الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. خراب الفتنة

غدا في وجهات نظر.. خراب الفتنة
30 سبتمبر 2012
الإسلام والفكر العلماني الغربي حسب د.السيد ولد أباه: تبلور هذه الأيام اتجاهان بارزان في الكتابات الفكرية الغربية اتجاه الفيلم المسيء ورسوم الكاريكاتور المستهجنة: اتجاه ذهب إلى اعتبار الدفاع المبدئي عن حرية التعبير خطاً أحمر في المسلك الديمقراطي غير قابل للتقييد بسقف معياري، ولو كان احترام المعتقدات والديانات، واتجاه أدان التجاوزات ضد الدين الإسلامي واعتبرها نمطاً من نزعة الكراهية والغلو التي يتعين محاربتها باسم الفكر الليبرالي نفسه. يعكس هذا الإشكال رهاناً محورياً من محاور تصور المسألة الدينية في الفكر الغربي المعاصر الذي تؤطره ضوابط أولها: تحرر العقل من قبضة المؤسسة الدينية التي كانت تقنن في السابق الوعي العقدي وتكيف مضامين الممارسة الإيمانية. فالتنوير كما بين "كانط" في نص مشهور حول عصر الأنوار هو إعلان "رشد" الإنسان وخروجه من حالة القصور الناتجة عن امتثاله للسلط المعرفية، وفي مقدمتها سلطة المنظومة الدينية. مثالية أوباما وواقع العالم الإسلامي يقول كُرت شيلينجر: ظلال القاهرة كانت مرئية في نيويورك هذا الأسبوع، عندما تحدث الرئيس الأميركي في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول علاقات أميركا بالعالم الإسلامي الآخذ في التغير. فتماماً مثلما فعل في الخطاب التاريخي الذي ألقاه في جامعة القاهرة خلال بداية رئاسته، أوضح أوباما يوم الثلاثاء الماضي الحاجة إلى "مصلحة واحترام متبادلين" بين المسلمين والأميركيين. وفي نيويورك والقاهرة، أظهر الرئيس الأميركي مثالية جديدة تجاه الشرق الأوسط، مثالية تضع المصالح الأمنية والاقتصادية الأميركية في صف واحد مع رفاهية ومصلحة الشارع العربي، وليس مع طول عمر أنظمة فشلت وأساءت معاملة شعوبها. غير أن تحولاً كبيراً وقع في المنطقة منذ الخطاب الذي ألقاه أوباما في القاهرة في يونيو 2009. اعرف قدرك لتصلح نفسك يرى منصور النقيدان أن التطورات الأخيرة التي عاشتها منطقتنا، بعد الاضطرابات والاحتجاجات التي تسبب فيها فيلم "براءة المسلمين"، تؤكد أن ما نعيشه اليوم من تغيرات جذرية، يمثل فرصة تاريخية أمام جهود التغيير والتجديد ولإحداث حركة تصحيحية كبرى، ترعاها الحكومات وتدفع بها إلى الأمام، بدلاً من أن نتفاجأ بأزمة خانقة تلو أخرى، أو أن نكون عرضة كما شهدناه في الأيام الأخيرة لاستئساد الرعاع، وانفلاتهم، وتوجيههم للنخبة السياسية. ولأننا نحن المسلمين نعيش أزمات عميقة وجرحاً نرجسياً لا يندمل، نتج عن التحول الحضاري الهائل الذي عاشته البشرية وجرف معه تاريخاً مجيداً من النفوذ والعلو في الأرض، فقد سعت قلة من المفكرين والمصلحين المسلمين لإيجاد مخرج وحبل نجاة. فالمسلمون اليوم لا يشكلون إلا لوناً ثقافياً ضمن تشكيلات من الديانات والملل إضافة إلى المذاهب والهرطقات التي أصبحت ديانات تزاحم الديانات الكبرى العتيقة، وهذا يجعلنا نشعر بالتواضع وألا ننسى قدرنا ومكانتنا بين الثقافات. الحالة الكويتية: عود على بدء! لم تكن الكويت- حسب د. عبدالله خليفة الشايجي- بحاجة إلى "الربيع العربي"، الذي لم يكن له تأثير يُذكر على حراكها وصخبها السياسي، ليمارس الكويتيون مستوى متقدماً من المشاركة السياسية والرقابة والتشريع. ولكن يبقى مأزق النظام السياسي الكويتي، الأكثر حراكاً وصخباً على المستوى العربي، هو فقدان كلا الطرفين، الحكومة الكويتية ومجلس الأمة، لأغلبية تمكن أياً منهما من الصمود والبقاء لفترة كافية تمكنهما من تحقيق برنامج الحكومة ومشاريعها، أو أولويات المجلس. فالحكومات مكشوفة ولا تتمتع بغطاء من البرلمان الذي يزداد قوة وصلابة. ولذلك شهدنا عشر حكومات في ستة أعوام، وخمسة برلمانات خلال تسعة أعوام، والبرلمان السادس على الطريق، وهذه أرقام قياسية في تاريخ العمل الحكومي منذ عام 1962. وكنت قد علقت في "الاتحاد" في عدة مقالات خلال الأشهر الأخيرة مشخصاً الحالة الكويتية الصعبة وسط احتقان دائم وصراع وحراك وانسداد أفق سياسي وأزمات سياسية ودستورية. فكتبت مقالات حملت عناوين: "ما يجري في الكويت ليس ربيعاً عربياً"، و"ربيع كويتي وليس ربيعاً عربياً"، "والحالة الكويتية والصيف العربي". "الإسلاميون" والانزياح المخيف أضاع العرب، كما يقول د. خالد الحروب أكثر من قرن ونصف القرن في سجال شبه سرمدي لم ينته حتى الآن حول شكل الاجتماع السياسي الذي يمكن أن يرث الدولة العثمانية والاستعمار ويحقق استقلالهم. وقد احتلت قلب ذلك السجال النقاشات المحتدمة حول درجة ارتباط الدين بالسياسة، والعلاقة مع الغرب، وموقع التراث والماضي، والتعليم، والمرأة، والعدالة الاجتماعية، وبناء مجتمعات حديثة. ومنذ كتابات رفاعة الطهطاوي في النصف الأول من القرن التاسع عشر وحتى الآن والفكر العربي يجتر نفس الموضوعات ويطرح نفس المقاربات.. خراب الفتنة تقول أماني محمد: هل من الممكن أن ينسى أحد ما فعلته إيران في سوريا ذات يوم؟ فبعد أن تشرق شمس الحرية القريبة، أي حسابات ستكون بين الشعوب وبين زارعي الفتنة التي هي أشد من قتل الروح التي حرم الله قتلها. ما فعلته إيران من زرع للفتنة في دول المنطقة كلها قد يعود عليها بكوارث محققة، فلا أحد بإمكانه أن يصدق حقيقة حديثها بأنها دولة الصمود والعدو الأكبر للولايات المتحدة، لأن خراب العراق جاء من جراء تحالفها مع "شيطانها" الأميركي. والقلق الذي تعيشه البحرين اليوم هو نتاج ما أرادته من زعزعة لأن دولة مسالمة كان بالإمكان طرح مطالب الإصلاح فيها ضمن إطار شرعي، يساوي بين فئات الشعب، لكن ما حدث أنها تحولت إلى فتنة طائفية تم إشعالها، لتزداد يوماً بعد يوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©