«إعلان الإمارات للغة العربية»، الذي تم إطلاقه أمس من قلب «إكسبو دبي»، يحمل تأكيداً جديداً على أن الإمارات كانت جادّة حينما قالت إنها عازمة على استئناف رحلة الحضارة العربية من جديد.
عشرة بنود أساسية تضمنها الإعلان، تعكس، بما لا يدع مجالاً للشك، نظرة إماراتية عميقة لواقع ومستقبل لغتنا الأم، وإيماناً راسخاً بدورها في الحفاظ على مكوناتنا الحضارية وتنميتها وفاعليتها من جهة، وقدرتها على استيعاب تجليات الحداثة في العالم من جهة أخرى.
الإمارات، وعبر هذا الإعلان، أرادت أن تعيد البريق للعنصر الأبلغ في ضمير الأمة الجمعي، والذي يتمثل في اللغة التي تفاعلت مع أمجادنا، ومن خلالها علّمنا أجيالنا، وبمفرداتها وبمعانيها طرّزنا أحلامنا.
ومن وجهة نظرنا، فإن هذا الإعلان جزء من التزام بلادنا نحو هويتها الثقافية، ومساهمة إماراتية فعالة لاستكمال جهود المحافظة على اللغة العربية، باعتبارها وطناً جامعاً وصلة وصل بين تراثنا وحاضرنا، ورافعة لحضارتنا وثقافتنا وآدابنا وفنوننا.
كما أننا ننظر إلى هذا الإعلان على أنه بصمة إماراتية جديدة في الشخصية العربية، ترسخ من خلاله بلادُنا مكانتها المتميزة على الخريطة الثقافية العربية، وتصنع عبرَه الفرق لدى الأجيال المتجهة نحو المستقبل.
كل التحية لوزارة الثقافة والشباب التي تقود مجمل السياسات الساعية إلى إثراء لغتنا بالدراسات العلمية والفكرية، واستطاعت ببراعة وإصرار أن تعبر عن رؤية قيادتنا الطموحة لمستقبل الأمة وتمكين لغتها من مواكبة متطلبات العصر.
وأيضاً لـ«مركز أبوظبي للغة العربية» الذي يقود مشاريع إنسانية المحتوى شمولية الرؤى، من منظور علمي، على نحو يراعي الاحتياجات المعرفية والعلمية والثقافية، ويقدم كل يوم دليلاً جديداً على أن «العربية» كائن حيّ ونابض وقابل للتطوير.
ستظل «العربية» لغة العلوم والمعارف الإنسانية، ووعاءً ثرياً لثقافتنا، وإطاراً فعالاً لسلوكنا المجتمعي القويم، وركيزة قوية للتنمية المعرفية على نحو شامل.
وستبقى الإمارات وفيّة لجذورها وهويتها، وقادرة على إيجاد الحلول التي من شأنها إعادة الاعتبار لـ«العربية» وتجعلها تفرض حضورها لغةً للعلم والمعرفة والتواصل الحضاري.