة وسقوا قصائدهم من ماء المحبة والصبر والعرفان· بدأت أولى فقرات الاحتفالية بكلمة لبلال البدور المدير التنفيذي للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع حول الشاعر الراحل حمد أبوشهاب المولود بإمارة عجمان في أواخر ثلاثينات القرن الماضي، فقال عنه البدور: ''هو شاعر مطبوع، أذكى شاعريته بالاطلاع والقراءة في أشعار السابقين والمعاصرين له، فجاءت تجربته الشعرية من استعداد فطري وملكة بارعة ودربة سليمة أما قاموسه اللغوي، فهو غني لفظاً ومعنى· وكانت قصيدته النبطية قريبة من الفصحى لثراء قاموسه اللغوي الذي استفاد منه في توظيف المفردة الفصيحة في الشعر النبطي''· ثم استعرض البدور التحولات الأدبية والحياتية والسياسية التي لامست تجربة الراحل الكبير، فذكر أن المرحلة الأولى في تجربته اتسمت بالميل إلى الكتابة الغزلية، وكانت أول قصيدة كتبها في هذا السياق هي قصيدة ''أتذكرين''، وقد نصحه الناصحون ولامه اللائمون على هذا الضرب من الشعر، فأجابهم بأنهم لا يفقهون ما يعتمل في قلب العاشق من عواطف ولواعج وأشواق· وفي الخمسينات والستينات وجدنا الشاعر وقد تحول في مضامينه الشعرية نحو السياسة، حيث شهدت هذه الفترة المد العروبي القومي والدعوة إلى التحرر من الاستعمار، كما شهدت هذه الفترة في نهاياتها نكسة ،67 وأثر ذلك كثيراً على شعر أبوشهاب فأخذ الطابع التشاؤمي، وانتقاد الأوضاع والمواقف السياسية السائدة آنذاك· وأضاف البدور: في فترة السبعينات بدأت مرحلة (القاهريات) في شعر أبو شهاب، وذلك عندما ذهب إلى القاهرة في دورة تدريبية في الإعلام، وهناك تثور العاطفة المشبوبة ثانية بعد أن شغلته السياسة فترة عقدين من الزمان، وفترة الثمانينات تتوثق علاقة الشاعر بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فتكون له الحظوة لديه وينشئ قصائد في مدحه، كما تتوثق علاقته بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فيدوم بينهما التواصل والتقدير، وبعد هذه المرحلة وحتى منتصف التسعينات انشغل الشاعر بوشهاب بقضايا التاريخ والدفاع عن القيم الدينية واللغة العربية والشعر العربي، ومنذ منتصف التسعينات وحتى وفاته بدأ العود على البدء، حيث نرى الشاعر يستذكر الماضي ويعود إلى عهد الصبا ويعدد مناقب ذاك الزمان، فيودع الحياة مرتبطاً بالحب كما بدأ به حياته الشعرية فهو القائل: ولولا الحب ما غنى المغني ولا صدح الهزار على الغصون ولا جادت قرائحنا بشعر تضوع منه عطر الياسمين ثم ألقى الدكتور عبدالإله عبدالقادر مدير مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية كلمة حول التجربة الحياتية والأدبية للشاعر الراحل سلطان بن علي العويس قال فيها إنه ولد في العام 1925 في منطقة الحيرة بالشارقة، حيث كانت الحيرة هي البؤرة الشعرية التي شهدت ولادة عدد من الشعراء والأدباء الإماراتيين الرواد المميزين أمثال خلفان بن مصبح وسالم العويس وحمد العويس· وأضاف عبدالقادر: ''كان العويس متجدداً من جميع النواحي، فهو شاعر وتاجر وإنسان يحب الحياة متمثلة في المرأة، التي تمثل بالنسبة له كل أوقاته، فهي يومه وليله وكل قصيدة نقرأها له نجد فيها طيفاً لعنوان امرأة أثرت فيه وطبعت حضورها على صفحات قلبه الكبير''· وأشار عبدالقادر إلى أن سلطان العويس كان أمام تحدٍ كبير تمثل في الإرث الإبداعي الثقيل الذي تركه السابقون من الأدباء والشعراء في عائلته، وكان عليه أن يبدأ من حيث انتهى أسلافه، وكان عليه أيضاً أن ينافس أبناء الحيرة الذين عاصروه في الشعر والكتابة· وعن المدن التي أثرت في التجربة الشعرية للعويس، قال عبدالقادر إن مدينة بيروت كان لها حضور طاغٍ في شعره، فهو يرى فيها الأحلام العظيمة والذكريات التي لا تطفئها الأيام والتي تؤججها الصداقات الجميلة وأجواء الحب والحرية التي لا تتكرر في عاصمة أخرى، وقد ذكر بيروت ولبنان في قصائده الكثيرة، وأشار عبدالقادر إلى أن هناك جمالية خاصة في شعر العويس تتمثل في جدلية العلاقة بين الوطن والمرأة والحرية، فربط بين هذه العناصر ضمن أرضية واحدة ومتداخلة وخلاقة· وفي الفقرة الثالثة من الاحتفالية قدم بلال البدور ورقة أخرى حول تجربة الشاعر الراحل أحمد بن سليم المتوفى في العام ،1976 مشيراً إلى أنه من مواليد إمارة دبي في أواخر القرن التاسع عشر وبرز بين أهله ورفاقه، حيث كان مولعاً بالاطلاع والقراءة وحب المعرفة، وكان لإقامته لفترة ليست بالقصيرة في الهند دور في تكوينه الثقافي والإعلامي، حيث عمل مذيعاً في إذاعة (عموم الهند) واحتك برواد الحركة الفكرية العرب الذين كانوا يفدون إلى مومبي في تلك الفترة· وأشار البدور إلى أن ابن سليم شارك أيضاً في الكتابة الصحفية، حيث نشر في الخمسينات مقالة حول عروبة الخليج بمجلة الشرق الأدنى التي كانت تصدر في قبرص· وعندما عاد إلى دبي في العام 1947 عمل مع حاكمها الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حيث عين ناظراً للجمارك، كما ساهم في الاجتماعات التأسيسية التي مهدت لقيام دولة الإمارات· وعن نتاجه الشعري، قال البدور: ''له شعر تقليدي المنحى، ولغته الشعرية متميزة، وقاموسه اللفظي عربي قويم متمكن من عروض اللغة والنحو العربي، وقد نظم في الشعر بشقيه الفصيح والنبطي، فأجاد فيهما وتميز''· وقام الشاعر الإماراتي سالم الزمر خلال الحفل بقراءة مجموعة من القصائد المتميزة للشعراء الثلاثة المحتفى بهم، وتخللت الحفل معزوفات على الربابة قدمها الشاعر والإعلامي مهلي الحشاش، كما تم عرض مجموعة من المقتنيات الخاصة للشعراء الثلاثة والتي أعادت الحضور إلى زمن جميل ولى ولكنه مازال حاضراً في ذاكرة الشعر ومخيلة المكان·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©