«القافلة» يتناول الرموز الثقافية والتراثية بأسلوب فني

الشارقة (الاتحاد) - أطلقت مؤسسة بارجيل للفنون، مؤخرا، معرضها الرابع الذي حمل عنوان «القافلة» في مركز مرايا للفنون في القصباء بالشارقة، لتسليط الضوء على أعمال فنية لفنانين عرب من مجموعة مؤسسة بارجيل للفنون. ويأتي عنوان المعرض «القافلة» ليدلل تاريخيا على مجموعة من المسافرين، من التجار والحجاج أو المهاجرين، يجوبون المسارات التجارية الصحراوية للتجارة، أو لأغراض ثقافية أو روحية، ويعمل المعرض على استكشاف أفكار السفر وذكريات الماضي وطرق إعادة بناء صورة الماضي بطريقة تكشف الفارق الضئيل بين التاريخ الموثق والأسطورة، وتقدم الأعمال الفنية مراجع من التاريخ الشخصي والجماعي حول الرموز والثقافة والتراث والآثار، لتجسد هذه الرموز ذكريات الماضي بصورة فنية كما تعكس مدى تعقيد التقاليد الثقافية والتاريخ. وقدم معرض «القافلة» لوحات فنية جسدت إبداعات عدة أجيال من الفنانين العرب من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولهذا شكل المعرض تجمعا لنخبة من الفنانين البارزين الذين شهدوا على تحول المنطقة ثقافيا وسياسيا على مدار خمسين عاما، كما قدم عددا من أعمال الفنانين المعاصرين متعددي التخصصات، الذين جسدوا التحولات الحاسمة التي تشهدها المنطقة اليوم، من أمثال الفنانين جورج بهجوري، وحسن جلاوي، وشاكر آل سعيد، ومحمد البعلبكي، وديانا حديد، وشادي حبيب الله. ويقدم المعرض بصورة فنية حديثة مفهوم «القافلة»، الذي يعد مصطلحا قديما له مدلولاته الثابتة في الثقافة العربية، لتتحول هذه «القافلة» في العصر الحالي إلى كلمة ترتبط بمجالي السياحة والترفيه، حيث عادة ما تصطحب وكالات السياحة الزوار في جولات ترفيهية للتعرف إلى المواقع الأثرية القديمة، أو تدعوهم للمشاركة في مغامرات تحمل طابعاً بدوياً. وأسهم الفنانون المشاركون بالمعرض بلوحات معبّرة ترجمت رؤيتهم الشخصية، واستكشافاتهم الخاصة لمفاهيم جديدة وأفكار مختلفة تدور حول مصطلح السفر ومعانيه، وما يثيره من مشاعر الحنين والغربة والانفتاح على عوالم أخرى، معيدين بأسلوبهم الفني تشكيل وصياغة مفردات تعبر عن زمن الماضي مع شيء من الحد الضبابي الذي قد يفصل ما بين الحقائق الموثقة وبين الأسطورة في التاريخ. إلى ذلك، قالت ماندي ميرزابان، مدير صالة العرض في مؤسسة بارجيل للفنون «تقدم الأعمال الفنية في هذا المعرض تعليقا على تشكل التصورات في العالم العربي عبر التاريخ، حيث تمزج فكرة القافلة الخيال بالواقع، فسواءً كان المتلقي يقرأ أدب السفر في القرن التاسع عشر، أو يقوم بالإطلاع على رحلات القافلة الحديثة، فإن القوافل تسعى لمنحه بوابة للماضي الرومانسي الحقيقي والخيالي في آن معا، حيث يستكشف المعرض أفكارا ورؤى تنطلق من هذا المنظور». وأضافت «تواصل بارجيل سعيها إلى إيجاد حيز تجتمع فيه الأعمال الفنية من مختلف بقاع العالم العربي تحت سقف واحد ضمن بيئة تفاعلية مشتركة، وتقع صالة عرض بارجيل في الطابق الثاني من مركز مرايا للفنون، الذي يمتد على مساحة 1500 متر مربع، تتضمن منطقة أروقة العرض والأعمال المجتمعية». وتم إطلاق مركز «مرايا» للفنون بحلته الجديدة بشكل رسمي في مارس 2010، بمبادرة من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ودعم شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو). وبات المعرض اليوم أحد أبرز مراكز الفن المعاصر من العالم العربي ومن كافة أنحاء العالم.