الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باراك اوباما·· وراء العدسة وبين السطور

باراك اوباما·· وراء العدسة وبين السطور
11 مارس 2009 23:13
يستعرض كتاب ''الرئيس أوباما، المسيرة نحو البيت الأبيض'' الصادر حديثاً عن دار العربية للعلوم ''ناشرون''، السيرة السياسية لباراك اوباما منذ اللحظة الأولى التي ظهر فيها على الساحة في مقالات وصور للوجه الجديد الطامح للترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، من خلال تفكيره الهادئ واسلوبه المتزن، وفي احترام ذكاء جمهوره وقدرته على جعل الناس حوله يعملون بصورة متناغمة، وفي إبتكاره الخطاب السياسي الجديد عكس من سبقه من الرؤساء· بداية خطواته انطلقت في روكفورد إلينوي حين تجمع حوالي الف شخص في قاعة لكلية ''روك فالي'' من اجل المشاركة في اجتماع المدينة الذي يعقده عضو مجلس الشيوخ عن الولاية باراك اوباما، الذي اصبح ظاهرة سياسية في اميركا في أقل من ثانية، مع الجموع التي أصابها دوار التوقعات· كان يتنقل في القاعة وسط الهتاف والتصفيق نحو مكبر الصوت قائلاً: ''اشتقت اليكم'' كما كان يقول ''لقد سئمت واشنطن'' فنراه كما وصفه الكتاب بتميزه في إبطاء ايقاع حديثه· هذا هو وقد تم انتخاب اوباما كعضو في مجلس الشيوخ إلينوي بعد ثلاث سنوات، عمل خلالها كمحام متخصص بالقضايا المدنية، وكأستاذ قانون في شيكاغو، حيث اوجد لنفسه وبسرعة كبيرة شكلاً مختلفاً عن معظم التشريعيين الأميركيين من أصل افريقي· اوباما تجاوز التقسيم العنصري عفوياً، مما جعله يتجاوز جميع التقسيمات والإجابة عن جميع الأسئلة المستحيلة التي تصيب الحياة الاجتماعية، لقد دعم هذه الآمال بأشياء واعدة عظيمة وذلك من الناحية النظرية على الأقل· لقد قال: ''اميركا مستعدة لسياسة انتقالية جديدة من النوع الذي قدمه جون كينيدي ورونالد ريجان وفرانكلين روزفلت''· لكن هؤلاء الساسة كانت لديهم أفكارا عظيمة وعزيمة لخوض المخاطر المحدقة بهم· استطاع اوباما كسب تسمية الحزب ''الديمقراطي'' له لخوض الإنتخابات الرئاسية، والكشف عن شريكته ميشيل في استعدادها لتكون السيدة الأولى ومساعدته في الخدمة العامة بحماس وفي التعامل مع التحديات المستقبلية، مع انها تتمتع في جوهرها بالنشاط والتوازن، فكانت تعتمد على احاديث ارض الواقع وتتفاعل معه، والتي تعتبره الأكثر دقة للأحداث· فهي تذكر كل من قرائها بالحقيقة المقررة بأن السود عليهم أن يبذلوا ضعفي ما قد يبذله البيض لنيل نصف ما ينالونه· ففي خبرتها طوال حياتها تقول ميشيل بأن التعليم مهم، ولذلك يجب منح جميع الأطفال الفرصة للإلتحاق بالجامعة· تقول: ''لقد كبرنا في مجتمعاتنا وبين جيراننا وعائلاتنا ونحن نعلم ما نعلم· لا خطأ ولا لوم، ولكن عندما تسنح الفرصة للناس للتفاعل فلن يكون هناك حاجة حتى الى العيش مع الآخرين تحت السقف نفسه· هذه هي طبيعة الحياة عندما تنتمي الى الأقلية في معظم المواقف''· يظهر الكتاب ان أكثر المواقف المحبوبة والممتعة خلال ظهور ميشيل العام هي المواقف المرتجلة منها عندما تشير الى باراك قائلة: ''هذا هو الشاب الذي أعرفه وهذا هو الرجل الذي تزوجت منه''· اما اذا عدنا الى قصة الأم التي كانت أكثر الناس تأثيراً على اوباما ولا يعرف عنها معظم الأميركيين شيئاً· انها (ستانلي آن دونهام) الأم والمرأة الحالمة حيث كان أطفالها هم المجبرين على التعايش مع اختياراتها· بكت كثيراً وكانت تبكي حين ترى حيوانات تعامل بقسوة او إذا شاهدت فيلماً حزيناً ومع ذلك لم تكن تخاف· لقد تجاوزت والدته طبقتها الوسطى والمكان الذي نشأت فيه، لتصبح امرأة وحيدة قوية· لقد ورث اوباما ذكاءها وجرأتها من بعد ان تركه والده في عامه الأول، ويلوم نفسه على ارتكاب غلطة هي أنه لم يكن الى جانبها حين ماتت· الفتى النحيف إن اندفاع اوباما تجاه المنصب الرفيع لا يكشف الكثير من الصراع كانت لديه جملة يكررها دائماً على رأس إعلاناته في حملاته الإنتخابية ''نعم نحن نستطيع''· فإعتبره الناس نجما عندما قدم نفسه لجمهوره، بتلخيص قصة حياته· بدايةً بنقل حبه لعائلته وبذكر كل من والديه المتوفيان، وبأنه يتيم وابن اميركا، وبقوله ان قصته تبدو مستحيلة· انه (الفتى النحيف ذو الإسم الغريب)، الذي قام بحملة ساحرة أعادت كتابة القواعد في السياسة الأميركية نحو التغيير· مرشح أميركي يصنع التاريخ محققاً أكبر نصر ديمقراطي· لقد قال اوباما كلمته أمام الشعب ليلة انتخابه ''ان هذا النصر ليس التغيير الذي نسعى الى تحقيقه، لكنه مجرد فرصة لكي نصنع التغيير، وهذا لن يحدث إذا عدنا الى الطريقة التي كانت تسير عليها الأمور''· يعتمد هذا الكتاب كونه توثيق للتاريخ في مقالاته، وفي ذكر وقائعه كمذكرات ليتيح للقارئ المعرفة والإطلاع على الأمور الحاسمة التي جعلت اوباما يفوز بثقة شعبه والخطوات في شق طريقه الى النصر التاريخي لرئاسة وقيادة اميركا· كما وعرض ايضاً مسيرته بالصور بعدسة وعين كالي شل التي واكبته في حملاته وتحركاته اثناء تغطيتها لمجلة ''تايم'' منذ عام 2006 حتى اصبحت جزءاً من العائلة، مما ساعدها على اظهار الجانب الخاص والحقيقي منه عن طريق تصويره في المناطق التي لم يستطع احد ان يلتقطه فيها· إن ما جاء في هذا الكتاب يستحق القراءة لأنه فعلا مسيرة حملت بين ثناياها سرداً دقيقاً حاذقاً رائعاً لخطوات اوباما بالصورة والتفاصيل والأجزاء فإنه لا يتناول المفاهيم السياسية تناولاً عميقاً، فأوباما لديه عدد كبير من الأفكار وبعض الأشياء ينتهي بها الأمر الى الحذف من المشهد النهائي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©